خبر نتنياهو ضد لبيد ضد نتنياهو- هآرتس

الساعة 10:21 ص|03 ديسمبر 2014

نتنياهو ضد لبيد ضد نتنياهو- هآرتس

بقلم: نحاميا شترسلر

(المضمون: يجب أن تكون وزارة المالية في يد حزب السلطة، وخلاف ذلك يعني ما ستعيشه الحكومة الاسرائيلية منذ اللحظة الاولى من تشكيلها - المصدر).

 

إن اللقاء أمس بين نتنياهو ويئير لبيد كان يهدف الى فحص امكانية عمل الاثنين معا. الجواب واضح: إنهما غير قادرين. وهذا يناقض الطبيعة السياسية، وليس مهما ماذا ستقول الاعلانات الرسمية في نهاية اللقاء (هذه الاسطر كتبت قبل اللقاء). وللسياسة توجد قوانين خاصة

 

بها، وعندما يتم تحطيم هذه القوانين فتكون النتيجة فوضى – في الدولة، في الاقتصاد ولدى الجمهور الواسع.

 

بعد الانتخابات السابقة بأيام قليلة وعندما تم الحديث عن امكانية تعيين لبيد لوزارة المالية كتبت هنا أن القانون السياسي الاول يقول إن "وزير المالية يجب أن يأتي من حزب السلطة كي يكون متفقا مع رئيس الحكومة في جميع المواضيع ويوزع الميزانية بناءً على ذلك. لذلك فان اعطاء حقيبة المالية ليئير لبيد كان أمرا خياليا".

 

لبيد ايضا اعتقد ذلك. فقد قال إنه غير ملائم لمنصب وزير المالية، وأن هذه امكانية غير واقعية. هذا ايضا ليس مجاله، وقال إنه ملائم أكثر لوزارة الخارجية. بعد مرور شهر، وعندما رأيت أنه ورغم كل شيء بدأت فكرة تعيين لبيد تتحول الى أمر جدي، كتبت هنا مرة ثانية أن نتنياهو سيقوم بخطأ كبير: "ما هي السياسة، اذا لم تكن السؤال ممن نأخذ ولمن نعطي. عرف كل رئيس حكومة أن وزير المالية يجب أن يأتي من حزب السلطة... وإلا فكيف سيستطيعون سرقة الخيول؟ كيف سيستطيعون تطبيق قناعاتهم والتعبير عن ذلك برصد الاموال؟ مهمة وزير المالية صعبة وضرورية للنجاح أو الفشل، لحزب السلطة... ولكن عندما يكون وزير المالية من حزب معادي يحارب على نفس اصوات الناخبين، فان الصراع طول فترة الحكم يكون على من سيحظى بالصيت: من فعل ماذا، من فشل ومن حقق الاشياء الجيدة. باختصار، فوضى عارمة".

 

لذلك من المضحك أن نسمع اليوم أن نتنياهو متفاجيء وغاضب بسبب سلوك لبيد. كان هذا أمرا طبيعيا. لقد حطم نتنياهو القانون الاول للسياسة والآن يدفع الثمن – ونحن ايضا ندفع الثمن.

 

منذ اللحظة الاولى لتشكيل الحكومة خرج الاثنان الى المعركة حول نتائج الانتخابات القادمة. الاول قدم نفسه على أنه رجل الامن الذي يدافع عنا في وجه الغرباء من حولنا. والثاني

 

يلعب دور رجل المجتمع الذي يوزع علينا الهدايا. كل واحد يفعل أي شيء من اجل افشال مبادرات الآخر، والاضرار على الاقتصاد آخذة في الازدياد.

 

قال لبيد عن نتنياهو إنه يهتم بالسياسة الصغيرة في حين أن كل شيء عالق – الميزانية، ضريبة قيمة مضافة صفر. العلاقات الدولية والامن الشخصي. ونتنياهو ايضا قال من خلال مقربيه إن لبيد فشل في ادارة الاقتصاد، وأن قانون ضريبة مضافة صفر سيزيد من غنى المقاولين ويرفع الاسعار واتهم لبيد بالمس بأمن الدولة بسبب رفضه اعطاء الميزانيات، الامر الذي يعتبر مثل الخيانة.

 

مصلحة الدولة هي آخر ما يهتم به الاثنان. والامر الوحيد الذي يهمهما هو الصورة الشخصية والانتخابات القادمة. وهما يجران العجلة باتجاهات متناقضة ونحن ندفع الثمن بالركود الاقتصادي، وبالتضخم الكبير، وبتراجع تصنيف الاعتماد، وبضرر في العلاقات بالولايات المتحدة، وبتحريض ديني قومي وبتدهور الوضع الامني الشخصي وخطر الانتفاضة الثالثة.

 

ولكن رغم الاضرار الواضحة، والكراهية الشخصية وتعارض المصالح، ما زلت أعتقد أن الحكومة لن تسقط قريبا. لن يتنازل أحد عن السلطة ولا يوجد الكثيرين ممن يتنازلون عن كرسي الوزارة – إلا اذا لم يكن لهم بديلا آخر – وهذا سيحدث فقط في منتصف 2015 حينما يتضح أنه لا يمكن تمرير ميزانية 2016 بدون تقليصات كبيرة – وعندها سنذهب الى الانتخابات مع بداية 2016.

 

هذا يعني أننا سنعيش سنة اخرى صعبة سياسيا واقتصاديا، بالضبط مثل العقوبة الموجودة في الكتب لكل من يُخل بالقانون السياسي الاول.