خبر مسرح الامم المتحدة السخيف- اسرائيل اليوم

الساعة 09:40 ص|30 نوفمبر 2014

بقلم: رون بروشاور

(المضمون: حلم تشرتشل وروزفلت حول الامم المتحدة كان التعاون الدولي، ومن المشكوك فيه أنهما أرادا أمم متحدة تحرض على كراهية اسرائيل - المصدر).

 

في ليل السبت في تشرين الثاني 1947 توقفت أنفاس الكيبوتس، صوت اوسفيلدو آرنيا الحديدي، الرئيس البرازيلي للهيئة العامة للامم المتحدة، خرج من خلال اجهزة الراديو وسُمع في كل بيت. الموضوع – القرار 181 حول انهاء الانتداب البريطاني وخطة التقسيم. الناجون من الكارثة ومطرودو الدول العربية ورجال الهجرات المختلفة وطلائعيون، كلهم علقوا آمالهم على المؤسسة الواعدة التي أُقيمت كتذكار لانتصار الجيد على السيء في الحرب العالمية الثانية.

 

مرت 67 سنة على ذلك التصويت التاريخي – وأمامنا حلم الامم المتحدة وأجزاؤه المكسرة. وتحول النصب التذكاري مع الوقت الى شظية أمل كانت وتلاشت. من جسم يهدف الى منع اعادة جرائم النازييين الى ساحة دولية من الزعرنة العربية المجرمة. هاجم العالم العربي الكيبوتس العبري بعد رفض نتائج التصويت بساعات قليلة، ولم يكف عن مهاجمته حتى بعد أن تلاشى دخان

 

قذائف نابليون في نهاية حرب الاستقلال. واتحاد الدول العربية في الامم المتحدة ومن حوله أمم اسلامية خلق أساسا لتحالف دبلوماسي مناهض لاسرائيل يتكون من 120 دولة.

 

في عام 1975 وبعد عدة محاولات متكررة لطرد اسرائيل من الامم المتحدة، استسلمت الامم المتحدة لضغط الدول العربية وقالت إن الصهيونية هي عنصرية. وشكل هذا القرار حجر الأساس في عملية التمييز الممأسسة ضد اسرائيل في الامم المتحدة. وانتظرت الامم المتحدة 16 عاما حتى تراجعت عن قرارها بأن الصهيونية هي عنصرية. وتم تعديل البروتوكولات ولكن بشكل غير رسمي بقيت الوصمة على جدران الهيئة حتى يومنا هذا.

 

من بين 193 دولة عضو في الامم المتحدة، 87 فقط هي ديمقراطية، أي أقل من النصف. وتلك الدول التي تستغل العملية الديمقراطية في الامم المتحدة تقمع الديمقراطية على اراضيها. صحيح أن النظام في الامم المتحدة برلماني لكن الأيدي التي تُرفع هناك هي أيدي قمعية وغير ديمقراطية.

 

تحولت الامم المتحدة من منصة سياسية شجاعة الى مسرح سخيف: هيئة عامة تسمح بالتحريض الفلسطيني، مجلس أمن تُدير فيه فنزويلا وماليزيا قوات السلام، ومجلس حقوق الانسان تسيطر عليه أنظمة غير انسانية، ويتم التآمر على اسرائيل في الوقت الذي يذبح فيه النظام السوري مئات الآلاف من أبناء شعبه.

 

رسم ونستون تشرتشل وفرنكلين روزفلت حلم التعاون ما وراء الحدود. ومن المشكوك فيه أن هذه هي الامم التي أرادوا رؤيتها: أمم متحدة على كراهية اسرائيل. الآن يُطلب من الامم المتحدة أن تحدد مكانتها في كتب التاريخ. فهل ستكون مثالا للعالم الحر أو مثالا للأمم التي تطمح الى الانضمام اليها.

 

"مستقبلنا ليس مرهونا بما سيقوله عنا أعداء اليهود وانما بما سيفعله اليهود"، هذا ما قاله دافيد بن غوريون. واسرائيل لا تنتظر اعتدال الامم المتحدة، وردنا على هذا الاجحاف يكون من خلال اعمالنا. ردنا على عدم أنسنتنا في مجلس حقوق الانسان يكون بالدفاع عن حقوق القطاعات الاجتماعية المختلفة في المجتمع مثل النساء وأصحاب الاعاقات. ردنا على عدم الشرعية في مجلس الامن هو المساهمة في المعرفة والعلم والتجربة المهنية لقوات حفظ السلام للامم المتحدة. ردنا على التحريض في الجمعية العمومية هو مجموعة المبادرات التي تطمح الى خلق عالم أفضل، ودعم قرارات بخصوص التكنولوجيا الزراعية في العالم الثالث ومبادرات في الدول الضعيفة وتقبل الأديان الاخرى من خلال الاعتراف بيوم الغفران كعيد يهودي أول في الامم المتحدة.

 

في أيار 1948 تم توقيع اعلان الاستقلال. وفيه ذُكرت الامم المتحدة سبع مرات. وتعهد مؤسسو الدولة بالوفاء بمباديء وثيقة الامم المتحدة. ورغم أن الامم المتحدة نفسها أضاعت الطريق، إلا أن اسرائيل ما زالت على عهدها. أطباء عيون اسرائيليون ينشرون النور في شرق افريقيا، وضباط يقدمون المساعدة في كل كارثة، ويقدمون المعلومات والمصادر الاسرائيلية التي توفر الماء والطاقة الشمسية للمناطق المنكوبة، وهم سيستمرون في وضع الطريق الصحيح للمجتمع الدولي الى أن يجتمع الشعب الاسرائيلي مرة اخرى، وينظر الى الامم المتحدة بأمل وليس بخيبة أمل، بتقدير وليس بعدم تقدير.