خبر غلاء المعيشة؟ -هآرتس

الساعة 10:46 ص|17 نوفمبر 2014

انتخابات تمهيدية

بقلم: أسرة التحرير

عن مدى صهيونية اعضاء الحكومة ورئيسها كان يمكن لنا ان نتعرف الاسبوع الماضي، في أثناء الدراما حول إقرار ميزانية الدولة وقانون التسويات. فبنيامين نتنياهو، الذي انضم الى جوقة المتعهدين بمعالجة غلاء المعيشة – بل وألمح بفظاظة بان وزير المالية يئير لبيد لا يفعل ما يكفي في الموضوع – أثبت مرة اخرى بان لا صلة بين وعوده وأعماله على الارض.

 

قانون التسويات، الذي بعد افراغه من محتواه في الكنيست تبقت فيه أربعة اصلاحات فقط، علق على خلفية محاولة عرقلة الاصلاحين المتعلقين مباشرة بمسألة غلاء المعيشة ومشكلة الفوارق الآخذة في الاتساع في المجتمع الاسرائيلي.

 

فاصلاح الصندوق القومي لاسرائيل (كيرن كييمت)، الذي أصبح هذه السنة، بعد ضغط جماهيري شديد، شركة لمنفعة الجمهور – المكانة التي تتطلب منه لاول مرة في تاريخه بعض الشفافية – يلزمه بان ينقل الى الدولة كل سنة 65 في المئة من أرباحه في صالح استثمارات مشتركة في مشاريع بنى تحتية وعقارات. والصندوق القومي لاسرائيل، الذي يحتفظ بصندوق نقدي سمين وبـ 13 في المئة من اراضي الدولة، يستخدم بشكل تقليدي كـ "صندوق صغير" وكـ مصدر توظيف وفير

 

للسياسيين. وهذا هو السبب في أن احدا حتى اليوم لم يلمس هذا الجسم، رغم أزمة السكن لمواطني اسرائيل واسعار السكن الشاهقة. ويواصل نتنياهو ومبعوثوه في الكنيست التقاليد: فهم ليس فقط لا يشجعون الاصلاح بل ويدقون العصي في عجلاته.

 

اصلاح ثانٍ، بل وأهم، هو تطبيق استنتاجات لجنة غيرمان لتعزيز الطب العام، وعلى رأسها فرض ضريبة على السياحة الطبية، وعلى مداخيل المستشفيات الخاصة. وترددت لجنة غيرمان كثيرا في مسألة الخدمات الطبية الخاصة، وتوصلت الى الاستنتاج بان الطب الخاص، كما أثبت انهيار مستشفى هداسا هو حقنة سم للطب العام، ومحفز جوهري لتوسيع الفوارق في المجتمع.

 

غير أن استنتاجاتها، او مصلحة عموم الجمهور، لا تعني وزير الخارجية افيغدور ليبرمان واعضاء اسرائيل بيتنا. فهم يفضلون الدفاع عن مصلحة انتخابية – طائفية ضيقة، وافشال الاصلاح. فصناعة السياحة الطبية هي في معظمها ذات طابع روسي، ومدينة اسدود – حيث سيبنى مستشفى أسوتا، الذي ربع نشاطه سيكون خاصا – هي معقل تصويت اسرائيل بيتنا.

 

ينبغي الثناء على لبيد لموقفه ضد محاولات عرقلة الاصلاحين. واين نتنياهو؟ في هذه الحالة ايضا يملأ فمه بالماء، ويسمح للاصلاح الذي يخدم الجمهور بالغرق في اللجة السياسية. وماذا عن غلاء المعيشة؟ في هذه اللحظة توجد مشكلة أكثر الحاحا: الانتخابات التمهيدية.