خبر عدم ثقة متبادل -معاريف

الساعة 11:04 ص|01 ديسمبر 2014

بقلم: بن كسبيت

(المضمون: لقاء اليوم سيكون بين رئيس حكومة مهووس يحاول تغيير الائتلاف القائم وبين وزير مالية يحاول إقالة رئيس الحكومة واقامة حكومة بديلة - المصدر).

 

ها قد وصلنا مرة اخرى الى "اللقاء الحاسم" الذي سيتم "في اليوم المصيري"، وعلى أعتاب "الاسبوع الفاصل" الذي سيحدد مصير الائتلاف، لقد كنا في لحظات لانهائية مصيرية كهذه. والامر المشترك بينها هو تفاهة اللحظة مقابل التوقعات المليئة بالشفقة.

 

اذاً، ايضا بعد لقاءات اليوم لن يكون هذا نهائيا، كل شيء قد ينقلب، أو يستوي، بنفس القدر بالضبط يوجد لديهم الكثير من الوقت للمزمزة في القرارات المصيرية التي يجب أن يتخذوها. ولا سيما عند الحديث عن نتنياهو الذي يقرر دائما في اللحظة الاخيرة، وعندها يندم، ويتمسك برأيه ويتراجع، ويكتشف أنه بات متأخرا، أو أي شيء آخر.

 

اللقاء بين نتنياهو ولبيد هو الأكثر إثارة للفضول، حيث الرغبة بأن تكون ذبابة على الحائط في هذا اللقاء، ولكن أعتقد أن الأمر خطير هذه المرة، فكمية الاحتقار المتبادلة التي ستحلق فوق الاثنين يمكن أن تهدد الذبابة. هذا لقاء بين شخصين لا يثقان الواحد بالآخر ولا بكلمة واحدة. بين رئيس حكومة مهووس يحاول تغيير الائتلاف القائم في منتصف الفترة الانتخابية ومن وراء ظهر شركائه، وبين وزير مالية يفحص امكانيات إقالة رئيس الحكومة واقامة حكومة بديلة. ثقة – لن توجد. هل يمكن أن تحدث تهدئة؟ هل يمكن تهدئة الغرائز؟ من الصعب القول في هذه المرحلة.

 

جهات رفيعة المستوى في الائتلاف تسلمت أمس هذه المعلومة: اتفق نتنياهو مع الحريديين. ليس اتفاقا جزئيا وإنما صفقة كاملة – كاملة. ليس فقط "الامتناع عن ائتلاف بديل الآن" وإنما التوصية ببيبي لدى الرئيس بعد الانتخابات. هذه الصفقة قام باحضارها اسرائيل كاتس وزئيف الكين. وجميع الاطراف ستنفي ذلك بشدة لأنه تم الاتفاق على ذلك. اذا رأت هذه الصفقة النور فان نتنياهو "سيتم القاء القبض عليه متلبسا"، وسيستفيد لبيد من التخلي عنه، والحريديون الذين ملّ منهم الجمهور سيعودون الى حياة جديدة – الكنز الجديد لنتنياهو سيتحول سريعا الى عبء انتخابي.

 

لذلك، فان سر نجاح الصفقة الجديدة هو في سريتها. يمكن الاعتماد على الحريديين، فقد ابتعد زعماءهم أمس عن وسائل الاعلام. الصحافة الحريدية تحدثت عن لقاء مطول لدى الحاخام شتاينمن، أنباء ليست قليلة حول "تقدم كبير" وحول "اتصالات مهمة" كانت هناك.

 

هل بالفعل تم عقد صفقة كهذه؟ فقط في المستقبل سنعرف ذلك. اذا خرج نتنياهو اليوم من اللقاء مع لبيد ولفني كمقاتل ويستمر في سعيه الى تبكير الانتخابات، فستكون هذه اشارة ايجابية. فقط صفقة كهذه يمكن أن تدفع بيبي الى أن يركض الى الانتخابات بنفس السرعة والتصميم اللذين رأيناهما في الاسبوع الماضي. واذا انطلقت اليوم صافرة التهدئة فستكون تهدئة جزئية، ويمكن أن لا توجد صفقة، أو توجد صفقة لكن نتنياهو يسير بقدم باردة. وهذا حدث أكثر من مرة.

 

في الوقت الحالي، بقي لنا أن نحلل ما حدث أمس وأول أمس. ما قاله لي يئير لبيد في مسرح المنصة في تل ابيب هو أن الحرب اندلعت من جديد. وأضاف أن كل شيء عالق، ورئيس الحكومة يقف متفرجا ولا يعمل أي شيء. وقال إن سبب ذلك هو مصالح بعض الاعضاء من مركز

 

الليكود، وإنه يوجد خلاف عمل في الاقتصاد، فميزانية الدولة عالقة، ورئيس الحكومة لا يتحدث معه. انتقاد صعب، ولكني أعتقد أن هذا الانتقاد لا يتجاوز حدود الشرعية.

 

في أعقاب كلام لبيد، تحدث مقربون من رئيس الحكومة، بل رئيس الحكومة نفسه، "في حوارات مغلقة"، يتهمون لبيد بالفساد الشخصي. حيث زعموا أن لبيد يهتم بقانون ضريبة قيمة مضافة صفر بسبب علاقات مقربيه مع المقاولين. أمر كهذا، حسب اعتقادي، لم يسبق له مثيل. رئيس حكومة يتهم وزير المالية بالفساد من النوع الاكثر رفضا: قانون يتم طرحه من قبل الوزير ورجاله سيكلف الدولة المليارات – وكل ذلك من اجل فائدة المقاولين المقربين. وحتى هولي لاند ستكون لعبة اطفال مقارنة بأمر كهذا.

 

هذا الاتهام ظهر للمرة الاولى عند منتهى السبت، ومع التقدم نزل مستوى من تم اقتباسهم الى أن استقر على "شخصيات رفيعة في الليكود"، معنى هذا الامر أنه في محيط نتنياهو فهموا أنهم يبالغون وحاولوا الابتعاد. يمكن أن نقول عن يئير لبيد الكثير من الاشياء لكنه ليس فاسدا، حتى وإن اخطأ، فان دوافعه طاهرة، وهو يشعر أن لديه رسالة، الامر الذي دفعه الى التنازل عن حياة كاملة تقريبا من اجل السياسة.

 

في الدول المتحضرة فان اتهامات كهذه يجب أن تتسبب بطلاق فوري (ويمكن أيضا تقديم دعوى بسبب التشهير)، ولكن في دولتنا كل شيء ممكن. هو قال، هم قالوا. والسؤال هو هل سيتم طرح ذلك في اللقاء الذي سيتم اليوم؟ رئيس الحكومة (غير مهتم اذا كان كل شيء عالق)، ووزير المالية (المقرب من المقاولين). أمر مؤسف ألا تكون هناك ذبابة على الحائط في هذا اللقاء.