خبر سحب المواطنة بالهراء- هآرتس

الساعة 10:23 ص|12 نوفمبر 2014

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: سحب المواطنة ليس بالأمر السهل لأنه في المقابل هناك حقوق أساسية للانسان، وحتى إن كان قاتلا فلا يمكن سحب مواطنته بشكل سهل - المصدر).

 

وُجد الحل لاحباط رئيس الحكومة من وجود عرب في دولة اسرائيل. "سأعطي التوجيهات لوزير الداخلية لفحص امكانية سحب المواطنة من الذين يدعون الى تدمير دولة اسرائيل". وقد أعلن عن ذلك بعد المواجهات في كفر كنا إثر مقتل خير الدين حمدان.

 

يجب التزود بمجهر لفحص النص. نتنياهو لم "يأمر" وزير الداخلية بسحب المواطنة، بل هو فقط "يعطيه توجيهات للفحص". نتنياهو ايضا لم يقل بوضوح إنه يقصد العرب، وقام بتمويه المخالفة التي على إثرها تسحب المواطنة.

 

إن مخالفة "الدعوة لتدمير اسرائيل" ليست موجودة في القانون المدني. وحتى التعديل على هذا القانون الذي تمت مصادقته عام 2011 حسب اقتراحات دافيد روتم وروبرت الطوف (اسرائيل بيتنا)، يعطي المحكمة أو السلطات الادارية الصلاحيات بسحب المواطنة فقط ممن تمت إدانته بالتجسس، بالتجسس (وليس فقط بالتجسس الخطير)، بأعمال ارهابية أو المس بسيادة الدولة.

 

الصياغة الحذرة لرئيس الحكومة لا تعني شيئا إلا اذا تم اعتبار العشرات من سكان كفر كنا ارهابيين أو كمن أحدثوا الاضرار لسيادة دولة اسرائيل. ولكن ليس هناك مثل القاء الكلمات التي تحرج المواطنين وتهدد بشن الحرب عليهم. كلنا نعرف من "ينادي بتدمير اسرائيل"، كلنا نفهم أن الارهاب الاسرائيلي يستطيع الخروج فقط من بيوت الفلسطينيين مواطني الدولة.

 

نتنياهو لا يوجه إصبع الاتهام الى نشطاء "شارة الثمن" أو للمخلين بالنظام الذين هاجموا الجنود والشرطة في يتسهار، وايضا ليس ليغئال عمير. في الدولة اليهودية فقط اليهود يستطيعون أن يكونوا ارهابيين بدون خوف على فقدان المواطنة. فقط اليهود يستطيعون اجراء المفاوضات مع حماس أو الالتقاء مع نشطاء ارهابيين دون أن تقدم ضدهم دعوى حول "اتصال مع جهات غريبة" أو "مساعدة منظمة ارهابية"، هذه الاعمال التي تعتبر سببا لسحب المواطنة.

 

مواطنة عرب اسرائيل ستكون دائما مع وقف التنفيذ. وهي أشبه بالصدقة التي قدمتها الدولة لمن تعتبره عدوا طبيعيا. وبكونه عربيا فهو يسعى الى "تدمير اسرائيل" أو على الأقل هو مستعد لمساعدة من يطلب ذلك. التعبير الشامل الذي استخدمه نتنياهو "ينادون بتدمير اسرائيل" موجه الى العرب في اسرائيل، وبنفس القدر الى ايران، حزب الله وحماس وتلوينهم بلون داعش. من هنا فان الطريق قصير الى شعار "عرب اسرائيل هم داعش وداعش هو عرب اسرائيل". وبالطبع لا يريد أحد اعطاء المواطنة الاسرائيلية لنشطاء داعش.

 

يستطيع افيغدور ليبرمان ضرب رأسه بالحائط لأنه اكتفى بشعار "لا توجد مواطنة بدون ولاء". هذا الشعار ضعيف ويترك للعرب الذين سيوافقون على انشاد النشيد الوطني والوقوف عند اطلاق الصافرات في يوم احياء الذكرى، فرصة للحفاظ على مواطنتهم. وقد قام بتصحيح خطئه عندما اقترح فصل المثلث عن الدولة اليهودية ونقله الى الدولة الفلسطينية. وفي جميع الاحوال الاثنان يعتبران المواطنة حق مشروط بالسلوك.

 

ولسحب المواطنة في اسرائيل توجد مكانة للعقوبة الطبيعية. يمكن أن تُضم لاعطاء مخالفة أو السجن، ولكن بخلاف السجناء العاديين فانها تأخذ من المعاقب مكانته السياسية وحقوقه الاساسية. ولا يكفي القتل من اجل سحب المواطنة، حيث توجد حقوق للانسان حتى وإن كان قاتلا. وقد رفضت محكمة العدل العليا الدعوى التي طلبت سحب مواطنة يغئال عمير. ونتنياهو يعرف أهمية الحقوق عندما يحول سحب المواطنة الى موضوع هزلي. وقد يكون ذلك غير مهم لأن المواطنين العرب هم مواطنون من الدرجة الثانية.