محللان سياسيان يدعوان الفصائل الأخرى لتطويق الازمة وإنقاذ الموقف

خبر سيناريو العلاقة المقبلة بين 'فتح' و'حماس' وتأثيراتها على مصالح الناس بغزة

الساعة 04:09 م|09 نوفمبر 2014

غزة

 دفع عودة التراشق الإعلامي بين حركتي (فتح) و(حماس) في الأيام الأخيرة بشرائح واسعة في الساحة الفلسطينية لأبداء مخاوفها بأن يلقي ذلك التراشق بظلاله على الحالة الفلسطينية الداخلية، وعودة الفلتان الأمني، وإمكانية تأثير تلك التصريحات النارية من الطرفين على سير الملفات التي وصفوها بـ"الحساسة" كملف المصالحة والإعمار والبت في قضايا الموظفين.

 وكانت حركتا (حماس) و(فتح) تراشقتا إعلامياً على خلفية الانفجارات -مجهولة المصدر- التي استهدفت منصة إحياء ذكرى استشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبو عمار"، بالتزامن مع تفجير طال ممتلكات تخص قيادات في حركة (فتح).

 حركة (فتح) قررت إلغاء مهرجان الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد عرفات، محملةً حركة (حماس) مسؤولية التفجيرات والتهديدات التي طالت عدد من قادتها، بينما قالت حماس على بيان تبع مؤتمر (فتح) إن "إلغاء مهرجان عرفات قرار فتحاوي داخلي لا علاقة لها به"، مستهجنةً تحميلها مسؤولية التفجيرات وما تبعها من إلغاء للمهرجان.

 "فلسطين اليوم" حاورت محللين سياسيين لإستباط طبيعة العلاقة بين حركتي فتح وحماس وما ستضفيه تلك الأحداث من عواقب قد تطال الملفات الحساسة في ظل الظروف المأسوية التي تعصف في المواطنين في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الغاشمة التي استمرت 51 يوماً على توالي.

 

مرحلة صعبة

 الكاتب والمحلل السياسي أ. حسن عبدو يرى ان إحياء مهرجان ذكرى استشهاد عرفات في غزة كان سيمثل فرصة حقيقية للتقارب بين حركتي فتح وحماس أُضيعت بإلغاء الاحتفال، مؤكداً أن قطاع غزة يسير باتجاه مرحلة جديدة "صعبة" بعد حوادث التفجيرات ورسائل التهديد وما تبعها من تصريحات إعلامية وإلغاء للمهرجان.

 ويقول عبدو في تصريح لـ"فلسطين اليوم":" التفجيرات التي استهدفت ممتلكات وبوابات قادة تابعين لحركة فتح، واستهداف منصة المهرجان المركزي وما تبعها من تراشق إعلامي، وعدم الكشف عن الوجوه الحقيقية المنفذة للاعتداءات ينذر بحالة من الفوضى والفلتات الأمني".

 وأوضح عبدو أن التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس ينذر بنسف المصالحة الفلسطينية والعودة إلى مربع الانقسام المقيت، مشيراً أن تأثيرات "تضعضع" المصالحة سيؤثر على ملفات حساسة مهمة تمس المواطن الفلسطيني في الصميم كملف الإعمار الذي تشترط فيه الجهات المشرفة ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار السياسي في غزة.

 ولفت ان تجدد التراشق الإعلامي بين الحركتين سيعيق التقدم في ملفات عدة إلى جانب المذكورة سلفاً كالمياه والكهرباء، والبت في قضية صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين في غزة.

 وتوقع ان تشهد الأيام القادمة حالة من الفتور في العلاقة بين الحركتين ومزيداً من المناوشات الكلامية التي تهدد مصير المصالحة، وتلقي بظلالها على ملفات عدة حساسة.

 

 

تداعيات وخيمة

الكاتب والمحلل السياسي ا. طلال عوكل اتفق مع سابقه في أن حوادث التفجيرات وما تبعها من تصريحات ومواقف ستؤثر سلباً على طبيعة العلاقة بين حركتي فتح وحماس، الأمر الذي سيلقي بظلاله على باقي الملفات الحساسة التي تخض مصالح المواطنين.

 وأوضح عوكل في تصريحات لـ"فلسطين اليوم" أن (إسرائيل) المستفيد الوحيد من الحوادث التي وقعت خلال اليومين الماضيين، وأنها لا تخدم المصلحة الوطنية على الإطلاق مهما كانت أهدافها.

 وقال :"التفجيرات التي استهدفت مراكز وبيوت لحركة فتح وما تبعها من تراشق إعلامي سيؤثر على جميع الملفات وبانت أولها في تأجيل زيارة رئيس حكومة التوافق الوطني د. رامي الحمدلله، كما أنها ستؤثر على ملف إعادة الإعمار المرتبط والمشروط بواقع سياسي وامني مستقر بالقطاع".

 وأضاف:"نتائج التفجيرات ستكون وخيمة على الكل الفلسطيني خاصة قطاع غزة الذي حدثت على أرضه التفجيرات، وإسرائيل ستطرب لاستمرار التراشق الإعلامي بين حركتي حماس وفتح؛ الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة الانقسام الفلسطيني".

 وطالب الفصائل الفلسطينية والجهات المسؤولية بضرورة الدخول بقوة على خط التوتر بين الحركتين لتطويق الأزمة وفرض كلمتها بما أنها المتضرر الأكبر من تلك الأحداث إلى جانب الشعب الذي ستتوقف مصالحه في حال عودة الانقسام.

 

ستؤثر على ملفات عدة

عضو المجلس الثوري لحركة (فتح) زياد أبو عين  قال بصريح العبارة إن "الأحداث الأخيرة ستؤثر على طبيعة العلاقة مع حركة حماس".

 وأكد أبو عين في تصريح مقتضب لـ"فلسطين اليوم" أن الأحداث الأخيرة ستلقي بظلال سلبية وسيئة على عدد من الملفات في غزة كالمصالحة والإعمار والبت في قضايا الموظفين العسكريين في حكومة غزة السابقة.

 وأشار أن تلك الأحداث تعتبر مغنم لصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للفتها أنظار العالم والفلسطينيين عن ما يحصل في القدس من اعتداءات، متهماً حركة حماس في الضلوع فيها.