في وقت شهدت فيه الشوارع الرئيسية حالة طبيعية، وسط استنفار أمني وتمشيط للميادين الرئيسية واستعداد طبي

خبر أشرقت شمس القاهرة.. ولم يطلع فجر « الانتفاضة »

الساعة 07:47 ص|28 نوفمبر 2014

الاناضول

أشرقت شمس نهار الجمعة بمصر دافئة ترسل أشعتها على استحياء من بين طبقات السحب الملبدة التي كانت تغطي صفحة الأفق، ولم ينبلج فجر "انتفاضة الشباب المسلم" التي دعت إليها "الجبهة السلفية".

وكانت هذه الجبهة (إحدى مكونات التحالف الداعم لرئيس المعزول محمد مرسي)، دعت لهذه الانتفاضة، والخروج في مظاهرات بالمصاحف، دفاعاً عن الهوية الإسلامية، ومطالبة بإسقاط السلطة الحالية.

ووفق ما رصده مرسلو وكالة الأناضول، كان الهدوء سمة ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم، في شوارع مصر، مع تواجد أمني مكثف في الشوارع الرئيسية والميادين.

في وقت قالت فيه مصادر في التحالف الداعم لمرسي، إن قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من 100 من أعضائه خلال حملات مداهمات في عدة محافظات، قبيل ساعات من بدء اليوم.

وتشهد مصر منذ مطلع الشهر الجاري، "توتراً" متزايداً تتناوله وسائل الإعلام المصرية، بسبب ما يسمونه "عنفاً متوقعاً" خلال تظاهرات الجبهة السلفية.

ولم يرصد المراسلون، وشهود العيان بالقاهرة والمدن الأخرى، عقب صلاة فجر اليوم، أي حراك لمعارضي السلطات الحالية، سوى مسيرة محدودة، نظمها العشرات في مدينة نصر (شرقي القاهرة) استمرت لدقائق، هتف المشاركون فيها "مصر إسلامية"، و"يسقط حكم العسكر"، رافعين علم مصر، وشارات رابعة.

وكانت الجبهة أعلنت، أمس الخميس في بيان لها، أنها لن تخرج في مسيرات عقب صلاة الفجر، وأن مظاهراتها ستنطلق من 40 مسجداً عقب صلاة الجمعة، مع احتمالية البقاء في الشوارع "إذا اسلتزم الأمر".

من جهتها، أعلنت تنسيقية "انتفاضة الشباب المسلم"، أن "خروجهم لصلاة الفجر في المسجد لم يصحبه مسيرات أو فعاليات، استعداداً للخروج عقب صلاة الجمعة".

وفي بيان لها في الساعات الأولى من اليوم، حصلت الأناضول على نسخة منه، قالت التنسيقية، إن "أولى فعالياتهم بدأت عقب صلاة الفجر بتكبير المسجونين في سجون استقبال طرة والعقرب (جنوب القاهرة)، وبرج العرب بالإسكندرية (شمالي مصر)".

وأضافت"لأول مرة لن نواجه الرصاص بصدورنا العارية، فهذه المرة سيكون المصحف في مواجهة البندقية، وسيهزم الدم الطاهر السيف العاهر".

وتابعت: "جئنا لنقول للظالم: لا، ونعلي راية القرآن كحل جذري ووحيد لصلاح الوطن وإصلاحه، وكعلاج وحيد لكل آلام الوطن وأوجاعه، من أجل كل المستضعفين والمهمشين والمطحونين في سيناء (شمال شرق) والنوبة (جنوب) وسكان المقابر والعشوائيات، ومن أجل جميع المظلومين في السجون والمعتقلات المظلمة، ومن أجل نساء مصر الحرائر والبنات والمنتهكات".

في الوقت نفسه، قالت مصادر في التحالف الداعم لمرسي، إن "حملات أمنية على منازل مناهضي السلطات الحالية، أسفرت عن القبض على أكثر من 100 شخص بعدة محافظات".

وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها: "المداهمات طالت نائبا سابقا في البرلمان المصري، وقياديا بحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان)، والعشرات من المناهضين للانقلاب".

وأشار إلى أن المداهمات شملت محافظات القاهرة والجيزة والمنيا (وسط)، والقليوبية والشرقية (دلتا النيل)، والبحر الأحمر (جنوب)، والسويس (شمال شرق).

على الصعيد نفسه، أحكمت قوات الجيش والشرطة، سيطرتها على مداخل ومخارج الشوارع والميادين الرئيسية.

وانتشرت العناصر الأمنية للشرطة العسكرية من خلال دوريات ثابتة ومتحركة في مناطق متفرقة من القاهرة والجيزة، وعدد من المحافظات.

فيما قامت قوات الأمن بتمشيط محيط ميداني التحرير (وسط القاهرة) ورابعة (شرقي العاصمة).

في الوقت الذي قال وزير الصحة عادل عدوي، في بيان له، اليوم، إن "تنسيقاً تاماً جرى بين المستشفيات الجامعية، ومستشفيات وزارة الصحة المركزية والتعليمية، والمستشفيات التابعة لأمانة المراكز والتأمين الصحي، للتعامل مع أي إصابات نتيجة للمظاهرات".

وكان التحالف المؤيد للرئيس المصري المعزول، دعا المصريين إلى النزول يومي الجمعة والسبت، قائلاً: "تجاوزوا كل مراحل التفزيع والتخويف والقمع بالمشاركة الهادرة في أسبوع ثوري مهيب تحت شعار (الله أكبر.. إيد واحدة) لرفض الانقلاب وعدوانه الشامل على الشعب في كل حقوقه، فلا هوية بلا حرية ولا حرية بلا قصاص"، وفق نص بيان صدر عنه أمس.

والسبت المقبل، ينتظر الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجلاه، وقيادات بوزارة الداخلية في عهده، صدور حكم في قضايا متهمين فيها، متعلقة بقتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والفساد المالي، والتربح من مناصبهم بشكل غير شرعي.

وفي 3 يوليو/ تموز من العام الماضي، أطاح قادة الجيش، بمشاركة قوى دينية وسياسية، بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في خطوة يعتبرها أنصاره "انقلابا عسكريا" ويراها المناهضون له "ثورة شعبية".