خبر مُفكِّك الألغام- يديعوت

الساعة 09:39 ص|30 نوفمبر 2014

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: آيزنكوت يدخل الى منصبه في فترة عدم استقرار وقد يجد نفسه أمام وزير دفاع أو رئيس حكومة آخرين ينظران اليه بشكل مختلف - المصدر).

تحول الساحر الى خاسر. مرة اخرى فشل رئيس الحكومة في وضع مرشح من جماعته في وظيفة رسمية رفيعة المستوى. قبل بضعة اشهر فشل أيضا في تعيين المواطن رقم واحد: رئيس الدولة. وفي نهاية الاسبوع فشل في تعيين الجندي رقم واحد: رئيس الاركان.

نتنياهو اضطر الى الموافقة على رئيس الاركان الذي لم يرغب فيه. في حالة رئيس الدولة كان العامل الحاسم هو جدعون ساعر الذي تمرد عليه. وفي تعيين رئيس الاركان لم يستطع الصمود في وجه ضغط وزير الدفاع موشيه يعلون.

 

هذا الفشل ليس بالصدفة. فهو يعكس وضعه السياسي داخل حزبه. هو غير قادر على تعيين مرشحين يرغب في تعيينهم. وهو بحاجة اليهم. رئيس الدولة سيكون من سيختار الشخص الذي سيشكل الحكومة القادمة، أما رئيس الاركان فله تأثير حاسم على قرارات الحرب والسلام. عانق وقبّل ريفلين نتنياهو في اليوم الذي توّج فيه كرئيس للدولة ولكن لم تمر سوى ايام قليلة ليكون رئيسا في مواجهة نتنياهو. لا يستطيع أحد أن يضمن لنتنياهو بأن لا يكون رئيس الاركان ايضا في مواجهته.

 

في يوم الخميس الماضي حاول نتنياهو من جديد اقناع وزير الدفاع على وضع اللواء يئير غولان كمرشح لرئاسة الاركان. وصمم يعلون على آيزنكوت، وقال لرئيس الحكومة إن هذا غير

 

ممكن. ما زال غولان شابا وغير جاهزا لقيادة الجيش في الحرب، اذا اضطر الى ذلك في صباح الغد. وفهم نتنياهو أنه اذا لم يقبل بتوصية يعلون فسيؤدي ذلك الى ازمة.

 

نتنياهو ليس قويا بما فيه الكفاية في الوقت الحالي لفتح جبهة مع وزير الدفاع، الذي هو في معسكره. وبحساب سياسي بارد: اذا كان على يعلون التنازل فانه لا بد من أن يقوم نتنياهو بتعويضه بالتزام سياسي مستقبلي، الامر الذي لا يريده نتنياهو ولا يستطيع فعله، وهو لا يعرف ايضا كيف ستكون الحالة السياسية بعد بضعة اشهر ولمن سيتعهد بمنصب وزير الدفاع القادم.

 

إن الصعود درجة، من لواء الى فريق، لا يشبه الصعود من عميد الى لواء. عندما تجلس على كرسي رئيس الاركان فأنت في قمة الهرم، وفي هذا المكان يتغير الناس، الهواء القليل في القمة يقوم بعمل شيء لهم. مستوى المسؤولية والقوة الجماهيرية الموجودة في يد رئيس الاركان تُحدث لديه تغييرا شخصيا. حدث هذا لرؤساء اركان كثيرين. الى أي حد يغير الانتقال من وراء الكواليس الى واجهة المنصة آيزنكوت؟ لا يمكن المعرفة. قد يظهر كاصلاحي ويترك بصمته على الجيش الاسرائيلي لاجيال، وقد يكون استمرارا لرؤساء الاركان الذين حافظوا على ما هو موجود.

 

إن اختيار آيزنكوت يبدأ بالرجل اليسرى. وتحفظ رئيس الحكومة على التعيين لا يجب أن يؤثر عليه. لرئيس الاركان الكثير ليفعله - آلاف الجنود الجدد يجب تدريبهم كل عام، وجنود احتياط يجب الابقاء على جاهزيتهم، وتجهيز خطط عمل، تسلح، بناء القوة – وهو يستطيع التربيت على كتف رئيس الحكومة الباردة. لكن على ارض الواقع هذا لا يحدث. إن الاحتكاك بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الاركان هو أمر لا يمكن منعه، فرئيس الاركان لم يعد موجودا في الذراع المنفذة فقط. فهو شريك في وضع الاستراتيجيات العليا لدولة اسرائيل: ايران، الفلسطينيين، العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وغيرها. من يعتقد أنه لا يوجد لرئيس الاركان تأثير في هذه المواضيع، وأنه يتقبل القرارات بشكل أعمى – غير موجود في دولة اسرائيل.

 

ليس صدفة وصول آيزنكوت الى قمة الهرم. فهو لديه أسبقيات في جميع المهام التي شغلها منذ كان قائد وحدة في غولاني. ولكن اضافة الى ذلك: آيزنكوت فنان في البقاء. وقضية اشكنازي كانت حقل الالغام الوحيد الذي نجحوا في ادخاله اليه. حتى ذلك الحين انتقل من محطة الى محطة مع أقل ما يمكن من الأعداء، لم يبحث عن الصدامات ولم يخلق العداوات. وايضا بقي مستشارا عسكريا لرئيس الحكومة ووزير الدفاع، لديه المجسات الصحيحة، السرية، القدرات الدبلوماسية

 

على تجاوز الالغام. عندما كان باراك سينفجر في حينه بسبب قائد قيادة الشمال اشكنازي بعد خطف الجنود الثلاثة، عرف آيزنكوت كيف يُقرب بينهما ويفكك هذه العبوة بحذر.

 

إلا أن ترشيحه لا يضمن بعد أن يكون رئيس الاركان الـ 21 للجيش الاسرائيلي، فهو تنتظره مواجهة اخرى، وحتى ذلك الحين سيبقى مرشحا فقط.

 

اليوم ستنقل سكرتاريا الحكومة الاوراق التي سيملأها رئيس الاركان المرشح من اجل لجنة تيركل. اللجنة ستبدأ في عملية الفحص وستقرر استدعاء اشخاص من اجل سماع رأيهم. ومن المتوقع أن تقوم باستدعاء من لديهم تحفظات وتردد حول هذا التعيين.

 

تستطيع لجنة تيركل العمل ليومين أو أكثر، وعندما تنهي ذلك يمكن أن يكون هناك توجه الى محكمة العدل العليا من قبل مؤسسات ولجان جماهيرية أو من قبل أفراد، وفي نهاية المطاف سيصل آيزنكوت للتصويت في الحكومة سريعا ونظيفا – أو سيصل مخدوشا وقد تلقى اللكمات من الجمهور.

 

 

إن فترة غياب الاستقرار في السلطة لا تعتبر الموعد الافضل لدخول رئيس اركان جديد الى منصبه، يحتمل أن من قام بتعيينه لرئاسة الاركان لن يبقى في عمله لفترة طويلة. اذا كانت الانتخابات على الابواب فيمكن أن يرى رئيس الاركان الجديد نفسه أمام وزير دفاع آخر وقد يكون ايضا رئيس حكومة آخر، ويمكن أن ينظروا اليه بشكل مختلف. لذلك لا يمكن الحديث الآن عن تغيير وخطط لآيزنكوت. وما يمكن قوله هو أن آيزنكوت لا يعرف الآن ما هي ميزانية جيشه – لأن هذه الدولة ليس لها ميزانية.