خبر تحالف الزعران - هآرتس

الساعة 09:40 ص|25 نوفمبر 2014

بقلم: اسحق ليئور

عندما أقرت الكنيست قانون اراضي اسرائيل الذي سمح بالتمييز الاكبر والاوسع تجاه المواطنين العرب، قال وزير العدل من المفدال، زيرح فرهافتيغ: نحن نريد أن يكون واضحا أن ارض اسرائيل هي لشعب اسرائيل. شعب اسرائيل هو مفهوم أوسع من الشعب الموجود في صهيون، نظرا لأن شعب اسرائيل موجود في العالم كله. من جهة اخرى كل قانون نقوم بسنه هو لمصلحة جميع الموجودين في الدولة، وجميع الموجودين في الدولة يشملون من هم ليسوا من شعب اسرائيل العالمي – والارض لن تباع لهم. الارض لاسرائيل، اراضي اسرائيل لن تباع لغير اليهود. يوجد في هذا تجديد قضائي كبير: نعطي رداءً قانونيا لقوانين دائرة اراضي اسرائيل. بكلمات اخرى، لدائرة اراضي اسرائيل، وهي منظمة تملك اراضي اليهود، أعطي غطاء دولي بدون أي أساس فعلي. وحتى قبل القانون، منذ 1950، سنت الكنيست عدة قوانين عالجت الاحتقار وثبتت مكانة العرب.

المسافة بين فرهافتيغ وبين الكهاني نفتالي بينيت، زعيم نفس الحزب، توضح ليس فقط تطرف المفدال وانما تطرف اسرائيل. الآن يتنافس زعماء اسرائيل مع بينيت وهو بدوره يستفزهم بقوله "كلها لي"، وهذا يتحدى "كلها كلها كلها لي"، وثالث يتحرش "كلها كلها كلها كلها لي". اسرائيل التي تعطي حقوقا زائدة لليهود تحولت  مع الوقت الى معادية لحقوق الانسان وبشكل علني عنيف وديماغوغي.

كيف يمكن وصف تاريخ التطرف، وتحول ما هو غير قانوني الى قانوني، من السهل وضع قبعة على رأس هذا الشيطان، أو تسميته ليكودي. هذا الوصف ينقصه شيء ما. في البداية كان العنف وتمت مصادرة الاراضي. موقع المستوطنة حُدد بمساعدة الحكم العسكري التي كان مبرر وجودها الحفاظ على هذه الاراضي حتى انتهاء سن القانون (وليس كما قيل دائما إنه لاسباب امنية). بعد العنف جاء القانون، كان القانون حذرا وقابلا للكسر، والعنف بقي الى جانبه طول الوقت. من الجدير قراءة تاريخ موقع الجيش مقابل القانون. عندما كان رئيس الاركان موشيه ديان فقد حصل على إذن من دافيد بن غوريون بأن يتحرش بمصر من اجل افتعال الحرب. ديان تبنى اريئيل شارون رغم أنه قام بالاخلال بالأوامر وكذب. ديان وشارون ضما مئير هارتسيون الذي يحب الطبيعة والاستيطان العامل. وكان غيرهم الكثير ايضا، قوات الجيش وصحفيون ومُشرعون يغضون النظر وجهاز قضائي. هذا هو الوحش المختبيء والسري الذي سمح لنفسه بكل شيء، والجيش كان المنفذ للاستثناء.

 

          وحينها انتشرت اللاقانونية بمساعدة منطق احتلال المناطق، سلطة الأوامر والاستثناءات، بما في ذلك المستوطنات واللامبالاة المطلقة تجاه القانون الدولي، وملايين الفلسطينيين خارج القانون بدون حقوق وفي حالة طواريء تسمح بكل شيء، اعتقالات ادارية، هدم بيوت، اغتيالات، تعذيب، محاكم صورية، مصادرة اراضي، حواجز. وقد سُمح باستعبادهم لأننا أقوياء. اذا لقد لعبت الديمقراطية دورا مهما في قانوننا، السياسة الاسرائيلية دوليا، لذلك صوت اغلبية اعضاء الكنيست في 1949 مع اعطاء حق التصويت للعرب. ولم نعد نحتاج الى الشرعية من الغرب، الشيك مفتوح. لذلك فان الزعران يسمحون لانفسهم بكل شيء. ومن هنا التفسير لوقاحة نتنياهو وجلعاد اردان وزئيف الكين. الوحش يخرج من مخبئه الذي يسمى حالة الطواريء الى الكنيست، يبول على وثيقة الاستقلال. يوجد للامريكيين في نهاية المطاف غوانتنامو ولنا يوجد عرب. روبي ريفلين، هالو؟.