خبر شلل الأطفال خطر يهدد المنطقة!

الساعة 12:59 م|22 نوفمبر 2014

وكالات

منذ عام 1988 انخفض عدد حالات شلل الاطفال بنسبة تفوق 99 في المئة نتيجة الجهود للقضاء على المرض، إلى أن أصبح المرض موجوداً عام 2014 في 3 بلدان فقط في العالم هي أفغانستان ونيجيريا وباكستان بعد أن كان موجوداً في أكثر من 125 بلداً عام 1988.
فقد انخفض عدد حالات شلل الأطفال من 350000 في عام 1988 إلى 406 حالات أبلغ عنها في عام 2013، بحسب التقديرات، فيما أصبح لبنان خالياً من هذا المرض طوال السنوات الـ11 الماضية.
لكن مع عودته إلى منطقة الشرق الأوسط بسبب ظروف الحروب التي تشهدها وانتشاره المستمر منذ عام 2013 وبعدما بدأت حالات شلل الأطفال في سورية من تشرين الأول/أكتوبر 2013 وفي العراق من شباط/فبراير 2014، التقى وزراء الصحة لمنطقة الشرق الأوسط في تشرين الأول 2013 وأعلنوا حالة طارئة في المنطقة واتخذت إجراءات فورية في 7 بلدان صنفت في حالة خطرة وتم تطبيق حملات تلقيح فيها بهدف مكافحة شلل الأطفال.


أقيمت 38 حملة تلقيح في المنطقة لتلقيح نحو 25 مليون طفل في سورية والعراق والأردن ولبنان ومصر وتركيا والضفة الغربية وغزة.
اليوم مع زيادة خطر ظهور شلل الأطفال مجدداً في لبنان نتيجة ظهوره في سورية والعراق وفي مصر وغزة، يتم التركيز على المبادرة الوطنية لمنع انتشار شلل الأطفال في لبنان والتشديد على مشاركة كل طفل في كل جولة تحصين ضد خطر الإصابة من خلال الحصول على اللقاح الفموي لتأمين المناعة الكاملة.
فبحسب رئيس الجمعية اللبنانية لطب الاطفال برنار جرباقة يعرّض كل طفل لم يحصل على التلقيح سائر الأطفال لخطر الإصابة بشلل الأطفال نظراً إلى شدة انتقال العدوى فيه.
فبعد تنظيم 4 جولات تلقيح من أوائل العام 2014، تستمر حالياً الحملة الوطنية لمكافحة شلل الأطفال في جولة تلقيح خلال تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر في مختلف المناطق اللبنانية بهدف تلقيح كل الأطفال الذين هم دون سن 5 سنوات وذلك سعياً لأن يصبح العالم خالياً من هذا المرض.

                                                                                                   
ما هو شلل الأطفال؟
شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الجهاز العصبي وقد يؤدي إلى شلل تام خلال ساعات من الإصابة به.

هل يسهل انتقال العدوى؟
يعتبر فيروس شلل الأطفال معدياً جداً وطالما أن ثمة طفلاً واحداً مصاباً في البلد يعتبر كل الأطفال عرضة لالتقاط العدوى. فبحسب الUnicef يمكن أن يؤدي الفشل في استئصال شلل الأطفال من المناطق التي يتوطن فيها والتي لا تزال موبوءة إلى 200000 حالة جديدة في العالم خلال 10 سنوات.
ويدخل الفيروس إلى الجسم من الفم وينتقل إلى البيئة من خلال الغائط حيث يمكن ان ينتشر بكثرة في المجتمعات خصوصاً إذا كانت شروط النظافة والخدمات الصحية غير مؤمنة.
وأحياناً قد ينتقل عن طريق استعمال أدوات ملوثة أو سوائل أو أطعمة ثم يتكاثر في الأمعاء وينتقل من خلال الغائط. مع الإشارة إلى ان الأطفال الذين لم يتدربوا على استعمال المرحاض هم مصدر لانتقال العدوى بغض النظر عن بيئتهم.

هل يمكن أن ينتقل من خلال الحشرات؟
ليس هناك دليل على أن الذباب أو غيره من الحشرات يمكن أن تنقل فيروس شلل الأطفال من الغائط إلى الطعام.

من يعتبر أكثر عرضة للإصابة بالفيروس؟
يعتبر الأطفال الذين هم دون سن 5 سنوات الأكثر عرضة للإصابة.

كيف تظهر أولى أعراض المرض؟
أولى أعراض المرض هي ارتفاع الحرارة والتعب وآلام الرأس والتقيؤ وتصلّب العنق والشعور بألم في الاطراف. وفي حالة من 200 تؤدي عدوى المرض إلى شلل عضلي يصيب الساقين عادةً.
كما يموت 5 إلى 10 في المئة من المصابين بالشلل بسبب توقف عضلات الجهاز التنفسي عن العمل. وتجدر الإشارة إلى أن كثراً من الذين يحملون الفيروس في الأمعاء يجهلون ذلك يمكنهم نقل العدوى «بصمت» إلى الآلاف قبل تشخيص أول حالة إصابة بشلل الأطفال.
فكثر يلتقطون الفيروس ويمكن أن ينقلوه دون ان يصابوا بالشلل. لهذا السبب بحسب منظمة الصحة العالمية وجود إصابة واحدة من شلل الأطفال هي بداية لانتشار الوباء، خصوصاً في البلاد التي فيها عدد قليل من الإصابات.

كيف يمكن الوقاية منه؟
لقاح شلل الأطفال هو الوسيلة الفاعلة للوقاية من المرض ويعطى على جرعات متعددة للأطفال وحالياَ ضمن حملة مكافحة شلل الاطفال يعطى في اللقاح الفموي OPV على جرعات متعددة أيضاً ضمن برنامج التحصين في إطار حملة مكافحة شلل الأطفال.

في حال الإصابة بالمرض، هل من علاجات فاعلة له؟
في حال الإصابة بالمرض لا يوجد أي علاج له ولا يمكن إلا العمل على الوقاية منه باللقاح قبل الإصابة به. لكن ثمة علاجات تسمح بتخفيف الأعراض حيث توصف الأدوية المضادة للتشنج لإرخاء العضلات ويستخدم العلاج الطبيعي لتنشيط العضلات.
علماً أن هذه الوسائل العلاجية تساعد على تحسين القدرة على الحركة لكنها لا تسمح بالشفاء الدائم في حال الإصابة بشلل الأطفال.

ما العوامل التي تزيد خطر إصابة الذين يلتقطون الفيروس، بالشلل فيما لا يصاب آخرون بالحالة نفسها؟
حتى الآن ليس معروفاً سبب تعرّض نسبة صغيرة فقط من المصابين بالعدوى بالشلل. لكن يبدو أن ثمة عوامل خطر أساسية تزيد احتمال حصول شلل لدى المصاب بالفيروس كنقص المناعة والحمل واستئصال اللوزتين والحقن العضلي وممارسة التمارين الرياضية الشاقة والتعرض لإصابات.


كل شيء عن لقاح شلل الاطفال الفموي!

في عام 1961، طوّر ألبرت سابين لقاح شلل الأطفال الفموي وأطلق عليه تسمية «لقاح شلل الأطفال الفموي الثلاثي» أو «لقاح سابين».
ويتكون هذا اللقاح من مزيج من فيروس شلل الاطفال الضعيف والمخفف والحي لمكافحة شلل الأطفال بأنواعه الثلاثة من خلال إنتاج الاجسام المضادة لهذه الأنواع الثلاثة.

بهذه الطريقة عند الإصابة بفيروس شلل الأطفال يتجند جهاز المناعة الذي تم تحفيزه مسبقاً من خلال اللقاح لإنتاج الأجسام المضادة التي تحمي الجسم من خلال منع انتشار فيروس شلل الاطفال ووصله إلى الجهاز العصبي.
كما يؤدي اللقاح إلى استجابة مناعية موضعية في الغشاء المخاطي للأمعاء بحيث تعمل هذه الأجسام المضادة المخاطية على الحد من تكاثر الفيروس في الأمعاء في حال الإصابة بالتهاب جراء الإصابة بالفيروس.

وقد تكون هذه الاستجابة المعوية مع اللقاح الفموي سبب نجاح حملات التحصين الواسعة التغطية في منع انتقال العدوى بفيروس شلل الأطفال من شخص إلى آخر. وتجدر الإشارة إلى أن اللقاح الذي يعطى من خلال الفم لا يتطلب كفاءة عالية في الرعاية الصحية ويمكن ان يعطيه متطوعون، ولا يحتاج إلى معدات أو إلى حقن معقمة بحيث يسهل إعطاؤه في إطار الحملات الوطنية الواسعة النطاق.

كما يعتبر اللقاح فاعلاً وآمناً ويؤدي إلى استجابة مناعية طويلة الأمد، علماً أنه عندما يطعّم الطفل يتكاثر الفيروس في أمعائه لعدة أسابيع ثم يخرج في الغائط بحيث يمكن ان ينتشر فيما يلتقطه من يتعرض له.
بهذه الطريقة، وفي البلدان التي تفتقر إلى خدمات الصرف الصحي والنظافة يمكن أن يؤدي اللقاح الفموي إلى تحصين «سلبي» للأشخاص الذين لم يتناولوا اللقاح بأنفسهم.