خبر الحريديون والاصلاحيون يتحدّون في معارضتهم لقانون القومية.. هآرتس

الساعة 12:12 م|26 نوفمبر 2014


بقلم: يئير إيتنغر
(المضمون: يتحفظ الارثوذكسيون من الجوهر "اليهودي" لقانون القومية، الذي هو عمليا قومي - علماني - المصدر).
ناقشت الكنيست في عام 2010 قانون التهويد، وهو نسخة قديمة للقانون الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا. احزاب الائتلاف أيدت، وطريق القانون لكتاب القوانين كانت مزروعة بالازهار. إلا أن نتنياهو أحدث انعطافة حينما أمر بوقف القانون، الذي كان ملكية سياسية لاسرائيل بيتنا.
حدث التحول بعد أن فهم نتنياهو قوة الضجة التي أثارها البند الصغير في القانون، الذي أشار الى أن كل تهويد يتم حسب الدين اليهودي. هذه الكلمات أوقفت مؤخرا المؤسسات والهيئات الاصلاحية على قدميها وكذلك المحافظين في امريكا الشمالية، والمنظمات اليهودية الكبرى خشيت هي ايضا. فهم نتنياهو حجم الورطة، وأوقف القانون في صيغته تلك.
هل قصة قانون التهويد ستُنقل ايضا الى قانون القومية؟ وهل سيؤخذ به ويتم تقديمه في صياغة معتدلة؟ يوجد على الطاولة قانون حل وسط أعده نتنياهو نفسه، لكنه ايضا يمشي في حقل ألغام يهودي ويسبب اتحاد نادر بين الاحزاب الحريدية وبين الاصلاحيين في الولايات المتحدة. الاصلاحيون يخافون من أن يكون قانون نتنياهو يعطي الأولوية للدين الارثوذكسي في حين أنه يوجد تحفظ في اوساط الارثوذكسيين والحريديين حول الجوهر "يهودي" لقانون القومية، إنه عمليا قومي وعلماني ويعطي صلاحية النقاش في طابع الدولة اليهودي في محكمة العدل العليا.
الآن وبعد الزعزعة في الائتلاف وتحفظ وزارة الخارجية الامريكية بسبب المغزى تجاه الاقليات الغير يهودية في اسرائيل، فان القانون يتعرض للانتقاد من يهود الولايات المتحدة. إيف فوكسمان الذي يقف على رأس الفريق ضد الاهانة، اعتبر القانون أمس أنه زائد ويتوقع أن يتم انتقاده من قبل الجاليات اليهودية في امريكا بشكل أكبر. ليس الخوف فقط على مكانة الديمقراطية في اسرائيل بل ايضا على الصياغات التي تتطرق الى تعزيز المركب اليهودي تحت القانون الجديد. يقولون في الحركة الاصلاحية إن "القانون الجديد يعطي مكانة غير مسبوقة للدين اليهودي".
الحركة الاصلاحية في اسرائيل أرسلت أمس رسائل لرئيس الحكومة ووزيرة العدل ووزير المالية قدمت فيها تحفظاتها من وثيقة المباديء التي أعدها نتنياهو. وقد وقع عليها رئيس الحركة الاصلاحية في اسرائيل الحاخام جلعاد كريف، لكنه حدد الطريق للجاليات غير الارثوذكسية في الولايات المتحدة والفيدراليات والمنظمات الكبيرة مثل "الايباك". وحسب أقواله فان جميع هذه المنظمات ستخرج في الايام القادمة وتهاجم القانون.
يخافون في الحركة الاصلاحية من بضعة بنود في وثيقة حل الوسط لنتنياهو لقانون القومية، التي توضح الطابع اليهودي للدولة اليهودية. مثلا "في جميع المؤسسات التعليمية التي تخدم الجمهور اليهودي في البلاد سيتعلمون تاريخ الشعب اليهودي وميراثه"و "المحاكم العبرية ستمثل الالهام للكنيست" و"التقويم السنوي العبري هو التقويم الرسمي للدولة". يقول كريف في رسالته لنتنياهو وللفني وللبيد إن الوثيقة "تعطي مكانة غير مسبوقة للديانة اليهودية في تفسيراتها الارثوذكسية كمصدر إلهام عام لنشاط السلطة التشريعية". وفي محادثة هاتفية يضيف إن "هذه ليست دولة دينية، لكنها دولة تسمح للدين بموطيء قدم دستورية. ولا يوجد أمر مشابه لذلك في العالم".
في الوقت الحالي ايضا عضو الكنيست موشيه غافني (يهدوت هتوراة) قال إن حزبه عارض القانون لأنه ينقل الصلاحية من الكنيست للمحكمة لتحديد "ما هي القيم اليهودية لدولة الشعب اليهودي".
حاخام مجموعة يفنه، الحاخام إيلاعي عفران أضاف انتقاد آخر على قانون القومية من الجانب الارثوذكسي. وفي رسالة نشرها على الفيس بوك: "أنا يهودي. يهوديتي هي أولا وقبل كل شيء الدين، والمركبات المركزية لهويتي اليهودية هي – التوراة، التعاليم الدينية، الفرائض والايمان بها". ولجميع هذه المركبات لا يوجد ذكر في قانون القومية. اليهودية المذكورة في القانون هي "ثقافة"، "تاريخ" أو "صلة". بدلا من فرائض التوراة فان القانون يتحدث عن "اخلاق الانبياء" واستبدال حكم السماء بـ "مباديء الحرية والعدل لميراث اسرائيل".
يشدد القانون على رموز الدولة – النشيد الوطني والعلم. لكنني لست من ذوي الرموز (هل تعرفون أنه كلما ظهرت كلمة رمز في التوراة – فان المقصود هو العمل الغريب؟). قانون القومية يرسخ صورة اليهودية التي ليست يهوديتي بمعان كثيرة. هو مكتوب بلغة أشك اذا كانت علمانية أو اصلاحية، ولا يعطي جوابا عن أساس هويتي اليهودية.
تحدد وثيقة نتنياهو أن "الدولة تعمل على جمع الشتات وتعزيز الصلة بين اسرائيل والجاليات اليهودية في الشتات". إلا أنه يتوقع أن يصدر الاحتجاج عن هذه الجاليات ضد المصادقة على هذا القانون.
حسب اقوال كريف، الامر الذي من شأنه تسريع الاحتجاج اليهودي على القانون هو بيان وزارة الخارجية الامريكية أمس، والمقالة التي نشرت في "نيويورك تايمز" حيث أن الكثيرين من قراء هذه الصحيفة هم يهود، والذي انتقد قانون القومية واعتبره "يسحق مكانة اسرائيل كدولة ديمقراطية وأنه يفطر القلب".
حسب اقوال كريف "من الممكن أن من سينقذ المجتمع الاسرائيلي في المستقبل هم يهود الولايات المتحدة، الذين سيقولون لرئيس الحكومة إنهم لا يقبلون القانون، ونحن سوف نساعدهم". "الوثيقة التي أرسلها لرئيس الحكومة ضد القانون سنترجمها للانجليزية ونرسلها الى جميع الاطراف المعنية في امريكا الشمالية".