خبر يجب تقسيم القدس، الآن -يديعوت

الساعة 09:58 ص|20 نوفمبر 2014

يجب تقسيم القدس، الآن -يديعوت

بقلم: اريئيلا رينغل هوفمان

(المضمون: يجب التوجه الى الخيار الأقل سوءً وهو تقسيم المدينة لأن محاولات توحيدها أثمرت الأضرار - المصدر).

 

إن أحد أهم الاستنتاجات من العمليات الاخيرة في القدس هو أن اسرائيل لا تسيطر على مجريات الاحداث في القدس رغم أن جيشها هو العاشر على مستوى العالم، ورغم مقاتلي حرس الحدود الذين هم من أفضل الوحدات الخاصة للشرطة، ورغم جهاز الامن العام (الشباك) الذي يعرف متى يدخل فلان الى بيته ومتى يخرج منه في جباليا. ولكن ليس هناك أدنى فكرة "للشباك" بأن شخص آخر من جبل المكبر سيستيقظ في الصباح مع صليل السيوف في قلبه ويخرج لقتل بعض اليهود في هار نوف.

 

جميل أن رئيس الدولة روبي ريفلين يقدم التعازي للعائلات التي فقدت أبناءها وهو يُصلون في الكنيس، ويقول: "لا توجد حرب بين الأديان، بين اليهود والمسلمين"، لكن على رئيس الدولة القول إنه توجد حرب دينية، وبعد مرور 47 عاما على قرار توحيد القدس فانها غير موحدة. وللأسف هي لن تكون موحدة ايضا بعد 47 عاما اخرى.

 

ولنقول ليس لأن قرار مجلس الامن 748 اعتبر أن قانون أساس القدس عاصمة اسرائيل هو اخلالا بالقانون الدولي، وليس لأن المجتمع الدولي يعتبر القدس مثل باقي المناطق وراء الخط الاخضر، بل لأن الفلسطينيين قالوا مرة بعد أخرى أنهم لا يعترفون بتوحيد المدينة، وكل بناء يهودي في الأحياء العربية هو اثبات آخر على أن اسرائيل لا تريد التوصل الى الحل الدائم الذي أحد شروطه تقسيم القدس.

 

فماذا تبقى اذا؟ القدس المتصلة مع أحياء عربية مكتظة وفقيرة ومهملة بشكل متعمد أو غير متعمد، والعنف والكراهية يتعمقان فيها، وهي تنتج عمليات القتل التي تتغذى على الاصولية الدينية – شعفاط، بيت حنينا، جبل المكبر، رأس العمود، كفر عقب، أبو طور، باب الساهرة،

 

الطور، سلوان، الشيخ جراح، وادي الجوز، صور باهر، أم طوبا، بيت صفافا والعيسوية – كل هذه الأحياء لا تصلها اسرائيل، والسلطة تقفز عنها، إلا في حالة لبس الخوذة والسترة الواقية واطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي. لا يوجد ما يُذكر بمدينة موحدة باستثناء دفعات التأمين الوطني، مئات الملايين الكثيرة.

 

نحن لا نستطيع أن نُبدل جلد أبو مازن واجباره على أن يكون شخص آخر، ولا نستطيع أن نوقف التوسع الديني الاصولي والتأثير الداعشي الذي يجد تعبيره في اختيار سلاح العمليات، ولا نستطيع ايضا احتواء الاحياء وتحويلها الى جزء من النسيج الطبيعي لهذه المدينة. وفي الحقيقة فاننا لم نفعل ذلك على مدى يوبيل من السنوات.

 

ما الذي بقي اذا؟ الذهاب الى الخيار الأقل صعوبة في القائمة وهو أن نعترف أن حلم المدينة الموحدة قد أثمر ثمارا سيئة، الاعتراف والانفصال وجدارا مرتفعا يضمن، كما يقولون، جيرة حسنة.

 

صحيح أن انسحابنا من غزة لم يثبت أن هذا الحل هو الأفضل، ولكن في الظروف الحالية فان هذا هو الحل الوحيد الأقل سوءً، كما تقول الكليشيهات. كل محاولة لفرض السيطرة الاسرائيلية على أحياء المدينة الغريبة عنها هي محاولة يائسة لفرض واقع غير ممكن، والثمن الذي سندفعه لا يمكن قبوله.

 

هل هذه خطوة أحادية؟ هل هذه خطوة غير سهلة؟ هل سيخلق هذا صعوبات أمنية كبيرة؟ وكأن الخطوات الثنائية أثمرت عن نتائج، وكأن الواقع الحالي سهل، وكأننا لسنا في ازمة أمنية عميقة. يمكن أن يكون الخروج من غزة لا يتناسب مع رغبة بعض الاسرائيليين، ولكن هذا الخروج كان حلا للضائقة. والآن، في حين أن الامر ما زال ممكنا، وغدا أو بعد غد أو بعد عام فان الكراهية ستزداد والعداء سيتصاعد والعمليات ستزداد، فان تقسيم المدينة سيكون غير ممكن مع حي اوري اريئيل في سلوان.