خبر تفجيران أمام سفارتي مصر والإمارات في طرابلس

الساعة 07:14 ص|14 نوفمبر 2014

وكالات

 

أجرى رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني محادثات في الرياض خلال اليومين الماضيين، وصفت بـ «الإيجابية»، و «جددت فيها السعودية الدعم الكامل للشرعية وللاستقرار الأمني في ليبيا»، كما أبلغ «الحياة» وزير الخارجية الليبي محمد الدايري. (راجع ص 6)

وعبَّر الوزير الليبي عن أسفه لاستهداف سفارتي مصر والإمارات في طرابلس بتفجيرين أمس، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تتجه إلى اعتبار «أنصار الشريعة» منظمة إرهابية. وقال الدايري: «هذا حادث مروع وإجرامي، ونقف مع أبو ظبي والقاهرة في مواقفهما الداعمة للشرعية في ليبيا وأمن البلاد واستقرارها». ورأى أن التفجيرين «يدلان على وجود منظمات إرهابية لا تستهدف الليبيين فقط، وإنما تستهدف دولاً عربية شقيقة، في مؤشر إلى تصاعد وتيرة الإرهاب في البلاد».

وألحق انفجار السيارتين المفخختين أضراراً مادية بمقري السفارتين فجر أمس، في حادث ينذر باتساع نطاق التفجيرات في البلاد لتشمل العاصمة طرابلس. وأبلغ «الحياة» مصدر من قرب مقر السفارة المصرية، أن الأضرار في المبنى لم تكن كبيرة بمقدار الأضرار في المباني المجاورة، مشيراً إلى إصابة اثنين من حراس السفارة بجروح.

أما السفارة الإماراتية فتضررت واجهتها بشكل كبير، كما تحطمت نوافذ المباني المجاورة لها، كما أفاد شهود في المنطقة لـ «الحياة».

وحمّلت الإمارات الميليشيات الإسلامية التي تسيطر على طرابلس مسؤولية التفجير «الإرهابي» الذي استهدف سفارتها في العاصمة الليبية. وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في بيان، إن «هذا التفجير الإرهابي يقتضي من الجميع العمل الحاسم والسريع للقضاء على هذه الممارسات الإرهابية الإجرامية التي تستنكرها المجتمعات الدولية».

وحمّل الشيخ عبدالله «الجماعات المسلحة، التي تشمل أنصار الشريعة وفجر ليبيا، المسؤولية الجنائية والقانونية لهذا العمل الإرهابي».

وأكد الوزير الإماراتي دعم بلاده «الجهود كافة الرامية لدعم الشرعية المتمثلة في مجلس النواب المنتخب والحكومة الليبية الممثلة في رئيسها عبدالله الثني ولمساندة السلطات الليبية في تحقيق تطلعاتها نحو الاستقرار والازدهار». وتمنى أن «تتلاشى مظاهر العنف والقوة واستعمال السلاح وأن يسود السلام والأمان والاستقرار».

كذلك أعرب الناطق باسم الخارجية المصرية عن إدانة بلاده «بكل قوة التفجير الإرهابي الآثم الذي استهدف محيط السفارة المصرية في طرابلس، والذي يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية وحرمة مقار البعثات الديبلوماسية، ويسيء إلى العلاقات التاريخية وروابط الدم التي تجمع بين مصر وليبيا وشعبيهما الشقيقين».

كما أدان عبد العاطي بأشد العبارات سلسلة التفجيرات الأخيرة التي استهدفت سفارات أخرى ومنشآت ليبية عامة، سواء في طرابلس أو طبرق أو البيضاء خلال اليومين الماضيين، مؤكداً أن «هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية الخسيسة إنما تستهدف المساس بتطلعات الشعب الليبي في الحرية والاستقرار والأمن، وتقوض عملية بناء مؤسسات الدولة في ليبيا، فضلاً عما تمثله من تدمير للجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار من قبل الحكومة الليبية».

ورأى أن هذه التفجيرات تثير الشكوك في جدوى الحوار مع «جماعات ظلامية إرهابية ترفض تسليم السلاح ونبذ العنف والإرهاب»، كما تؤكد «سلامة الطرح المصري بضرورة الالتزام بالضوابط المنصوص عليها في مبادرة دول الجوار الليبي».

ويأتي التفجيران أمام السفارتين على خلفية الاحتجاجات والتظاهرات التي نظمتها جماعة «فجر ليبيا» المسيطرة على العاصمة، ضد البلدين اللذين اتهمتهما بمساندة اللواء خليفة حفتر وقصف أهداف في طرابلس. كما نادت الجماعة في بيانات بقطع العلاقات مع البلدين لاستقبالهما أعضاء في البرلمان المنعقد في طبرق ومسؤولين في حكومة الثني المنبثقة عنه.

وليل أمس حذرت «فجر ليبيا» امن خروج سكان طرابلس للتظاهر وإحياء الذكرى الاولى لـ»مجزرة غرغور» التي قتل وجرح فيها عشرات المدنيين. وقال المكتب الاعلامي للميليشيات عبر «فايسبوك» إنها «ستضرب بيد من حديد كل من يخرج في مظاهرة لاحياء الذكرى».

وفي 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 تظاهر سكان العاصمة في منطقة غرغور للمطالبة بخروج المليشيات من طرابلس تنفيذا لقرار اتخذه المؤتمر الوطني العام. وبعد وصول المظاهرة إلى هذا الحي اطلق مسلحون النار على المظاهرة ما أودى بحياة نحو 53 مواطنا وجرح أكثر من 450 آخرين.