مهنا: التراشق بين فتح وحماس غباء وعبث سياسي والاحتلال المستفيد

خبر منْ المتضرر والمستفيد من عودة التراشق الاعلامي بين فتح وحماس ؟

الساعة 04:00 م|19 نوفمبر 2014

غزة

أثارت موجة التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس عقب التفجيرات الأخيرة التي حصلت في قطاع غزة مؤخراً، حالة من التشاؤم لدى الشارع الفلسطيني، وخشيته من العودة لمربع الانقسام والانفصال الجيوسياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة ورحيل حكومة التوافق الوطني عن قطاع غزة، في الوقت الذي تشتعل فيه جبهة القدس والمسجد الأقصى المبارك من انتهاكات "إسرائيلية" وعمليات فدائية فردية.

جدير بالذكر أن موجة من التفجيرات استهدفت منازل وسيارات قيادات من حركة فتح ومنصة مهرجان أبو عمار ـ أدت إلى إلغاء المهرجان وربط حركة فتح التقدم بملفات المصالحة بالكشف عن المتورطين في التفجيرات ومحاكمتهم، فيما رفضت حركة حماس الاتهامات الفتحاوية لقياداتها وعناصرها بالوقوف خلف التفجيرات وطالبت فتح بالاعتذار.

ومنذ تلك اللحظة ، التي دفعت حكومة الحمدالله إلى إلغاء زيارته إلى غزة والتي كان مقرراً بها استلام المعابر لتسهيل حركة الإعمار ، والأوضاع تزداد صعوبة على الشارع الغزي خاصة المدمرة منازلهم الذين ينتظرون البدء بالإعمار على أحر من الجمر.

القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د. باح مهنا، وصف ما يجري من تراشق إعلامي بين الحركتين لـ "فلسطين اليوم" ، بالغباء والعبث السياسي وعدم إدراك للمصلحة الوطنية العليا ، ويدل على أن كل فصيل يعمل بشكل فئوي ضد المصلحة الوطنية ، وبالتالي الاحتلال المستفيد الوحيد من هذه الحالة بين الفصيلين لأن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يمتلك القوة والدعم الأمريكي يحتاج إلى وحدة فلسطينية حقيقية ، ولكن من يتراشق إعلاميا هو يخدم الاحتلال.

وللخروج من المأزق الراهن عقب التفجيرات، كشف مهنا بان عدد من الفصائل تضم (الجبهتين الشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي وحركة الجهاد الإسلامي) أعدوا ورقة وسيتم إرسالها إلى حركتي فتح وحماس بهدف إنهاء الانقسام والمضي قدماً في المصالحة، وإن لم يستجب الطرفان سيتم عمل جماهيري على الأرض للوصول إلى إنهاء الانقسام.

وتشمل الورقة التي تحمل وجهة نظر الفصائل على : وقف الأحداث السلبية الناتجة عن التفجيرات – ان تعترف حركة حماس بمسؤوليتها بصفتها المسيطرة على غزة عن التفجيرات وكشف القائمين عليه والمنفذين ومحاكمتهم بأسرع وقت ممكن بغض النظر لأي فصيل ينتمون – حل مشكلة موظفي غزة حسب الاتفاق الموقع بين حركتي فتح وحماس – استلام الحكومة مهامها في قطاع غزة وأن تكشف عن أي معيقات أمامها ، معرباً عن استعداد الفصائل للعمل مع الحكومة لتذليل أي عقبات في طريقها.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل ، أكد لـ "فلسطين اليوم"، ان المستفيد من عودة التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس هو الاحتلال الإسرائيلي، وأن المتضرر هو الشعب الفلسطيني خاصة المدمرة منازلهم والذين يتطلعون إلى ان تتجسد الوحدة الفلسطينية لإصلاح ما دمره الاحتلال خلال العدوان الأخير.

وقال :" أن ثمن التراشق الإعلامي هو استمرار الانقسام يدفع ثمنه المواطن الفلسطيني بزيادة همومه وأعباءه، في الوقت الذي يحتاج هؤلاء الناس إلى من يرفع عنهم الظلم والمعاناة.

وأضاف، أن التراشق الإعلامي يعطي إشارة واضحة بفشل المصالحة الفلسطينية وسلبية الموقف الشعبي من الفصائل، خصوصاً وأن معركة القدس مفتوحة تفترض توحد الناس على الأقل في الوقت الحالي لحين انتهاء هذه الحملة.

وأوضح، أن الانقسام على مدار 8 سنوات خلق وقائع كثيرة صعبة وصعب تجاوزها بسهولة، إلا إذا توفرت الإرادة لدى الطرفين (فتح وحماس). مؤكداً ان المصالحة تحتاج إلى أن يلتئم الكل الفلسطيني ويضعوا الملفات على الطاولة ويتوصلوا إلى برنامج مشترك يتحمل فيه جميع الأعباء المترتبة عليه.