خبر دراسة تؤكّد أنّ انفجار المواد الكيميائيّة بخليج حيفا بسبب صاروخ سيُوقع مئات آلاف القتلى

الساعة 06:51 ص|27 نوفمبر 2014

القدس المحتلة

في ظلّ التهديدات المتبادلة بين حزب الله ودولة الاحتلال، صرّح مسؤول أمنيّ إسرائيليّ، وُصف بأنّه رفيع المستوى، إنّ قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيليّة، تُواصل استعداداتها لاحتمال نشوب حرب ثالثة على الجبهة اللبنانيّة، مُضيفًا أنّ حزب الله وجّه في حرب لبنان الثانية، معظم نيرانه نحو حيفا، بهدف المس بالبنى التحتية في المنطقة، مشيرًا إلى أنّ قيادة الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة تعمل من أجل مواجهة هذا التهديد في المستقبل، واصفًا تهديدات نصر الله الأخيرة بأنّها ليست عبثية، وعلى الجبهة الداخليّة، التعامل معها بجدية، على حدّ تعبيره.
في ظلّ هذا الوضع، كشف الخبيران، د. فيريد بن شلومو والبروفيسور نير بيكير، في دراسةٍ أُعدّت في معهد الهندسة التطبيقيّة (التخنيون) في حيفا، كشفا النقاب عن أنّ المواد المشتعلة الموجودة في منطقة خليج حيفا تكفي لإشعال حريق يستمر في الالتهاب لمدة خمسة أيام متواصلة وبشكلٍ وحجمٍ لم يسبق لإسرائيل أنْ شهدت مثله. وشدّدّا على أنّه يجب التوقّف فورًا عن المقامرة بحياة المواطنين في إسرائيل، وخصوصًا في المنطقة الواقعة بالقرب من خليج حيفا، حيث تُعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق المعرضّة للخطر نتيجة تركيز المواد الخطرة فيها والمواد الكيميائيّة والمواد شديدة الاشتعال.
واعتبر الاثنان في دراستهما أنّ خليج حيفا هو بمثابة قنبلة موقوتة، وهذه القنبلة قد تنفجر مودية بحياة آلاف المواطنين في المدن والقرى المحيطة بها، إذا ما قامت الحكومة الإسرائيلية بمغامرة الحرب على الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، وبالتالي إشعال فتيل حرب إقليميّة قد نعلم كيف تبدأ لكننّا لن نعلم بأيّ شكلٍ ستنتهي، على حد قولهما. علاوة على ذلك، أشارا في دراستهما إلى إنّ انفجار مخازن مادّة البروم الكيميائيّة السامّة، ستؤدّي بالإضافة إلى حيفا وبلدات في ضواحي المدينة، والتي تُسّمى بالكرايوت، ستؤدّي لإصابة القرى والبلدات العربية القريبة من خليج حيفا، والتي ستتأثر بشكل كارثي من إصابة أوْ تفجّر صاروخ على سبيل المثال في منطقة خليج حيفا، ومن هذه المدن والقرى: بلدات شفاعمرو، طمرة، عبلين، كابول، شعب، بسمة طبعون وغيرها الكثير من البلدات والمدن، القريبة من مدينة حيفا. كما أكّدت الدراسة على أنّ الجبهة الداخليّة وخدمات الإطفاء والدفاع المدنيّ غير جاهزة في البلاد للتعامل مع كارثة بهذا الحجم. وبحسب الدراسة فقد تمّ تقدير عدد الإصابات الناجمة عن انتشار المواد فيه إلى نحو 100 ألف مُصاب بينهم عشرات ألوف القتلى، ودون ذرة مبالغة حذّرا من أنّ انتشار هذه المواد سيكون له أثر لا يقل عن أثر إلقاء القنبلة الأمريكيّة النووية على ناجازاكي في الحرب العالميّة الثانيّة.
 يقول البروفيسور إيهود كينان، محاضر في كلية الكيمياء في معهد الهندسة التطبيقيّة في حيفا، ورئيس الرابطة الإسرائيليّة للكيمياء إذا أُصيب خليج حيفا، وتحديدًا، المصافي التي تخزن مادة الأمونيا، فإنّ الأخيرة ستسخن وتتحوّل إلى غاز، وهذا الغاز أثقل من الهواء ويتماشى مع الرطوبة الموجودة في الجو، الغاز سيبدأ بالتمدد على الأرض، ومن ثمّ يتحوّل إلى غيمةٍ يصل ارتفاعها إلى مئات الأمتار، وهذه الغيمة ستنتشر وتُغطي مساحة في محيط 20 كم. ويُتابع في مقدّمة الدراسة التي تمّ إجراؤها في معهد التخنيون، يُتابع قائلاً: الأمونيا هو غاز يحترق بسرعة ويُشبه إلى حدٍ ما قذيفة وقود-جو.
أمّا عن تداعيات هذا الأمر فيقول: حتى اليوم لم يحدث شيئًا من هذا القبيل، إلّا في ليطا عام 1989، ولكنّ الحظ حالفهم، ذلك أنّه في تلك المنطقة لا يوجد سكّان، ولكن لا أعرف مكانًا أخر في العالم، تُخزّن فيه هذه المواد، في منطقة مكتظة جدًا بالسكّان، إلّا في حيفا، ولا أُريد بالتفكير بسيناريوهات الرعب التي ستحدث في حال انفجاره، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً إنّ أيّ إنسان يتعرّض لهذا الغاز، فإنّ مصيره الموت خلال خمس دقائق، والسكّان، الذين يسكنون بعيدًا، فإنّهم سيعرّضون لإصابات جسيمة، وتحديدًا في مجاري التنفس، مُشدّدًا على أنّ غاز الأمونيا تمّ استعماله في الحرب العالميّة الأولى، وأثبت عمليًا ونظريًا أنّه سم قاتل، وخصوصًا أنّه أدّى إلى مقتل كمًا كبيرًا من الجنود. وخلُص إلى القول: إننّي أؤمن بالأعجوبة، ذلك أنّه كلّ يوم يمُرّ دون انفجار هذا المخزن القديم، هو بمثابة أعجوبة، لا أكثر ولا أقّل.
أمّا زميله، البروفيسور عاموس نيطاع، من كلية الآمان في التخنيون، الذي يعمل مع العديد من منظمات جودة البيئة لنقل مخزن الأمونيا من خليج حيفا، فيقول: كلّ من يتواجد على بعد 16 كم من المخزن سيموت، أوْ أنّه سيُصاب إصابات بالغة في مجاري التنفس، تُلازمه حتى الموت. وبرأيه، فإنّ خمسين بالمائة من السكّان، الذين سيعرّضون للغاز سيموتون، لا يُمكن فهم وتفهم الأمر، خصوصًا إذا قام العدو بالهجوم علينا بأسلحة تقليديّة، والأمر سيكون صعبًا أكثر بعشرات المرّات، إذا كان الهجوم بأسلحة غير تقليديّة. وبحسب تقدير البروفيسور نيطاع، فإنّ عدد الإصابات في خليج حيفا، جرّاء انفجار المخزن، سيصل إلى 400 ألف إصابة، بمعنى أنّ هذه الإصابة هي حرب كيميائيّة بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، على حدّ تعبيره.