خبر جن جنونهم- يديعوت

الساعة 10:49 ص|02 ديسمبر 2014

جن جنونهم- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: الوحيدون الذين سيسيرون الى التصويت بجموعهم هم الاصوليون واليمين الاستيطاني. وهم سيكونون الحكام الحقيقيين في حكومة نتنياهو الرابعة – اذا ما قامت مثل هذه الحكومة- المصدر).

 

اذا لم تحصل معجزة (أو مصيبة) في اللحظة الاخيرة، فان حكومة نتنياهو الثالثة تكون أنهت حياتها أمس. ولمزيد من الدقة: جن جنونها. فليس خلافا ايديولوجيا قتلها ولا فشل استثنائي او

 

احتجاج شعبي ايضا. فقد ماتت بسبب النفور المتبادل، بسبب انعدام اداء رئيس الوزراء لدوره، بسبب فقدان الطريق.

 

السؤال الذي ينبغي أن يقلقنا الان هو كيف نعالج الارث. فميزانية العام 2015 موضوعة على طاولة الكنيست. في الوضع الناشيء، لا احتمال ان تقر. هذا يعني أن الحكومة الانتقالية سيتعين عليها ان تعيل نفسها على أبخرة وقود ميزانية 2014. من ناحية الجيش الاسرائيلي هذه بشرى صعبة جدا. فليس نزول قواعد الجيش الاسرائيلي الى النقب هو الذي سيتوقف فقط – بل سيتعين عليهم ان يوقفوا الامن الجاري والتدريبات والاتفاقات الموقعة.

 

اذا كان نتنياهو يريد ان يستخدم الحكومة لتحسين فرصه في الانتخابات فهو ملزم بان يقيل لبيد فورا. لا يمكنه أن يسمح لنفسه بموقف كدي في المالية، يمنعه من أن يفعل ما يفعله رؤساء الوزراء عشية الانتخابات: أن يغمر الناخبين بالهدايا.

 

ان القرار عن الانتخابات لا يجعل الحكومة حكومة انتقالية. والحكومات الانتقالية ليست بالضرورة حكومات مشلولة: ايهود باراك وايهود اولمرت على حد سواء حاولا الوصول الى اتفاق شامل مع الفلسطينيين في الفترات التي كانا يترأسان فيها حكومة انتقالية – حاولا وفشلا. مغامرة من هذا النوع لا تنتظر بنيامين نتنياهو على ما يبدو. فهو سيرغب في أن يستخدم الحكومة الانتقالية كي يغازل الناخبين من اليمين. وهو سيجد صعوبة في فعل ذلك عندما يكون لبيد ولفني ووزراؤهما لا يزالون في الحكومة.

 

السؤال كيف ستوضب الاحزاب نفسها أمام الناخب لا يزال مفتوحا. نظريا، يحتمل أن يكون البيت اليهودي، كله أو جزء منه سيوافق على الارتباط بالليكود؛ يحتمل أن ينجح اسرائيل بيتنا في الانضمام الى مثل هذا التجمع. يحتمل أن تنضم لفني ورفاقها الى يوجد مستقبل وحزب العمل، او يجسد حلم عمير بيرتس ويسير في جبهة مشتركة من ثلاثة احزاب. لبيد تمتع قبل سنتين من عنفوانه هو ورفاقه. فلم يكن أصابتهم بعد شوائب سياسية. اما الان فهو في وضع معاكس: سيتعين عليه أن يستثمر كل كفاءاته كي يقنع ناخبيه بان لا دور له في اخفاقات ومساوىء الحكومة المنصرفة، وانه جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة.

 

السؤال مع من سيقف موشيه كحلون امام الناخب لا يزال مفتوحا هو ايضا. فجمهور الناخبين الاسرائيلي تعب من الفرسان على حصان ابيض ممن يعدون بانقاذه دفعة واحدة من عذاباته. وسيتعين على كحلون ان يعمل بكد كي يقنع بانه يختلف عن سابقيه.

 

تبدأ الحملة الانتخابية من نقطة درك اسفل. اذا سألتم الاسرائيليين اليوم لمن يعتزمون التصويت، سيرد قسم كبير منهم بانهم لا يعتزمون التصويت على الاطلاق. الوحيدون الذين سيسيرون الى التصويت بجموعهم هم الاصوليون واليمين الاستيطاني. وهم سيكونون الحكام الحقيقيين في حكومة نتنياهو الرابعة – اذا ما قامت مثل هذه الحكومة.

 

لعل المهامة الاولى الملقاة على من هو قلق على مصير الدولة الرائعة هذه هي أن يشكل من اليوم الى الغد حركة تقول شيئا واحدا: اذهبوا للتصويت. كل من يختار للكسل أو للاحتجاج، للدلع او العناد، البقاء في البيت، لا يعاقب نتنياهو ولا لبيد، لا هرتسوغ ولا بينيت. هو يدق سكينا في ظهر الديمقراطية الاسرائيلية.