خبر حكومة طواريء وطنية- هآرتس

الساعة 11:25 ص|18 نوفمبر 2014

بقلم: أوري افنيري

بعد أن أقام اريئيل شارون الليكود في صيف 1973 سألته عن السبب. "لقد قمت بتوحيد حركة حيروت والحزب الليبرالي اللذان كانا في الأصل موحدين في غاحل". وقلت له "قمت بتوحيد شظايا حزبين، الوسط الحر والقائمة الحكومية، اللذان لا يستطيعان تجاوز نسبة الحسم".

"هذا ليس أمرا حسابيا بل شعور الجمهور. الجمهور يرى أن اليمين يتوحد ولم يبق أحد في الخارج، وهذا سيستقطب الكثيرين". وبعد اربع سنوات حدث أمر مستحيل، الليكود وصل الى السلطة. هذه العبرة تصلح اليوم لما يسمى "وسط – يسار".

اذا استمرت الامور كما هي، فبعد الانتخابات سيكون يئير لبيد وزير جودة البيئة وتسيبي لفني ستكون نائبة وزير. اسحق هرتسوغ سيقف على رأس المعارضة وزهافا غلئون ستحتفل بنجاح كبير وتصل الى تسعة مقاعد. أما حكومة نتنياهو فستستمر في السير باتجاه دولة تمييز عنصري بين البحر والنهر. مغزى هذا الامر: تفكك الديمقراطية الاسرائيلية ونهاية الحلم الصهيوني، نبذ عالمي، حرب أهلية متواصلة وفي النهاية انهيار كامل.

السبيل الوحيدة لمنع الكارثة المقتربة هي وصفة شارون: قائمة تشمل احزاب الوسط، اليسار – العمل، يوجد مستقبل، ميرتس، الحركة وكديما. يمكن أن تكون هذه تشكيلة غير ملفتة، ولكن في رأي الجمهور ستكون هذه تعبيرا عن رؤيا كبيرة، وهي ستستقطب وتثير الأمل. ولكن هذا الجسم سينضم اليه الكثير من منظمات السلام وحقوق الانسان وبالذات: قائمة كهذه ستستقطب مئات آلاف الناخبين الذين يقولون الآن: لا يوجد أمر يستدعي الذهاب اليه ولا يوجد من نصوت له، لا يوجد أمل.

 

          من سيكون القائد؟ هذه مشكلة "الأنا"، وكل سياسي هو "أنا" مجنون. ولكن يمكن حل المشكلة. يمكن استدعاء شخصية جديدة من الخارج – سياسية، اكاديمية أو أمنية، أو عمل استفتاء، وتعيين من سيحظى بالتأييد. أو عمل قرعة كما كان يحصل في أثينا القديمة.

 

          ستكون لجسم كهذا ايديولوجية مشوشة. كل واحد سيضطر للتنازل عن الاطراف الفكرية من اجل تمكين اقامة هذا الجسم. ولكن ستكون له قوة جذب كبيرة، كما أنه سيحمل فرصة تغيير السلطة واسقاط اليمين. واضافة الى جسم حريدي موحد وجسم عربي موحد سيكون بالامكان التوصل الى 61 مقعدا.

 

          هل هناك فرصة لائتلاف كهذا، على الرغم من المصالح الخاصة للسياسيين؟ بالتأكيد نعم، ولكن فقط اذا حدث ضغط جماهيري كبير، اذا طلبت عشرات المنظمات والمجموعات ذلك، واذا تم التوقيع على عرائض وارسالها للاعلام. هذا لن يكون حزب الاحلام الخاص بي، ولن أنضم اليه، وسأنتظر بطول نفس صعود قوة سياسية جديدة بقيادة قادة شباب ومواظبين، ولديهم رسالة سلام وعدالة اجتماعية.

 

          هذا حلم بعيد المدى. ونحن الآن موجودون في وضع طواريء. فالدولة التي انشأناها بالدماء تستصرخ لانقاذها. هذا حلم بعيد المدى، والجواب هو واحد: جسم سياسي قادر على الانتصار في الانتخابات القريبة واقامة حكومة طواريء وطنية.