خبر مروان البرغوثي مع الانتفاضة المسلحة د. فايز أبو شمالة

الساعة 04:31 م|13 نوفمبر 2014



ثلاث مناطق في فلسطين تشهد مواجهات عضد العدو الإسرائيلي، ثلاث مناطق تلتقي فيما بينها على مقاومة الغاصب المحتل، وكسر حالة الصمت التي تحيط بمجمل القضية الفلسطينية، ثلاث مناطق تضم قطاع غزة الذي خاض ثلاثة حروب دفاعاً عن فلسطين، ورفضاً للخضوع، وتضم القدس التي تعيش المواجهة اليومية ضد المتطرفين اليهود، وتضم فلسطيني 48 الذين يرفضون العدوان الذي يضرب كل مناحي حياتهم.
ثلاث مناطق في فلسطين تتميز بخروجها عن نفوذ السلطة الفلسطينية، قبل أن تخرج على العدو الإسرائيلي، ثلاث مناطق في فلسطين لا ينطبق عليها قانون التنسيق الأمني، ولا وجود لقوات السلطة الفلسطينية بين ظهرانيها، لذلك انفجرت على هوى الكرامة، وتحدت قوى العدوان، وهي تشق طريقها ثائرة متمردة على كل أشكال الخنوع.

ثلاث مناطق في فلسطين ترسم معالم المرحلة، وترنوا إلى ضلعها الرابع الذي تمثله مدن الضفة الغربية غير منزوعة النخوة، ثلاث مناطق تنتظر التواصل الثوري والارتباط العضوي بالعمود الفقري الذي يمد الانتفاضة بقيمتها الإنسانية، وطاقتها المقاومة، ثلاث مناطق لا تأتلق انتفاضتها إلا إذا تم شحنها بطاقة الشباب من مدينة نابلس وجنين وأريحا والخليل وقلقيلية، وطوباس، ومخيم الدهيشة وبلاطة وبلدة دورا وبيت لحم، إنها أرض الضفة الغربية التي تمثل العمق الاستراتيجي للمواجهة الموجعة مع العدو الإسرائيلي.

وإذا كانت المناطق الجغرافية الفلسطينية المنتفضة تنتظر الضفة الغربية، فإن المناطق الروحية والثقافية للإنسان الفلسطيني تنتظر حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح، تلك الحركة التي لا يمثل تاريخها إلا الشهداء وعلى رأسهم الشهيد أبي عمار، ولا يرسم فجر حريتها إلا مسيرة الأسرى، وعلى رأسهم القائد مروان البرغوثي؛ السجين الذي تمرد على ضياع البوصلة والانصياع، فقال من خلف الأسوار كلاماً لم يجرؤ على ترديده أي مسئول فلسطيني، لقد قال القائد الأسير مروان البرغوثي بلسان فصيح: على الشعب الفلسطيني أن يحمل السلاح ضد الاحتلال، فهذه المفاوضات عبثية، والتنسيق الأمني خيانة للوطن، ويجب أن تكون الضفة الغربية جزءاً من الانتفاضة الفلسطينية، يجب أن يشارك شباب الضفة الغربية في مقاومة المحتلين، وما دون ذلك هو إضاعة للزمن، وتحايل على الشعب، وتسويف للقضية.

انتهى حديث الأسير مروان البرغوثي، لتبدأ الإجراءات الإسرائيلية الذي قضت بعزله انفرادياً لمدة أسبوع، إن معاقبة الأسير الذي طالب بحمل السلاح لتفضح عيوب كل أولئك الذين ينسبون أنفسهم إلى القيادة، وهم يتنقلون تحت سمع وبصر أجهزة الأمن الإسرائيلية من الشمال إلى الجنوب، وينقلون الأموال المنهوبة من البنوك إلى الجيوب.