خبر صحيفة :وساطات فصائلية لتطويق خلافات فتح وحماس وترتيب لقاء بين الحركتين

الساعة 06:18 ص|11 نوفمبر 2014

وكالات

علمت صحيفة «القدس العربي» من مصادر مطلعة أن وساطات تقوم بها شخصيات فلسطينية من عدة فصائل وتنظيمات في محاولة لوقف التصعيد القائم وحالة التشنج في العلاقات بين حركتي فتح وحماس، في أعقاب التفجيرات التي طالت منازل قادة فتح في غزة، وإلغاء مهرجان إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وما تبعها من زيادة حدة التراشق الكلامي بين الحركتين، التي تنذر بانعكاسها على اتفاق المصالحة.

وحسب مصادر واسعة الإطلاع فقد أجريت اتصالات مكثفة مع قيادات فتح وحماس، في قطاع غزة والضفة الغربية، بهدف التوصل لإيقاف مسلسل الخلافات، الذي بدأ يأخذ منحى خطيرا، ويهدد مستقبل الوحدة الوطنية واتفاق المصالحة.

وكشفت المصادر لـ «القدس العربي» أن الهدف الرئيسي للاتصالات هو وقف «التراشق الإعلامي»، وعقد لقاء قريب بين الحركتين، لوضع حد لما جرى، وفتح صفحة جديدة في العلاقات، بهدف استكمال باقي ملفات المصالحة. وأشارت المصادر في هذا الخصوص إلى أن جهود المصالحة الأخيرة التي كانت ستتمثل بعقد لقاء على هامش إحياء ذكرى عرفات في غزة، توقفت تماما، خاصة وأن هذا اللقاء كان سيبحث تطبيق باقي بنود المصالحة، وأهمها تفعيل المجلس التشريعي.

وتعد أبرز الوساطات القائمة بين فتح وحماس، تلك التي تقوم بها حركة الجهاد الإسلامي، من خلال مسؤول العلاقات الوطنية في الحركة خالد البطش، الذي عقد أمس في هذا الإطار لقاء مع الدكتور زكريا الأغا، مفوض تنظيم حركة فتح في غزة، عقب لقاء عقده مع قيادات من حماس.

وقال البطش الذي يشغل أيضا منسق القوى الوطنية والإسلامية في غزة إنه طلب من الطرفين وقف التصعيد الإعلامي «كي لا تتوتر الأوضاع أكثر». وأكد أيضا على أنه لا توجد أي قطيعة في قطاع غزة بين فتح وحماس، وأنهم يأملون أن لا يكون ما حدث سببا لوقف إجراءات المصالحة.

إلى ذلك فقد أشار إلى أن القوى الوطنية والإسلامية التي شكلت لجنة سداسية لمتابعة التحقيق الذي تجريه أجهزة الأمن في غزة، لكشف مرتكبي حادثة تفجير منازل قادة فتح، تنظر لأن تتطلع اإلى نتائج التحقيقات، وكشف الجناة لتقديمهم إلى المحاكمة.

وكان الدكتور ناصر الشاعر الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية العاشرة التي شكلتها حركة حماس في عام 2006، قال إنه تم عقد لقاءات واتصالات فلسطينية على أعلى المستويات لتطويق تداعيات أزمة تفجيرات قطاع غزة. وأشار إلى أنه تم في هذا الخصوص عقد لقاء مطول في رام الله ضم وزراء ونوابا عن التشريعي مع رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، كان الهدف منه إنهاء التوتر، وعدم العودة إلى المربع الأول.

وأكد أن الاتصالات مستمرة على أعلى المستويات لـ «منع تفاقم الأوضاع والتداعيات لهذه التفجيرات وتقديم الفاعلين إلى المحاكمة».

وتفاقم حجم الخلاف بين فتح وحماس، بعد أن أعلنت حركة فتح أن حركة حماس منعتها من إقامة مهرجان لإحياء ذكرى عرفات، بعد أن أخذت موافقة على الأمر، وشرعت بإقامة الترتيبات اللازمة.

ولم تقنع حركة فتح تبريرات وزارة الداخلية في غزة بأنها لن تكون قادرة على تأمين المهرجان من الناحية الأمنية، وقالت إن الداخلية حين أعلنت عن الأمر لم تنتظر قرار فتح، واستبقته بالطلب من القائمين على المهرجان بإزالة المنصة الرئيسة، وطلبت من شركات الحافلات عدم نقل ناشطي فتح للمهرجان الذي كان سيقام اليوم الثلاثاء.

وعلى لسان أكثر من مسؤول فتحاوي كبير، كان بينهم الدكتور زكريا الأغا الذي أعلن الأحد عن اضطرار فتح لإلغاء المهرجان، تم التأكيد على أن لهذا الحدث تداعيات سلبية كبيرة على المصالحة.

وسبق إلغاء المهرجان أن شهدت مدينة غزة ومناطق الشمال فجر الجمعة تفجيرات طالت منازل قادة فتح، إضافة إلى منصة الاحتفال الرئيسة بذكرى استشهاد الرئيس عرفات، ووقتها حملت فتح حماس المسؤولية عن ذلك، كونها هي من تتحكم بأمن غزة، رغم أن حركة حماس نددت بالهجوم، وطالبت بمعاقبة الفاعلين.

وكانت حماس قد رفضت الزج باسمها من قبل فتح، بوصفها مسؤولة عن إلغاء المهرجان، وقالت إن الإلغاء «شأن فتحاوي داخلي ولا علاقة لها به»، ودعت فتح لعدم تصدير أزماتها الداخلية للغير. وواصلت حركة فتح رفض مبررات حركة حماس، وقال الناطق باسم فتح في غزة فايز أبو عيطة، أن «التبريرات التي ساقتها حركة حماس بإلغاء مهرجان إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات أبو عمار في ساحة الكتيبة بمدينة غزة تهرب من المسؤولية، تحت حجج وذرائع واهية ومرفوضة».

وأكد أن حماس على المستويين السياسي والأمني أبلغت قيادة فتح رسميا بعدم استطاعة أجهزتها الأمنية تأمين المهرجان، أو حماية المشاركين فيه، ثم تبع ذلك طلب الأجهزة الأمنية من القائمين والمشرفين على التحضير إخلاء ساحة الكتيبة، وكذلك الطلب من أصحاب شركات النقل والمواصلات عدم تأجير الباصات للحركة، وإبلاغ أصحاب المطابع بعدم طباعة أي منشورات، أو ملصقات تتعلق بالمهرجان.

وقال «على ضوء ما تقدم، فإن قيادة حركة فتح ترى أن تراجع أجهزة حماس في غزة عن تعهدها السابق بتوفير الأمن للمشاركين بالمهرجان ينطوي على دلالات خطيرة على أمن وسلامة المواطنين، الأمر الذي دفعها بكل حزن وألم وأسف إلى الإعلان عن إلغاء المهرجان، حفاظا على أمن وسلامة أبناء شعبنا».

وأكد أن إلغاء المهرجان «لم يكن شأنا داخليا، بل إن الإجراءات التي أقدمت عليها حماس حالت دون الاستمرار في التحضير», واعتبر أبو عيطة أن حديث حماس عن خلافات داخلية في فتح هي التي أدت إلى إلغاء المهرجان «مجرد شماعة ومبررات لا قيمة لها».

واستذكر بهذا الخصوص، مهرجان انطلاقة فتح الذي أقيم في ساحة السرايا في 4 كانون الثاني/ يناير 2013، دون أن تحدث أية إشكالية داخلية، «رغم الترويج الذي سبق مهرجان الانطلاقة عن وجود خلافات داخلية في فتح». واعتبر أن إدانة حماس للتفجيرات التي استهدفت قيادات فتح في غزة «غير كافية»، مطالبا بـ»تحقيقات جدية تؤدي إلى الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة».