خبر نفقد السيطرة- يديعوت

الساعة 10:56 ص|11 نوفمبر 2014

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: القمع والردع موجه للمدى القصير من اجل وقف الفوضى وهي لا تزال في مهدها. ولكن الحل للمدى البعيد يوجد في مكان آخر: في الحديث، في معالجة الظلم وفي الحوار مع المواطنين متساوي الحقوق - المصدر).

 

هذا هو السياق سيء الصيت لايام الانتفاضة: لا تكون تمكنت بعد من هضم العملية الاولى في الصباح فاذا بك تغرق في العملية التالية، ويفقد القلب نبضة اخرى لانك تعرف بان في غضون ساعة أو ساعتين ستقع مجددا عملية اخرى. وقد بتنا منذ الان نشعر بثقل التهديد على الامن الشخصي، كل واحد بنفسه، دون انتظار للتعليمات من فوق: فهل نسافر الى القدس أم لا؟ هل نصعد الى الباص ام لا؟ هل ننتظر في محطة القطار أم لا؟ هل نقطع الخط الى الطيبة أم لا؟ هل

 

نتجاوز وادي عارة أم لا؟ اذا لم يتوقف الجنون الان، فسنجد أنفسنا في ذات الايام المظلمة للانتفاضة الثانية.

 

وفي هذه الاثناء، بين عملية وعملية، هذر لا ينتهي: مفتش عام يتسلى بالحديث كالمحلل عن الحاجة الى الامن ووزير امن داخلي يثرثر حتى الجنون "نحن سنريهم". وفي رأس الهرم: رئيس الوزراء نتنياهو، الذي ليس لديه أي فكرة ما العمل. وبالتالي، مثلما هو الحال دوما يطلق الى الهواء حماسة وطنية ترمي الى الابعاد عن نفسه للمسؤولية وتسخين الجبهات. يعطي الانطباع بان الدولة واذرع الامن فيها تفقد السيطرة على الاحداث.

 

الميدان لا يتأثر بالتهديدات ومن التأهب المتصاعد للشرطة. فالصورة التي ترتسم اليوم هي انه لا يوجد خوف من الحكم، على جانبي الخط الاخضر. شاب عربي اسرائيلي يهدد الشرطة بسكين، وكل الشارع العربي يصخب لانهم اطلقوا النار عليه. ينبغي فحص سلوك الشرطة ومعاقبتهم اذا كانت حاجة، ولكن حقيقة أن الشاب لم يخشَ مهاجمة الشرطة تدل على الاجواء: يمكن الاستخفاف بالشرطة وبالقانون. والمخرب من نابلس هو الاخر الذي قتل أمس جنديا في قلب تل أبيب فعل هذا عندما كانت الشرطة في حالة تأهب قصوى.

 

نحن نوجد في مسيرة انتقال من ارهاب عفوي يترافق وأعمال اخلال بالنظام شعبية الى ارهاب شعبي ينتقل الى كل صوب. المرحلة التالية، التي تنتظر خلف الزاوية، هي الارهاب بالسلاح الناري. وكل هذا يجري على جانبي الخط الاخضر الذي يذوب ويربط الارهاب الفلسطيني في الضفة مع أعمال شغب عرب اسرائيل. لم يعد الحديث يدور فقط عن حجارة في وادي عارة او اطارات مشتعلة – فعلى هذا لشدة الاسف اعتدنا. أول أمس حاول عرب اسرائيليون في الطيبة تنفيذ فتك بمواطن بريء على مسافة دقيقتين من كفار سابا. ومثلما في الانتفاضة اياها، نحن نتلقى الاحداث وكأنها قدر من السماء.

 

ثلاثة محركات تقود قاطرة العنف. الاول هو فقدان الخوف من الحكم. المحرك الثاني هو التحريض الذي لا جماح له من القيادة العربية الاسرائيلية والفلسطينية. وفوق كل هذا يرفرف اعجاب الشبيبة بداعش. السكين الذابحة في اليومين الاخيرين اخذت مباشرة من هناك. والمحرك الثالث يرتبط بمكان العرب في المجتمع الاسرائيلي: مشاعر الظلم لديهم – عن حق أم عن غير حق – تغذي العداء المتعاظم وتقف خلف انفجارات العنف. لاسرائيل نصيب في هذا بفضل السياسيين من اليمين المتطرف ممن يبادرون الى مشاريع قوانين استفزازية تشطب كل امل في تسوية مستقبلية.

 

مشاعر الظلم لا يمكن حلها بجرة قلم. ولكن اعادة الخوف من الحكم يمكن وواجب تحقيقه بسرعة وبقوة. محظور التنازل عن اعتقال المشاغبين العرب في القدس وفي كل نقطة في البلاد – حتى لو اضطروا الى بناء سجن آخر لهم. وكذا المسؤولون عن محاولة الفتك في الطيبة يجب أن يعرفوا: فهم سيلقى القبض عليهم وسيمكثون في السجن. اما على بؤرة الاستهداف فلا ينبغي أن يكون بالضرورة كل طفل يرشق حجرا، بل كل من يقف خلف التحريض، يشجع العنف ويستخدم الحجارة، المفرقعات والزجاجات الحارقة.

 

ان سياسة القبضة الحديدية معناها أيضا تفجير البيت الذي سكن فيه المخربون وعائلاتهم. لا مفر من ردع السكان الفلسطينيين في الضفة حيث خرج حملة السكاكين والداهسين. وكذا سكان المنطقة في نابلس حيث خرج القاتل في تل أبيب أمس لا يجب أن يتلقوا تصاريخ عمل في اسرائيل. لا يمكن معالجة الارهاب دون عقاب محيطي، لان المكان موبوء: المخرب صحيح انه قتل وحده ولكنه لم يأتِ من القمر. فقد صلى في مسجد ما حيث تغذى من التحريض، وفي محيطه يجب أن يعرفوا بان هناك ثمنا جماعيا لافعالهم.

 

هذه ليست حملة شرطية أخرى. هذا ليس تركيزا آخر للجهود. هذا يجب أن يكون مشروع شرطة اسرائيل بكل فروعها وأذرعها، بالتعاون مع المخابرات، من الان فصاعدا حتى اشعار آخر. والهدف هو اعادة سلطة القانون داخل الخط الاخضر الى المناطق التي فصلت نفسها عن الدولة، وخارجه، في البؤر حيث ينمو القتلة.

 

كل شيء موجه للمدى القصير من اجل وقف الفوضى وهي لا تزال في مهدها. ولكن الحل للمدى البعيد يوجد في مكان آخر: في الحديث، في معالجة الظلم وفي الحوار مع المواطنين متساوي الحقوق.