خبر ثلاثة أخطاء وهاوية- هآرتس

الساعة 10:09 ص|13 نوفمبر 2014

ثلاثة أخطاء وهاوية- هآرتس

بقلم: آري شبيط

(المضمون: في الوقت الذي سعى فيه المجتمع الدولي الى عمل سلام غير واقعي تسبب بطريقة غير مباشرة بتصعيد الاحداث والابتعاد عن السلام - المصدر).

 

الخطأ الاول كان اليمين الاسرائيلي. اذا نشبت هنا انتفاضة ثالثة – ستكون مسؤولية ذلك أولا وقبل كل شيء على المستوطنين. غوش ايمونيم هي التي سيطرت على البنية السياسية من خلال السيطرة على الليكود، عن طريق اقامة "البيت اليهودي" وعن طريق التحالف مع يئير لبيد. غوش ايمونيم هي التي تسببت بأن تبث البنية السياسية الاستيطان فقط، استيطان، استيطان. غوش ايمونيم هي التي لم تترك نقطة هواء داخل الغرفة وحولت اسرائيل في العالم مثل جنوب افريقيا وهي تعتبر في الشرق الاوسط مثل روديسيا.

 

المستوطنون خلقوا صف مرتب منضبط لاصهيوني ومتطرف ويدمج في داخله عبقرية سياسية (في كل ما يتعلق بالمستوطنات) وتصميم سياسي (في كل ما يتعلق بالمستوطنات في الساحة الدولية)، وكان نتنياهو يقول كما قال البروفيسور تسيون مرة بعد اخرى إنه لا يوجد خطر أكبر من الخطر الموجود في الصبيانية المسيحانية. لا يجب أن تكون يساريا متطرفا كي تفهم أن خراب صهيون من يهودا والسامرة يهدد كل شيء. هم لا يتعاطون بليونة سياسية ولا بابداع سياسي، وقد يتسببون بكارثة على الدولة اليهودية الديمقراطية.

 

الخطأ الثاني كان للفلسطينيين. اذا نشبت هنا انتفاضة ثالثة – ستكون مسؤولية ذلك على القيادة الفلسطينية، التي أعاقت استمرار المفاوضات من اجل منع اسرائيل من القيام بحرب سياسية، وهي السبب في وجود حرب عسكرية في جميع أنحاء البلاد. من اختار اقامة حكومة مع حماس هو الذي تسبب بازدياد قوة حماس في المجتمع الفلسطيني. من تعامل مع قتلة على أنهم أبطال – هو الذي لعب بالنار وزاد من تأجيجها، وهو يجد نفسه الآن داخل النار. لا يمكن الاستمرار في التعاطي مع زعيم وطني عمره 79 عاما كولد عمره 9 سنوات، وأنه لا يتحمل مسؤولية افعاله. الزعيم الفلسطيني الذي يبدو معتدلا يقود عمليات سلبية وفظة في العام الاخير، وهذه أدت الى زعزعة الاستقرار. وسواء رغب بذلك أم لا فان الخط الذي تسير فيه رام الله قد يعود بالكارثة على الشعب الفلسطيني.

 

الخطأ الثالث كان للمجتمع الدولي، اذا نشبت هنا انتفاضة ثالثة – ستكون مسؤولية ذلك على القيادة العالمية للسلام. مطاردة السلام لا تتداخل مع منع الحرب. ففي ظروف معينة، محاولة غير واقعية للوصول الى السلام من شأنها أن تؤدي الى تدهور عنيف. رأينا ذلك عام 2000 وكان من المفترض أن نأخذ عبرة عام 2000، وكان من المفترض أن نعرف أن التسلق الغير مسؤول لقمة السلام قد ينتهي بسقوط يكسر العظام. لكن القيادة العالمية لم تر، لم تتذكر، لم تفهم ولم تستوعب. هي بادرت الى عملية سلمية منفصلة تماما عن الواقع ولم تقُد سوى الى التحطم.

وعندما تحطمت العملية بالفعل – قبل ثمانية اشهر – فان قيادة السلام لم تكلف نفسها عناء استبداله بسلام بديل. وأبقت وراءها فراغا خطيرا امتلأ بحرب غزة في عام 2014، وازدياد التطرف ايضا في اسرائيل وفي فلسطين. من كان ينوي انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في الربيع الاخير تسبب بسلسلة أحداث زادت من حدة الصراع ومن شأنها أن تسبب الكارثة لنا جميعا.

ما زال من المسموح لنا أن نأمل ألا تندلع هنا انتفاضة ثالثة بالكامل، لكن العنف الذي حدث في الاسبوع الاخير يبشر بالسوء. الاخطاء الثلاثة للعامين الاخيرين خلقت واقعا أشبه بالهاوية. في اللحظة الاخيرة التي بقيت لنا من الواجب بذل الجهود الكبيرة من اجل الابتعاد عن الهاوية، ومن المفترض أخذ الدروس وأن نتغلب على المخطئين، وأن نختار طريق بديلة نحو السلام.