خبر عقوبات: لا يجب الخضوع لأوروبا- اسرائيل اليوم

الساعة 11:29 ص|18 نوفمبر 2014

بقلم: د. إيال لفين

في الشهر الماضي شاركت في جلسة للباحثين في موضوع العلوم السياسية في واشنطن. المشاركون كانوا قلقين مما يحدث في الاكاديمية الامريكية حيث تتم هناك محاولات لاستبعاد الباحثين والعلماء اليهود. وقد تم التطرق الى حالات يأتي فيها أبناء الجيل الثاني ممن هاجروا من الشرق الاوسط بدون كوفية وعلم م.ت.ف، ويعلنون أنه حان الوقت لتبديل اليهود الذين يشغلون المناصب المهمة. رد البهود هو الهرب الصامت، هم يتراجعون ويقطعون علاقاتهم الاكاديمية مع نظرائهم في اسرائيل. لماذا يجب استدعاء زميل بحث من تل ابيب، فهذه الدعوة تحمل مسبقا صراعا سياسيا يمكن الامتناع عنه. هذه الافكار سرية وهي غير واعية، والنتيجة هي: دمار اكاديمي.

حينما عدت من الخارج وبدأت في التحدث عن اللقاء المقلق واجهتني محاولات النفي والتهدئة، اغلبية زملائي في اسرائيل ردوا بنفي قاطع، وبعضهم حدثني عن علاقاته الجيدة وراء البحار مع زملائهم ونظرائهم، الامر الذي دفعني الى التشكك في قناعاتي.

عندما قرأت مؤخرا عن الخطوات العقابية التي يخطط لها رؤساء الاتحاد الاوروبي ضد اسرائيل في حال قامت بالعمل بشكل ينافي فكرة الدولتين، مثل البناء في المنطقة بين القدس ومعاليه ادوميم أو جبل أبو غنيم أو جفعات همتوس، الامر الذي سيعني خطوات اقتصادية عقابية ضد اسرائيل، تذكرت جلسة الباحثين اليهود تلك.

          عمليا لا توجد علاقة بين مقاطعة الجامعات الامريكية ومراكز الابحاث وبين النظرة السياسية لرؤساء الاتحاد الاوروبي. بل على العكس، ففي الوقت الذي لن أجد فيه من يوافق على ما يحصل في الاكاديمية الامريكية فان بعض زملائي المقربين يعتبرون أن البناء في المناطق المختلطة في اوروبا يهدف الى تعزيز السلام.

          موضوع المقاطعة متعلق بنا جميعا، وإن كان انطباعي من الجلسة في واشنطن صحيح – يجب أن نفكر كيف نتعاطى مع هذا الامر: موضوع العقوبات بسبب المستوطنات. وفي المقابل، استهداف فئة معينة في المجتمع الاسرائيلي. ومن الافضل لنا جميعا أن تقوم جهة خارجية بالعمل بدلا منا.

          التمييز الخاطيء بين المقاطعة الاكادينية والعقوبات بسبب المستوطنات يذكرني بشكل غير مباشر بحدث من حياة أبي، حيث ولدت وهو في شوارع برلين قبل أن تغلق دائرة الخنق على اليهود. في أحد الايام ذهب أبي مع جدته ورأى متسولا يهوديا على طرف الطريق. أبي طلب أن يعطيه النقود، لكن جدتي أمسكت بيده وقامت بجره بسرعة لابعاده عن المتسول. "هؤلاء يهود الشرق"، قالت الجدة المولودة في اوكرانيا. "دائما إبق بعيدا عنهم كي لا يظنوا أننا مثلهم".

          احيانا يُخيل لي أن بعض زملائي يخافون العلاقة أو الصلة بالمناطق، ويفضلون البقاء بعيدا عن أحداث معينة. لديهم شعور بأن التعاون مع اوروبا والموافقة على العقوبات بسبب المستوطنات سيبعد المقاطعة الاكاديمية التي تهددنا جميعا، ولكن ليس هناك فرق بين مقاطعة ومقاطعة.

          من يفهم الامور يدرك أنه في بروكسيل لا يوجد فرق بين العقوبات والمقاطعة، وهذا يشجع على التفكير الذي كان في ايام سابقة سوداء في تاريخ الغرب. واليكم تلخيص ما قاله أحد المشاركين في الجلسة في واشنطن، وهو عالم أنهى عمله في البنتاغون منذ وقت قصير: "نحن اليهود لم نكن سوى مواطنين محترمين في هذه البلاد". وحين افترق المجتمعون توجهت اليه وسألته: "ما الفرق اذا بين واشنطن اليوم وبرلين في الثلاثينيات؟". نظر إلي وفكر قليلا ثم قال: "هنا نحن مواطنين محترمين، أما هناك فقد كنا مواطنين فقط".