خبر كلمة فلسطين في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الإعلام في دول منظمة التعاون الإسلامي بطهران

الساعة 07:21 م|03 ديسمبر 2014

متابعة

بحضور 57 دولة ومنظمة اسلامية افتتحت في العاصمة الإيرانية طهران اليوم الأربعاء 3 كانون الاول اعمال الدورة العاشرة لمؤتمر وزراء اعلام الدول الإسلامية تحت شعار " التقارب الاعلامي لأجل السلام والاستقرار في العالم الإسلامي".

 ومثل فلسطين زياد ابو عمرو نائب رئيس الوزراء ومحمود خليفة وكيل وزارة الاعلام وصلاح الزواوي سفير دولة فلسطين في طهران.

  ورحب ممثل فلسطين خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الإعلام بإنعقاد "هذا المؤتمر في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم، للتأكيد على ضرورة إبقاء الجسور ممدودة بين دول وشعوب العالم الإسلامي ودول العالم الأخرى".

  وأوضح أن انعقاد هذا المؤتمر يوفر فرصة للحوار وتبادل الأفكار ومتابعة قرارات المؤتمرات السابقة التي نعتقد بضرورة تنفيذ ما لم ينفذ منها وخاصة تلك المتعلقة بفلسطين والقدس.

  وتطرق ممثل فلسطين الى الاعتداءات التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة ومسجدها المبارك، مشيراً ان الإحتلال ومتطرفيه يزرعون الحقد والتطرف في المنطقة ككل.

 كما وتحدث حول اوضاع التي يمر بها قطاع غزة بعد الحرب الاسرائيلية قائلاً :"جئناكم من غزة الجريحة، التي تتعرض لعدوان مفتوح كانت آخر حلقاته ما جرى في تموز الماضي حين  سقط قرابة 2300 شهيد وأكثر من 10 آلاف جريح ودُمرت عشرات آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والمزارع و البنية التحتية وشُرد عشرات الآلاف من أهل غزة من بيوتهم في ظروف قاسية و لا إنسانية، غزة التي لا تزال تخضع لحصار ظالم يجب أن ينتهي".

  وأكد على أهمية تنفيذ خطة إعلامية عاجلة وفاعلة لاستعادة صورة الإسلام السمح، من جراء التشويه الذي أصابها.

 قال:"إن عوامل وحدتنا أشد صلابة مما يفرقنا، وديننا الحنيف يحتم علينا أن نكون كالجسد الواحد، وثقافتنا المشتركة، وتعدد ألسنتنا، وانتشار أقطارنا واتساع أعدادنا، تدعونا إلى بناء خطاب إعلامي موحد، يبحث عن كل ما يُقَوي بيتنا الإسلامي الواسع ويمتن دعائمه، ويجعلنا نغلق نوافذ التشظي".

  وتابع :"إن الواجب يفرض علينا أن نقف على رأس إعلام يفكر في الأجيال الجديدة، ويداوي التصدعات التي تعصف بالبيت الإسلامي، إن كل هذا يبدأ من جهد إعلامي خلاق، يحرر العقول من الصور النمطية، ويمد الجسور، وينأى عن التكفير والتخوين والمغالاة".

 

 

نص الكلمة::

  كلمة فلسطين  في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الإعلام في دول منظمة التعاون الإسلامي بطهران في 3-12-2014

  

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

 واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً

 صدق الله العظيم

   معالی السيد المحترم علي جنتي رئيس المؤتمر وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في جمهورية إيران الإسلامية

 السید المحترم  اياد مدني  الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي

 أصحاب المعالي والسعادة وزراء الإعلام ورؤساء الوفود الموقرين

 السيدات والسادة أعضاء المؤتمر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

   من فلسطينَ، من أكنافِ بيتِ المقدسِ جئناكمْ، بفيض من مشاعر الأخوة والمحبة  المتوجة بالأمل، ولننقل من على هذا المنبر تحيات الرئيس محمود عباس، والحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لإيران قيادة وحكومة وشعباً، ولقيادات وشعوب الدول الإسلامية المشاركة في هذا  المؤتمر، داعين لهذا المؤتمر بالتوفيق والنجاح وأن يكون بحجم الآمال المعقودة عليه، لإعادة صورة الإسلام المشرقة، كدين أخوة ومحبة بعيداً عن التشويه الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام عن سوء قصد أو عن جهل.

  السيدات والسادة

 نُقَدِّر انعقاد هذا المؤتمر في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم، للتأكيد على ضرورة إبقاء الجسور ممدودة بين دول وشعوب العالم الإسلامي ودول العالم الأخرى. إن انعقاد هذا المؤتمر يوفر فرصة، كما قال أخي معالي الوزير علي جنتي في دعوته لنا، للحوار وتبادل الأفكار ومتابعة قرارات المؤتمرات السابقة التي نعتقد بضرورة تنفيذ ما لم ينفذ منها وخاصة تلك المتعلقة بفلسطين والقدس.

   الحضور الكريم،

 نصلكم من فلسطين التي لا تزال عاصمتها القدس الشريف ترزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي والقدس التي تتعرض لحملة شعواء من التهويد واعتداءات المتطرفين اليهود التي تستفز مشاعر المسلمين في كل مكان وتزكي نيران الحقد والكراهية.

   السيدات و السادة

 جئناكم من غزة الجريحة، التي تتعرض لعدوان مفتوح كانت آخر حلقاته ما جرى في تموز الماضي حين  سقط قرابة 2300 شهيد وأكثر من 10 آلاف جريح ودُمرت عشرات آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والمزارع و البنية التحتية وشُرد عشرات الآلاف من أهل غزة من بيوتهم في ظروف قاسية و لا إنسانية، غزة التي لا تزال تخضع لحصار ظالم يجب أن ينتهي. نصلكم من مدننا وقرانا ومخيماتنا التي يقطعها الاستيطان ويعربد فيها المستوطنون بحماية جيش الاحتلال، ويُضَيِقُ جدارُ الضم والتوسع العنصري الخناقَ عليها، ويعيش الآلاف من أبنائها في السجون، فيما يستذكر شعبنا قوافل الشهداء التي لا تتوقف، وهي تعبد طريق الحرية بالدماء.

 هكذا هي فلسطين أيها السيدات السادة، مثقلة بالجراح، تعاني آخر وأطول احتلال في العالم،  ولا يمكن لمسيرة حريتها أن تكتمل إلا بدعمكم السياسي والاقتصادي والإعلامي أيضا، الذي لا يقل شأناً عن غيره، في عصر صارت المعلومة تشكل سلاحاً هاماً من حيث التأثير والانتشار.

  إننا ننتهز هذا الفضاء الرحب للتعبير عن عميق شكرنا لكافة الدول الإسلامية على دعمها الذي لم يتوقف لفلسطين على كل الصعد، وبخاصة إسنادنا في مسعانا السياسي، الذي بدأ منذ تغيير صفة بلادنا في الأمم المتحدة إلى دولة مراقب، ولا زالت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، تواصل حراكها بالتنسيق مع الأشقاء و الأصدقاء لاستصدار قرار لإنهاء احتلال إسرائيل لأرضنا والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، من قِبل الدول التي لم تعترف بها بعد.

   السيدات والسادة

 إن جرحنا المفتوح منذ القرن الماضي، لا يجعلنا نقفز عن المآسي التي تشهدها دولنا الإسلامية، تاركة خلفها الملايين من الضحايا والنازحين، عدا عن التدمير والتخريب والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والبيئية، والتي تشوه حاضر بلادنا وتصبغ مستقبلها بالسواد.

 وإذ تتمنى فلسطين المكلومة للدول الشقيقة أن تتجاوز محنها، ندعو الله أن تتوحد جهودنا وشعوبنا وعقولنا ومقدراتنا، لنعبر بعالمنا الإسلامي إلى بر الأمان، ونتجاوز نار الحروب والفتنة والإرهاب والقتل الذي صار للأسف السمة الأكثر تعبيراً عن واقعنا والأكثر انتشاراً في وسائل الإعلام.

   السيدات والسادة

 أن نلتقي في رحاب جمهورية إيران الاسلامية الصامدة أمام حصار ظالم، التي نتمنى لها كل ازدهار وتقدم، وأن نتوافد من جهات الأرض الأربع، ونناقش الشأن الإعلامي، فهذا يدعونا أولاً أن نعبر عن تقديرنا لمنظمة التعاون الإسلامي على جهدها، وأن نشكر الأشقاء هنا على استضافتهم لهذا اللقاء الهام، ويشجعنا لأن نعقد العزم على العمل الدؤوب لمجهود إعلامي خلاق، يجمع ولا يشتت، ويحصن جبهتنا الداخلية في مواجهة رياح العبث والتعصب. إننا نؤكد على أهمية تنفيذ خطة إعلامية عاجلة وفاعلة لاستعادة صورة الإسلام السمح، من جراء التشويه الذي أصابها.

 إن عوامل وحدتنا أشد صلابة مما يفرقنا، وديننا الحنيف يحتم علينا أن نكون كالجسد الواحد، وثقافتنا المشتركة، وتعدد ألسنتنا، وانتشار أقطارنا واتساع أعدادنا، تدعونا إلى بناء خطاب إعلامي موحد، يبحث عن كل ما يُقَوي بيتنا الإسلامي الواسع ويمتن دعائمه، ويجعلنا نغلق نوافذ التشظي. علينا أيتها السيدات والسادة اعتبار اختلاف ألسنتنا وأقطارنا بأنه الطريق الذي يوصلنا إلى تعددية متينة، فلقد دفعنا ولا نزال ثمن الفرقة والتفتت الذي  يبدأ من الكلمة والموقف والإعلام، ثم يتطور إلى اصطفاف ونزاعات دامية، تقوِّض حضارتنا الإسلامية وتهدد وجودنا كأمة.

 إن الواجب يفرض علينا أن نقف على رأس إعلام يفكر في الأجيال الجديدة، ويداوي التصدعات التي تعصف بالبيت الإسلامي، إن كل هذا يبدأ من جهد إعلامي خلاق، يحرر العقول من الصور النمطية، ويمد الجسور، وينأى عن التكفير والتخوين والمغالاة.

   السيد رئيس المؤتمر

  مُجَدِّداً أنقل تحيات الشعب الفلسطيني لجمهورية إيران الاسلامية وللدول المشاركة في هذا المؤتمر الذي نتطلع إلى نتائجه كبداية لانطلاقة جديدة، ونتمنى من العلي القدير أن نستضيف في أقرب فرصة هذا المؤتمر في فلسطين، وقد تحررت من الاحتلال، كما نتمنى أن يعود الأمن و الاستقرار إلى دولنا و شعوبنا التي تعاني المحن. إننا نتطلع إلى مستقبل أفضل ملؤه الأمل و التقدم و الخير لشعوب أمتنا الإسلامية  جمعاء.

  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته