خبر كله مفتوح -معاريف الاسبوع

الساعة 10:20 ص|03 ديسمبر 2014

كله مفتوح -معاريف الاسبوع

بقلم: بن كسبيت

(المضمون: خطط نتنياهو بتزيين القائمة بنجوم لامعة مثيرة للانطباع، ولكن من الصعب الافتراض بانها ستعطي ثمارا ناضجة في الوقت القصير المتبقي. وسيتعين عليه أن يقاتل مع ما تيسر وليس هناك الكثير، إذ انهم كلهم دوما فروا، يفرون وسيفرون منه. هذه حقيقة تاريخية- المصدر).

راهن بنيامين نتنياهو أمس على حياته السياسية. فاستطلاع القناة 2 تنبأ له بـ 22 مقعدا في الانتخابات القادمة. وفي احاديث مغلقة نقل عنه أنه يقدر بانه اذا حصل على اقل من 20 مقعدا فلن يكون رئيس الوزراء. وبالفعل، في هذه اللحظة يفصل مقعدان بينه وبين السعادة. بينه (وبين عقيلته) ومواصلة البقاء في شارع بلفور، بقاء اصبح هدفا، بدلا من أن يكون وسيلة.

كل من يفهم بالحملات الانتخابية يعرف بان الليكود يدفع دوما ضريبة مقاعد في حملة الانتخابات. هذا حصل لنتنياهو في 1999 حين تحطم في اثناء الحملة. هذا حصل له في 2006، هذا حصل له في 2009، حين بدأ الحملة مع تفوق واضح على تسيبي لفني وانهاها بخسارة مقعد واحد. هذه حصل ايضا في 2013، عندما لم يعطِ الاتحاد مع ليبرمان ما كان يفترض به وحقق نتنياهو في النهاية 20 مقعدا تقلصت حتى 18. الليكود يخسر حوالي مقعدين بسبب عملية الانتخابات التمهيدية غير المنسجمة فيه ومقعدين آخرين حتى أربعة في اعقاب الحملة السلبية التي تفرض على نتنياهو.

وعليه فان من يؤمن بان نتنياهو يدفع الدولة الى أن تعلق ويفكر بان الانتخابات القادمة ضائعة، مخطيء. فهي ليست ضائعة، وهي مفتوحة اكثر من أي وقت مضى.

لنتنياهو توجد غير قليل من الاثقال الاخرى على رقبته. الاول هو ان الجمهور يعتقد بان الانتخابات زائدة، ولكنه يؤمن بان من يجرنا اليها هو نتنياهو. والثاني هو النقص في "النجوم" في قائمة الليكود. ومع كل الاحترام لاسرائيل كاتس، فهو لن يكون المغناطيس الذي يجتذب المقاعد.

وخطط نتنياهو بتزيين القائمة بنجوم لامعة مثيرة للانطباع، ولكن من الصعب الافتراض بانها ستعطي ثمارا ناضجة في الوقت القصير المتبقي. وسيتعين عليه أن يقاتل مع ما تيسر وليس هناك الكثير، إذ انهم كلهم دوما فروا، يفرون وسيفرون منه. هذه حقيقة تاريخية.

ما حفز نتنياهو على المراهنة غير البسيطة التي أخذ بها امس، هو جنون الاضطهاد. نعم، كانت اتصالات غامضة لتنحيته باغلبية 61 مقعدا ولكن هذه لم تكن بتخويل او بتكليف. كانت هي محاولات جس نبض مما هي اتصالات، وقد بلغنا عنها في "معاريف" قبل اسابيع طويلة ولم يأخذ أحد بها على محمل الجد الكثير. نتنياهو نفسه كان مشاركا في اتصالات من هذا النوع كل حياته، اتصالات كانت موجهة ضد اولئك الذين كانوا فوقه، كانوا تحته، إذ هكذا هو الحال في السياسة.

عندي شك في أن هذه في النهاية هي حملة ذكية من الاصوليين. فهم أكثر دهاء من الجميع، آريه درعي نسي منذ زمن بعيد ما لن يتعلمه لبيد (وحسن ان هكذا)، وحقيقة أن درعي وليتسمان قررا المرة تلو الاخرى في أنه في الايام الاخيرة يجري التوجه اليهما لتنحية نتنياهو، مشبوهة جدا في نظري. فقد جف الاصوليون في المعارضة، وهم يعانون من عضة الجوع السياسي، ودرعي نفسه عرضة لصراع غير بسيط أمام ايلي يشاي، ولهذا فان الامر الافضل هو دفع نتنياهو الان الى الانتخابات. ولان درعي يعرف نتنياهو على نحو ممتاز ويعرف عن ظهر قلب كل الاسماء الخاصة لكل جنونات اضطهاده، فان كل ما تبقى يكون سهلا للغاية.

"انت تآمرت علي"، قال نتنياهو ليئير لبيد في حديثه الليلي أول أمس. "عفوا؟" أجابه لبيد، "انا الوزير الوحيد الذي تحدث دوما عنك بأدب وهذا ايضا اذا ما شملنا وزراءك". وعندها انتقل نتنياهو الى موضوع العلاقات مع الولايات المتحدة واحتج على انتقاد لبيد له في هذا الموضوع. "عفوا؟" أجابه لبيد، "أنا رئيس الحزب الاكبر في الكنيست، أوضحت لك مسبقا بان في هذا الموضوع سأحتفظ برأي مستقل وعندي الحق الكامل في الانتقاد. هذا موضوع استراتيجي، العلاقات مع الامريكيين ليست ملكا لاي منا".

"أنت لا يمكنك أن تقول ما قلته"، قال نتنياهو، فأجابه لبيد: "بالعكس، واجبي أن اقولها".

الحديث لم يتحسن. فقد كرس نتنياهو معظم الشكاوى لموضوع التآمر والصفقة مع الاصوليين.

"دعنا من جنون الاضطهاد"، قال لبيد. "ولكن هذا بات غباء. انا والاصوليون؟ هل يمكنني أن اجلس مع ليتسمان وجفني؟ قل يا رئيس الوزراء من أدخل لك هذه الامور في الرأس؟".

"إذن حقا"، اجابه نتنياهو "نعم، حقا"، اجابه لبيد. "كلانا نعرف اني محق"، قال نتنياهو. "لا تتحدث باسمي"، اجاب لبيد، "انت مخطيء". هكذا استمر واستمر الى أن انتهى دفعة واحدة. لبيد ذهب وحتى قبل أن يخرج، نشر بيان مكتب رئيس الوزراء الى وسائل الاعلام. لقد كان هذا سجلا لخطوة مخططة مسبقا. من ناحية نتنياهو الهدف تحقق. لبيد اهين، ظاهرا.

بالمناسبة، لقد أثبت لبيد في الايام الاخيرة سذاجة سياسية. لو كان استقال في منتهى السبت، حين تحدث مقربو نتنياهو للصحفيين بانه يعمل على قانون ضريبة القيمة صفر لانه هو ومقربوه مرتبطون بالمقاولين كان يمكنه اليوم ان يكون اكثر رضى. ولكنه لن يكون راضيا في الزمن القريب.

"دولة اسرائيل تتوجه الى الانتخابات التي لا داعي لها اكثر من اي مرة في الماضي. باستثناء أن رئيس الوزراء مهزوز"، هكذا اجمل لبيد امس القصة في حديث مغلق. السؤال هو هل يمكن ايضا هز حكم الفرد لرئيس الوزراء هذا، يبقى في هذه اللحظة مفتوحا.