خبر سهى عرفات بصدد إعداد تقرير لنشر مذكرات ابو عمار

الساعة 09:33 ص|17 نوفمبر 2014

رام لله

كشفت سهى عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أنها وابنتها زهوة بصدد إعداد تقرير ستنشر فيه مذكراته التي تحتوي على معلومات قيمة وتُظهر مدى عمق صداقات أبو عمار الدولية، وكذلك نظرته السياسية الثاقبة.

ونفت عرفات في حوار مع "الحياة" اللندنية في الذكرى الـ10 لاستشهاد زوجها، أن تكون باعت مذكراته، كما أشيع مؤخرًا، مضيفة "أنا لا أبيع دم أبو عمار، هذه المذكرات ملكي أنا وابنته زهوة".

وتابعت " لقد أعطاني أبو عمار هذه المذكرات قبل موته بفترة وجيزة، ربما لأنه شعر أنه لن يعيش طويلاً، وقال: هذه ملك لك ولزهوة، حافظي عليها، فوضعتُها في مكان آمن".

وعن هذه المذكرات، قالت "عندما أقرأها، أشعر بأهمية الفترة التاريخية التي عاشها، أذكر جيداً عند انهيار الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية، كان يومها حزيناً جداً، حينها قال لي: سترين بعد سنين طويلة، وربما لن أكون أنا على قيد الحياة، الدول العربية تقسم إلى دول ودويلات صغيرة، ولن يكون هناك عالم عربي نتحدث عنه، وستتذكرين أنني قلت إن إيران والعراق سيقسمان".

 

وأعربت زوجة الرئيس الراحل عن حزن كبير من حال التبعثر والفرقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وقالت إن أبو عمار توقع ما يحصل اليوم في العالم العربي، وكذلك تقسيم العراق وإيران.

 

وفي سياق أخر، نفت ادعاءات سابقة بأن عرفات قد اعتنق المسيحية، مؤكدة أنها والكثير ممن عايشوا عرفات أسلموا على يديه، وأنه كان مؤمناً جداً وفخوراً بنبيّه ودينه، مع احترامه للأديان الأخرى.

 

وزادت "أبو عمار زار الكنائس المختلفة في المناسبات الدينية، واحترم كل الديانات، وهو أوصى بدفنه في القدس الشريف، وقد قضى آخر أيامه وهو يستمع الى القرآن في غرفة العناية المركزة، ونطق بالشهادتين قبل وفاته، وعليه فإن مثل هذه الأخبار هي جزء من الحملة الصهيونية لقتله مرة أخرى".

 

ودافعت عن ابنتها زهوة، مؤكدة أنها ستقيم دعوى قضائية أمام المحاكم اللبنانية، رداً على ما تردد في إحدى المطبوعات اللبنانية من شك في هوية زهوة وانتمائها الوطني، وحديث عن عدم إلمامها باللغة العربية.

 

وألقت اللوم على حماس في منع الاحتفال بمناسبة مرور عشرة أعوام على استشهاد زوجها، قائلة "ما حدث أمر غير مقبول، أنا علاقتي ممتازة بجميع الفلسطينيين، وحتى من حماس وكذلك السلفيين، ولا أتدخل في الأمور السياسية، الأهم عندي هو أن أبو عمار هو من وضع القضية الفلسطينية على جدول أعمال المجتمع الدولي وفي المحافل كافة، والمناضل الذي أعطى كل ذرة من حياته للقضية وللشعب، فمن العار أن تعامل ذكراه بهذه الطريقة"، كما قالت.

 

واعتبرت أن الفلسطينيين والعرب في أشد الحاجة اليوم إلى رموز وطنية أمثال أبو عمار.

 

وتابعت "القضية الفلسطينية تمر في ظروف صعبة جداً، وكل فلسطيني يطمح الى نبذ الخلافات والأحقاد، بل العمل معاً لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في دولة حرة مستقلة ومستقرة عاصمتها القدس".

 

وعن الخدمات الإنسانية التي تقوم بها في غزة من خلال مكتب للعمل الإنساني، قالت "لم تعد هناك مكاتب، اذ هدِمت مع ما هدم في غزة منذ سنوات، لكن هناك متطوعات ومتطوعين يساعدونني في تقديم ما نستطيع تقديمه للمحتاجين، خصوصاً بعد حروب إسرائيل على غزة".

 

وعن مدى وجود دور سياسي لها داخل فلسطين أو خارجها، أجابت "ليس لي أي دور سياسي على الإطلاق، ولا أطمح إلى ذلك".

 

وأكدت سهى أنها لم تقدم أياً من أغراض عرفات الشخصية لمتحف أبو عمار الذي أقامه ويشرف عليه ناصر القدوة، ابن شقيقة الراحل، ووصفت جهوده في هذا المجال بالممتازة، مشيرة الى أن هذه أشياء خاصة.

 

وعما بقي في ذاكرة سهى من أيام أبو عمار الأخيرة، قالت "كل شيء باقٍ معي: إيمانه، وجهه السمح، بسمته، نظراته العارفة بما حصل له. هو لم يثق في حياته بالإسرائيليين. أذكر وصيته لي ولزهوة وجميع الفلسطينيين: تمسكوا بالثوابت".

 

واستطردت "كان يقول لي دائماً إن قضية فلسطين هي قضية العرب وصراع الأجيال، ولن أوقِّع أبداً على إنهاء الصراع. وكان يضيف: يريدونني أن أوقّع، لكني لن أوقّع والجولان وجنوب لبنان محتلان".

 

وعن التحقيق باستشهاد أبو عمار، قالت "أنا لا أستطع الحديث في شكل مفصل حفاظاً على سرية التحقيق، لكن علينا أن نتذكر أن من قام به هو فريق سويسري محترف من معهد الفيزياء للإشعاعات الفيزيائية".

 

وتابعت "لقد وجدوا أرقاماً عالية جداً وفائضة في رفاته وضريحه، وأكد هذا أهم خبراء اسكوتلنديارد البريطاني ديفيد باركلي"، مشيرة إلى أنها بل تنتظر نتائج التحقيق، كما تؤكد أنها وزهوة رفعتا دعوى قضائية أمام المحاكم الفرنسية، وأن القضاء يأخذ مجراه، لكن هناك من لا يريد للقضية أن تتقدم أو حتى مجرد فتحها لأسباب سياسية معروفة".

 

وبالنسبة إلى تجاوب الرئاسة والسلطة الفلسطينية مع هذا التحقيق، تقول "أنا وزهوة رغم ألمنا من فتح الضريح ومعارضة العائلة، وافقنا من أجلنا ومن أجل الشعب والأجيال الفلسطينية".

 

وما الذي كان أبو عمار ليقوله لو كان حياً في الوضع العربي الراهن، أوضحت "لم يكن أحد يتوقع أن يصل الوضع العربي الى ما وصلنا إليه من تمزّق وضياع، ولا أعتقد أنه كان سيقف متفرجاً أمام ما يجري. كانت لديه قدرة عالية على المناورة، وهذا ما ساعده في خدمة القضية الفلسطينية".