خبر لنغير الرؤيا- هآرتس

الساعة 10:12 ص|13 نوفمبر 2014

بقلم: أسرة التحرير

مصاعب جهاز التعليم في اسرائيل معروفة جيدا: انجازات متدنية وفوارق كبيرة في اختبارات المعرفة، الدولية والمحلية؛ عدم مساواة في الاستثمار العام في الاولاد من الفئات الاجتماعية المختلفة؛ وطرق تعليمية محافظ، تشدد بقدر أكبر على الحفظ وبقدر اقل على التفكير المستقل. لقد كشفت أحداث الصيف الاخير وموجات الكراهية التي جلبتها معها أيضا الحاجة العاجلة للمدارس للتصدي لمشكلة العنصرية بين الاولاد والفتيان وخطر هشاشة الديمقراطية في اسرائيل.

 

لقد كان جواب وزارة التعليم على هذه المشاكل حتى الان يتراول بين الجزئي وغير الملموس. فقرار الوزارة ادخال موضوع جديد في مجال اليهودية يبرز سلم الاولويات الحقيقي لوزير التعليم شاي بيرون وللحكومة. وحسب البرنامج، الذي كشفت "هآرتس" النقاب عنه أمس (اور كشتي ويردين سكوب) فان موضوع "الثقافة اليهودية – الاسرائيلية" سيدخل الى جهاز التعليم على مرحلتين: في السنة الدراسية الحالية ستعقد في المدارس "لقاءات تعلم وتجارب" حول نصوص يهودية، ولا سيما من "التناخ" (التوراة، الانبياء، والكتب) والتلمود، المخصصة للتلاميذ ولاهاليهم،

 

وفي السنة التعليمية القامة يطبق برنامج تعليم جديد، من الروضة وحتى الصف العاشر. والموضوع ليس مخصصا لعموم تلاميذ جهاز التعليم؛ فهو سيعلم فقط في المدارس اليهودية وفقط في التيار الرسمي.

 

وسينضم الموضوع التعليمي الجديد لجهاز مفهم منذ الان بالمضامين اليهودية والتراث، التي تعلم في كل الاعمار طوال السنة الدراسية، في جهاز التعليم الرسمي وغير الرسمي. مضامين التراث والتقاليد اليهودية تعلم في مواضيع مثل "التناخ"، التاريخ والاداب، في الرحلات المدرسية وفي نشاطات حركات الشبيبة.

 

البرنامج الجديد هو مرحلة اخرى في التحول الديني المستمر لجهاز التعليم. والمسيرة نفسها يجتازها الجيش الاسرائيلي ايضا. يبدو أن هناك علاقة بين هذه وبين اقامة مديرية الهوية اليهودية في 2013 وعلاوة الميزانية الاخيرة التي تلقتها. ينشأ الانطباع بان الحكومة تستثمر مقدرات لا تنتهي في النشاط الديني وفي محاولات الترويج والنشر للدين.

 

ولكن مشكلة جهاز التعليم ليست في غياب المضامين الدينية وتصميم الهوية اليهودية. فمن هذه يوجد ما يكفي كثيرا. "رؤيا التجدد اليهودي" – احدى البشائر المركزية للبرنامج الجديد – يجب أن تستبدل برؤيا تجدد القيم الديمقراطية والليبرالية في المجتمع الاسرائيلي وكذا بالتطلع الى الامتياز، حيث اخفاق جهاز التعليم.