خبر هل يمكن للفصائل « قلب الطاولة » على ورطة « سيري » لاعمار غزة؟!

الساعة 04:16 م|15 نوفمبر 2014

غزة

  "راحت الغفلة واجت الصحوة" .. حيث أقتنع الفلسطينيون بجميع مكوناتهم أن مقترح "سيري" لم يكن سوى ورطة أكبر من الجميع حيث من الصعب التراجع عنه، خاصة وان حكومة التوافق برئاسة د. رامي الحمدلله طرفاً في ذلك المقترح الاممي لإعمار غزة، حيث أجمع الفلسطينيين خبراء وفصائل وعامة مواطنين ان الخطة لن تعيد إعمار غزة على الآلية التي تمناها وظنها المواطن في غزة.

 إعمار غزة عبر آلية الأمم المتحدة "مكانك سر" حيث لا تَقدُم يذكر سوى انتقادات لاذعة وجهت من قبل فصائل المقاومة وخبراء اقتصاديين إلى طريقة وآلية سير عجلة الإعمار التي لا تسير أصلاً، والتي وإن سارت فستكون أبطأ من سير السلحفاة بفعل الرقابة الدولية على كل كيس اسمنت.

وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تدمير 100 ألف منزل يسكنها حوالي 600 ألف مواطن، فيما يعتقد بأن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار تقييمات وزيارات مهندسي الاونروا وباحثيها الاجتماعيين لمزيد من المنازل.

 الفصائل الفلسطينية والوفد المفاوض أنتقد عدم التزام إسرائيل بالاتفاق وآلية الأمم المتحدة لإعادة اعمار قطاع غزة، عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق أكد ان قرار الاحتلال بإغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون، بأنه "تصرف صبياني غير مسئول"، مؤكدا ان ما قدم من تبرير يعد مخالفا لما تم التوصل إليه في اتفاق وقف إطلاق النار، كما أنتقد آلية الأمم المتحدة في إعمار غزة بل وقال إن حركته لم توافق على خطة "سيري" لإعمار غزة، وستسعى إلى تعديلها بما يرفع القيود المشددة على دخول مستلزمات الإعمار, خاصة منها مواد البناء.

عضو المكتب السياسي لذات الحركة د. محمود الزهار أكد أن حماس  ضاقت ذرعًا بسياسية المماطلة الإسرائيلية من إدخال للمواد البناء بالقطارة, عدا عن إغلاق المعابر لأيام مما قد يصبح عادةً لدى الاحتلال خلال الفترة المقبلة وبحججٍ مختلفة ! .

عضو المكتب السياسي في حماس الدكتور خليل الحية ذهب بعيدًا في تبعات تأخر الإعمار, إذ تحدث عن ساعة انفجار وشيكة. ووجّه كلمته للسلطة و"إسرائيل" والعالم بأسره قائلًا: "لا تختبروا صبر شعبنا مجددًا، فلا نقبل المساومة، ولا تراهنوا على إطالة زمن الإعمار، فيجب أن يعمّر ما دمره الاحتلال".

 القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أنتقد كسابقه آلية "سيري" لاعمار غزة بل زاد عليه قائلاً "أخذتنا من حصار إسرائيلي على غزة إلى توافق دولي على هذا الحصار (..) مشيرا إلي أنها خطة كارثية ونحن نرفضها شكلا ومضمونا".

الفصائل الفلسطينية شعرت بالغدر الدولي لقطاع غزة عبر تلك الآلية ما حذا ببعضهم بالتهديد بقلب الطاولة، على الخطة والتوجه نحو مواجهة رابعة، وآخرين من الفصائل اشترطوا الموافقة على آلية سيري مع ضرورة التعديل على بنودها، لكن السؤال الذي يطرح نقسه هل تستطيع الفصائل قلب الطاولة على المقترح الاممي المعروف بخطة "سيري" أو على الأقل التعديل على بنودها بما يحقق الحد الأدنى لطموحات المنكوبين.

 

صعب

الكاتب والمحلل السياسي أ. أكرم عطالله أوضح أنه من الصعب على الفصائل التعديل على خطة "سيري" لإعمار غزة؛ خاصة أنها الطرف الأضعف في ظل التمويل الدولي المشروط بعدم التعديل، وإن قلبت الطاولة فسيكون المتضرر الأكبر المواطن الفلسطيني في غزة.

 وأوضح أنه في حال قررت الفصائل الضغط للتعديل على الخطة قد يحفز الدول المانحة عن التراجع عن التعهدات المالية التي تعهدت بها في مؤتمر إعمار غزة بالقاهرة.

 وقال عطالله:"من الصعب على الفصائل المس أو التعديل على الخطة خاصة أنها ليس طرفاً فيها وأن الطرف الفلسطيني هو حكومة الوفاق برئاسة الحمدلله وهي التي وافقت مؤخراً على الخطة"، مضيفاً:"الطرف الفلسطيني الحكومي الموقع على الاتفاقية طرف متلقي ضعيف غير مقرر وقراراته غير نافذة في هذا الشأن".

 وتابع:"مشكلة الفصائل ليست مع الجهات الدولية أو الخطة الأممية وإنما مع الحكومة التي وافقت على ذلك المقترح، ولا تستطيع الفصائل حتى تقديم تعديلات للحكومة لان قرار الأخيرة غير نافذ أمام الجهات المانحة التي تعطي الأموال بشروطها وبالطريقة التي تراها مناسبة".

 وأوضح ان آلية سيري ستضفي مزيداً من التشنجات على العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية الداخلية التي ترفض الآلية التي وافقت عليها الحكومة، وقد يهدد المصالحة الفلسطينية وبالتالي يهدد ملف الإعمار.

 

الخطة لن تعمرَ غزة

أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح بنابلس البروفيسور عبد الستار قاسم يرى أنه من السذاجة تصديق وافتراض حسن النوايا في آلية "سيري" وفي حكومة الحمدلله والتعويل اتهما سيعيدان إعمار في غزة.

 وقال :"الفصائل الفلسطينية لم تكن على درجة من الذكاء عندما صدَقت ان آلية إعمار غزة وحكومة الحمدلله ستعيد بناء ما دمرته إسرائيل"، مضيفاً :"حكومة التوافق ليست صاحبة قرار في هذا الشأن القرار لإسرائيل وأمريكا في هذا الاتجاه".

 وأوضح أنه من الغباء التصديق أن إسرائيل ستعيد الإعمار عبر بوابتها، فمن سيضمن لها أن المقاومة لن تستفيد من هذا برنامج الإعمار!.

 وأشار أن آلية سيري تهدف في طياتها إلى تأليب الناس في غزة على المقاومة من خلال شرعنة الحصار، وعدم تنفيذ الإعمار، لافتاً أن الرد على الآلية التي وصفها بالمقيتة يجب أن يكون بثلاث خطوات هي تطوير حمولة الصواريخ لتهدد امن إسرائيل بحق وحقيقة ويجبرها على التفكير الف مرة قبل عرقلة مطالب غزة، وضرورة تطوير خطوط الإمداد للمقاومة الفلسطينية، وإعادة العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللبناني، موضحاً أن العودة إلى الحضن الإيراني وحزب الله لن يؤثر على علاقة المقاومة في المنطقة مع الدول العربية بل ستحاول شراء ودها من خلال تذويب جليد العلاقات مع بعض الدول.