خبر ايران نووية: نقطة تقدم -اسرائيل اليوم

الساعة 10:35 ص|27 نوفمبر 2014

ايران نووية: نقطة تقدم -اسرائيل اليوم

بقلم: افرايم كام

(المضمون: هناك نقاط خلاف كثيرة ما زالت بين ايران والقوى الست العظمى في المحادثات بينهم وأهمها أن الفترة الزمنية التي تستطيع فيها ايران انتاج القنبلة قصيرة ولا تكفي لمنعها - المصدر).

 

نتائج المحادثات بين ايران والقوى الست حول الموضوع النووي، لم تفاجيء أحدا. هناك اعتقاد منذ اسابيع بأنه رغم التقدم ما زالت هناك فجوات كثيرة لا تسمح بالتوقيع على اتفاق شامل في الموعد المحدد. فشل المحادثات أدى الى تمديدها للمرة الثالثة بسبعة أشهر.

 

جذور الخلاف موجودة في المواقف الاساسية المتناقضة بين الاطراف: ايران تصر على الاحتفاظ بقدرتها على الوصول الى السلاح النووي خلال أشهر معدودة اذا قررت ذلك، في الوقت الذي تلتزم فيه الولايات المتحدة بمنع ذلك. وانطلاقا من هذا الامر يمكن تلخيص نقاط الخلاف بخمس مسائل:

 

· القيود على تخصيب اليورانيوم: وافقت الدول الست على السماح لايران بتخصيب اليورانيوم على افتراض أنه بغير ذلك لا يمكن تحقيق الاتفاق. من الواضح بالنسبة لهذه الدول أن هذا ما يغري ايران على السعي للحصول على السلاح النووي. وتكتفي هذه الدول بتقييد التخصيب – حول عدد اجهزة الطرد المركزي ونوعيتها، مستوى التخصيب وكمية اليورانيوم المخصب التي ستُسمح لها – وانتاج البلوتونيوم، على أمل أن يؤدي ذلك الى وقف ايران. الجدل الأساس يتعلق بخطورة القيود التي ستفرض على التخصيب.

 

· موضوع التقدم: تحديد المدة الزمنية التي تحتاجها ايران للتقدم من لحظة اتخاذ القرار وحتى القنبلة، وهذه مسألة حاسمة، لأن المدى الزمني سيحدد اذا كان بالامكان وقفها في الموعد. تستطيع ايران اليوم انتاج القنبلة في عدة أشهر، وهي تسعى للحفاظ على هذه القدرة في الوقت الذي تطلب فيه الولايات المتحدة زيادة الوقت لسنة على الأقل.

 

· مدة الاتفاق: تطلب ايران أن تكون مدة الاتفاق بين ثلاث – خمس سنوات، بعدها تُزال القيود عن البرنامج النووي، والولايات المتحدة تطلب توقيع الاتفاق لمدة عشرين سنة.

 

· الرقابة والتفتيش: تقترح ايران أن تزيد من شفافيتها حول المنشآت النووية كبديل عن القيود، لكن ليس من الواضح الى أي مدى ستكون شفافة، والوكالة الدولية للطاقة النووية اشتكت في هذا الشهر من أن ايران لا تجيب على الاسئلة بالشكل المطلوب.

 

· الغاء العقوبات: تطلب ايران الغاء العقوبات المفروضة عليها عند التوقيع على الاتفاق، وتطلب الولايات المتحدة أن يتم الالغاء بالتدريج من اجل التأكد من أن ايران تفي بتعهداتها، ولأن مراحل سن القوانين لن تسمح بفعل ذلك بالسرعة المطلوبة.

 

تم الاتفاق بين الاطراف خلال المحادثات على تقديم التنازلات. وقد وافقت الولايات المتحدة على أن تقوم ايران بتخصيب اليورانيوم ولكن ضمن قيود: عدم تفكيك أي منشأة نووية، وأن تكون اجهزة الطرد المركزي عدة آلاف بدلا من عدة مئات وأن لا يتم طرح مسألة الصواريخ في المحادثات. ووافقت ايران على وقف تخصيب اليورانيوم بمستوى 20 بالمئة واستبدال ما لديها بيورانيوم بهذا المستوى وتغيير أهداف المفاعلين النوويين ومناقشة جوانب عسكرية ممكنة لبرنامج السلاح النووي. المشكلة في هذه التنازلات هي أن ايران مستعدة لتقييد قدراتها النووية ولكن ليس تفكيكها، وهكذا تستطيع في المستقبل اعادة السعي لانتاج القنبلة.

 

واضح أن الاطراف تريد الاتفاق رغم أنها تخفي عمق الخلافات، والايرانيون يحاولون استغلال الحماسة الامريكية لتحقيق هذا الاتفاق – الصورة المعتدلة التي يبثها الايرانيون تهدف الى أخذ تنازلات اضافية، وقد يوافق الامريكيون على تنازلات من جانبهم – مثل عدد اجهزة الطرد المركزي حيث أعطى الامريكيون أنفسهم هامش مناورة كبير. في المقابل فان الطرفين يتعرضان لضغوط داخلية لعدم تقديم التنازلات – من الكونغرس في الجانب الامريكي ومن الجناح الراديكالي في النظام الايراني. الشك المتبادل والاختلاف في المواقف لا يسمحان بالتنبؤ اذا ما كان هناك اتفاق نهائي، لكن هذه الاحتمالية ما زالت قائمة.

 

في القدس تنفسوا الصعداء عندما لم يتحقق الاتفاق، لكن هذه فترة قصيرة المدى، ولا ضمان لأن تستمر. اذا تم التوصل الى اتفاق يعطي ايران فترة زمنية للحصول على السلاح – حتى وإن كانت سنة كما تطلب الولايات المتحدة – فستبقى ايران دولة على شفا السلاح النووي، وهذا الوقت لا يكفي لوقفها. لذلك تطلب اسرائيل أن تكون الفترة ثلاث – خمس سنوات. إلا أن تأثير اسرائيل محدود: هي ليست طرفا في المحادثات، والتهديد باستخدام القوة العسكرية الذي ضغط على حكومات الغرب، ليس موجودا على الطاولة في ظل استمرار المحادثات على الأقل. تستطيع اسرائيل السعي للتأثير على الادارة الامريكية سواءً من خلال اصدقائها بعدم التوقيع على اتفاق سيء. والسؤال هو: هل سيكون هذا كافيا؟.