خبر المدمرة منازلهم يهددون بإغلاق مقر الانروا والأمم المتحدة ووالوزراء لانتزاع حقوقه

الساعة 01:52 م|18 نوفمبر 2014

غزة

نظم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين, من أصحاب المنازل المدمرة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة, اعتصاماً شعبياً صباح اليوم الثلاثاء أمام مركز التموين الرئيسي في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.

وأغلق المتظاهرون الغاضبون مركز التموين الرئيسي في المخيم وما يعرف بمشغل الوكالة في مخيم جباليا, مطالبين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والأمم المتحدة بالإسراع في إعادة إعمار بيوتهم التي دمرها الاحتلال, ومحذرين في ذات الوقت أن هذا التصعيد والذي تمثل في إغلاق لمقر الأونروا اليوم في المخيم, سيكون أول الخطوات التصعيدية السلمية التي ستنفذ في سبيل انتزاع حقوقهم.

ورُفع في الاعتصام الذي دعت إليه اللجنة الشعبية للاجئين – شمال غزة, ولجنة أهالي البيوت المدمرة, يافطات وشعارات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء حصار غزة, وتأمين عبور مواد الإعمار اللازمة للقطاع, و يافطات أخرى حمّلت الأونروا مسؤوليتها تجاه هذه الأزمة.

وفي بيان باسم أهالي البيوت المدمرة تمت قراءته أمام الإعلام, ناشد السيد بان كي مون التدخل بأسرع وقت ممكن من أجل فك الحصار وإدخال مواد الإعمار, كما وجه مطالبة مماثلة لوكالة الغوث على رأسها السيد/ روبرت تيرنر بأن يرفع يده عن ملف الإعمار المتعطل للشهر الثالث على التوالي.

وجاء في البيان:" نحن شعب ترعرع على العزة والكرامة ولن نقبل أن نساوم على حقوقنا, ولن نقبل ما طرحه سيري فمواد الاعمار حق لكل مواطن, ولن نقبل بمخيمات كرتونية أو كرفانات بديلة ".

وورد في البيان:" بلغ السيل الزبى, مللنا من الوعود, ولن نقبل كذباً من جديد, فنحن نعيش ظروفاً لا يقبلها بشر, وبات واضحاً أن الجميع يتآمر علينا في هذا القطاع, حصار على المعابر, حتى الشقيقة مصر تحكم الحصار على القطاع من أجل نيل رضا العدو الصهيوني".

وناشد البيان الجامعة العربية بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه ما تعانيه غزة من ظلم, كما و وجه دعوة لحكومة الوفاق الفلسطينية للحضور فوراً إلى القطاع من أجل الإسراع في بناء ما دمره الاحتلال, مطالباً إياها الرحيل فوراً إذا لم تقف هذه الحكومة عند مسؤولياتها, داعياً في ذات السياق لتشكيل حكومة وطنية تشرف على إعادة الإعمار, وتسعى لانتزاع حقوق المقهورين في غزة.

"خطوات تصعيدية"

الأستاذ معين أبو عوكل رئيس المكتب التنسيقي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة, قال في تصريح خاص لـ شؤون اللاجئين:" بأن هذا الاعتصام اليوم هو رسالة واضحة للأونروا التي أشبعتنا وعوداً وكذباً, مع بدء دخول الشهر الثالث على أصحاب البيوت المدمرة, ولا يوجد هناك أي إجراءات فعلية على أرض الواقع تعطي ولو تطمينات بسيطة لأصحاب البيوت المدمرة, الذين ملوا سماع الخطابات الواعدة بإعادة إعمار بيوتهم".

وأكد أبو عوكل أن أصحاب المنازل المدمرة لم يتلقوا إلا القليل مما أسمته الأونروا "بدل إيجار", ولا تكاد هذه المبالغ تلبى أدنى متطلباتهم الحياتية, وتابع أبو عوكل:" هذا الإجراء اليوم – إغلاق مقر الأونروا في مخيم جباليا - سيكون أولى الخطوات التصعيدية, وهناك نوايا بالتحرك لإغلاق مقر الأونروا الرئيسي في قطاع غزة, وستتصاعد هذه الاحتجاجات تدريجياً حتى لو اضطرنا الأمر لتطويق وإغلاق مبنى الأمم المتحدة في غزة, وإغلاق مكاتب الوزراء في حكومة التوافق الفلسطينية التي لم يسجل لها أي حراك فعلي على الأرض يدعم صمود المنكوبين في غزة, وسنتحرك بكل الاجراءات المتاحة لنا سلمياً في سبيل انتزاع حقوقنا".

ودعا أبو عوكل المجتمع الدولي وما أسماه العالم الصامت للنظر بعين العطف والرحمة لنحو 2 مليون نسمة تحت حصار ظالم عمره 8 سنوات, مطالباً "أدعياء الحرية" في العالم بضرورة إظهار حسن النوايا لهذا الشعب المقهور, الذي عايش الحروب والازمات بدءً بالمحروقات والكهرباء وليس أخيراً الإسمنت الذي أصبح حصول الفلسطيني عليه مرهون بشروط الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الظالم.

"الاونروا تتحمل المسؤولية"

أحد المشاركين في الاعتصام التقته اللاجئين حماس, وهو المواطن يحيي خضر عبيد من مدينة بيت حانون, وهو احد أصحاب المنازل المدمرة, قصف منزله المكون من 6 طوابق, ويضم نحو 7 عائلات, بأربع قذائف نجم عن ذلك إصابة نحو 70 فرداً من سكان المنزل, قال:" لم يتم تعوضنا إلا ببضعة شواكل لا تغني ولا تسمن من جوع, ولا زلنا نقطن في المدارس حتى هذا اليوم, وللأسف خدمات الوكالة تجاهنا في المدارس في تراجع مستمر", وتابع عبيد:" الأونروا وضعتنا في الزاوية الصعبة, يا إما القبول بالإعمار بشروطها, أو لا إعمار لنا".

عبيد قال:" أن من يتسبب في تأخير هذا الإعمار هي الأونروا ولا أحد غيرها, وهي قادرة كمؤسسة دولية ان تفرض شروطها على الاحتلال وتفتح المعابر وتدخل مواد الإعمار, وإذا لم تثمر هذه المسيرات السلمية بالضغط على الأونروا لسعيها في سبيل فتح المعابر وإعادة الإعمار, فرسالتنا للمقاومة هي أن تعيد فرض شروطها على المحتل بالطريقة التي تراها مناسبة, وأضاف متابعاً:" لا يوجد إنسان عاقل يتمنى أن تعود الحرب, لكن الحرب اشرف من الحصار والعيش تحت الرحمة الدولية وهي يا أما الموافقة على شروطي أو ابقوا في خرابكم" بحد وصف عبيد.

أما المواطن "أبو حسن عفانة" الذي كان أحد المشاركين في الاعتصام,  وهو أحد أصحاب البيوت المدمرة, كان يملك منزلاً من ثلاثة طوابق, في منطقة تل الزعتر شمال غزة, و تم تدمير منزله بشكل كلي من طائرات الـ F16  الصهيونية, هذا المنزل يقول عفانة:" كان يسكنه نحو 5 عائلات هي الآن مشردة ومشتتة كل في منزل بالآجار بعيد عن الآخر, ويضيف :" لم نتلقى أي من التعويضات أو ما يسمى بدل إيجارات إلى الآن وللشهر الثالث على التوالي, ولا زالت البوصلة تائهة حول من هو المتسبب بتأخير هذا الإعمار؟

عفانة طالب الأونروا والمجتمع الدولي بوضع حلول لو مؤقتة تتمثل بتوفير بدل إيجارات تتناسب والوضع المعيشي, إضافة لضرورة الإسراع بتنفيذ مخطط الإعمار والعمل الجاد من أجل فتح المعابر وإنهاء هذا الحصار الظالم.