خبر النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في تونس: السبسي والمرزوقي إلى الدورة الثانية

الساعة 06:09 ص|26 نوفمبر 2014

وكالات

تأهل الباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب «نداء تونس» العلماني الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة ومحمد المنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته، إلى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بعدما حلا على التوالي في المركزين الأول والثاني في الدورة الأولى التي جرت الأحد وأعلنت نتائجها الرسمية الأولية الثلاثاء.

وقال شفيق صرصار رئيس 'الهيئة العليا المستقلة للانتخابات' في مؤتمر صحافي إن قائد السبسي حصل على 39,46% من إجمالي اصوات الناخبين والمرزوقي على 33,43% وأنهما سيتنافسان في دورة ثانية.

وبحسب القانون الانتخابي  وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على 'الأغلبية المطلقة' من أصوات الناخبين (50 بالمئة زائد واحد) في الدورة الأولى، يتم تنظيم دورة ثانية بين المرشحين الحائزين على المرتبة الأولى والثانية في أجل اقصاه 31 كانون الأول(ديسمبر) القادم.

ووفق هذا القانون، وفي حال حصول المرزوقي (69 عاما) وقائد السبسي (87 عاما) على أصوات متساوية في الدورة الثانية يتمّ إعلان فوز المترشح 'الأكبر سنا'.

وأضاف صرصار انه سيتم تحديد تاريخ إجراء الدورة الثانية فور بت القضاء في 'طعون' محتملة في نتائج الدورة الأولى، قد يتقدّم بها المترشحون.

وتنافس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد 27 مرشحا بينهم خمسة انسحبوا.

 وحل حمة الهمامي مرشح الجبهة الشعبية (ائتلاف أحزاب يسارية وراديكالية) في المركز الثالث (7,82 %) فيما حل الهاشمي الحامدي مؤسس ورئيس حزب 'تيار المحبة' المحسوب على الإسلاميين والمقيم في لندن في المركز الرابع (5,75 %)، وسليم الرياحي رجل الأعمال الثري ورئيس النادي الافريقي التونسي لكرة القدم في المركز الخامس (5,55 %).

وقال صرصار إن نسبة المشاركة في الانتخابات التي دعي إليها نحو 5.3  ملايين ناخب بلغت 62.9% بالمائة.

وأشادت بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي للانتخابات الرئاسية بهذه الانتخابات وبـ'استقلالية' الهيئة المكلفة تنظيمها.

وهذه أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخ تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وطوال أكثر من نصف قرن، رئيسان فقط هما الحبيب بورقيبة (1987-1956) وزين العابدين بن علي (2011-1987) والأخير أطاحت به الثورة يوم 14 كانون الثاني(يناير) 2011.

وبعد انتخابات 'المجلس الوطني التأسيسي' التي أجريت في 23 تشرين الأول(أكتوبر) 2011 وفازت فيها حركة النهضة الإسلامية، انتخب المجلس المرزوقي رئيسا للبلاد.

ولم تقدم حركة النهضة التي حكمت تونس منذ نهاية 2011 وحتى مطلع 2014 وحلت الثانية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 تشرين الاول(أكتوبر) الماضي، مرشحا للانتخابات الرئاسية وأعلنت انها تركت لانصارها حرية انتخاب رئيس 'يشكل ضمانة للديموقراطية'.

لكن خصمها العلماني 'نداء تونس' الذي أسسه قائد السبسي في 2012، يتهمها بدعم المرزوقي بشكل غير معلن وهو أمر تنفيه الحركة.

وكان قائد السبسي قال في تصريح لاذاعة 'إر إم سي' الفرنسية الاثنين إن 'كل الإسلاميين اصطفوا وراءه (المرزوقي)' في انتخابات الأحد.

وأضاف 'من صوتوا للمرزوقي هم الإسلاميون (..) يعني إطارات (حزب حركة) النهضة (..) والسلفيون الجهاديون (..) ورابطات حماية الثورة'.

ورابطات حماية الثورة، مجموعات محسوبة على الإسلاميين، حلها القضاء التونسي في أيار(مايو) الماضي لضلوعها في أعمال عنف استهدفت اجتماعات ونشطاء أحزاب المعارضة العلمانية.

من جهته قال المرزوقي في تصريح لشبكة فرانس 24 عن قائد السبسي 'لقد عمل هذا الشخص طيلة حياته في إطار نظام ديكتاتوري (...) إنه رجل لا علاقة له بالديموقراطية' واتهمه بانه يعمل على تقسيم تونس بين إسلاميين وغير إسلاميين.

وتوقع قائد السبسي بالفعل ان تنقسم تونس خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الى 'شقين اثنين: الاسلاميون من ناحية وكل الديمقراطيين وغير الاسلاميين من ناحية اخرى'.

وقال الثلاثاء لقناة 'فرانس 24' ان على حركة النهضة ان 'تحدد موقفها بصفة علنية ونهائية. إن كانوا يريدون تأييد المرزوقي فليتفضلوا. نحن لم نطلب منهم تأييدنا'.

واضاف عن المرزوقي 'بالنسبة الى رجل قانون وناشط في مجال حقوق الانسان ويكتب كتبا، وهو مثقف وطبيب، هناك شيء لا يمكن فهمه'.

وخلال الحملة الانتخابية، قدّم المرزوقي نفسه كضمانة للحريات التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة، ولعدم انتكاسة البلاد نحو 'الاستبداد' الذي كان سائدا في عهد الرئيس المخلوع.

ويعتبر المرزوقي ان قائد السبسي وحزب نداء تونس الذي يضم يساريين ونقابيين وأيضا منتمين سابقين لحزب التجمع الحاكم في عهد بن علي، يمثلان 'خطرا على الثورة' لأنهما امتداد لمنظومة الحكم 'السابقة' في تونس.

وكان قائد السبسي تولى حقائب وزارية مهمة كالداخلية والخارجية في عهد الرئيس الراحل بورقيبة. كما تولى بين 1990 و1991 رئاسة البرلمان في عهد بن علي.

ويأمل قائد السبسي ان يساعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، حزبه الذي حصل على أكثرية مقاعد البرلمان الجديد (86 من إجمالي 217 مقعدا)، تشكيل حكومة ائتلاف.

ولا يستطيع الحزب ان يحكم بمفرده لانه لا يملك الاغلبية المطلقة من المقاعد (109 مقاعد).

ويفترض ان تنهي الانتخابات الرئاسية الفترة الانتقالية التي تعيشها تونس منذ الاطاحة ببن علي.

وفي 2013 شهدت البلاد ازمة سياسية حادة إثر اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية، وقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة في هجمات نسبتها السلطات الى اسلاميين متطرفين.

ولإخراج البلاد من الازمة السياسية، اضطرت حركة النهضة الى التخلي عن السلطة مطلع 2014 لحكومة غير حزبية تقود تونس حتى اجراء الانتخابات العامة.