خبر جديد « مدار »: ما بعد الحرب على غزة: قراءة في التصورات الإسرائيلية

الساعة 09:57 ص|07 نوفمبر 2014

غزة

صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" كتاب تحت عنوان "ما بعد الحرب على غزة: قراءة في التصورات الإسرائيلية"، للباحثين عاطف أبو سيف ومهند مصطفى، ويقع في 100 صفحة.

يقرأ الكتاب آثار العدوان الأخير على غزة على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، وموقف إسرائيل من حركة حماس، والموقف من الرئيس محمود عباس كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن السلطة الفلسطينية، إضافة إلى القراءات الإسرائيلية لتبعات الحرب على العملية السياسية.

ويتتبع الكتاب تداعيات العدوان من خلال تفكيك العلاقات المركبة التي ظهرت خلال العدوان والمواقف الرسمية والعامة والفكرية التي وقفت وراء أو سعت إلى تفسير ما جرى.

ويخلص الكتاب إلى ان غالبية التصورات الموجودة حاليا في المشهد السياسي الإسرائيلي هي تصورات أحادية، إذ يريد نفتالي بينيت ضم مناطق "ج" بشكل أحادي الجانب، ويريد يائير لبيد ترسيم الحدود بشكل مستقل، فيما يريد ليبرمان مبادرة إقليمية تتجاوز الرئيس أبو مازن والسلطة الفلسطينية، ويبقي نتنياهو الوحيد في السلطة الذي يريد إدارة الصراع مرة أخرى مع السلطة الفلسطينية.

وبين الكتاب ان رؤية نتنياهو اتضحت أكثر فأكثر خلال السنوات الماضية، فهو يريد إبقاء الانقسام والتعامل مع غزة تحت حكم حماس ضعيفة، أو صراع فلسطيني على السيطرة على غزة بين حماس والسلطة الفلسطينية، لن تكون مشكلة من وجهة نظر نتنياهو إذا نشأ تقسيم وظائفي ثابت في غزة بناء على معادلة "السلطة في الأطراف (أي المعابر) وحماس في الوسط (السلطة في غزة)"، ذلك يضمن إبقاء الوضع القائم بأقل الخسائر السياسية والأمنية لإسرائيل، لهذا عندما أعلن نتنياهو أنه ليست لديه مشكلة في عودة السلطة إلى غزة، فهو يقصد عودتها أمنيا على المعابر، بينما يريد إبقاء حماس ضعيفة في غزة.

وتوقع الكتاب ان يحاول نتنياهو العودة إلى نقطة البداية، أي عشية تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، ويحاول أن يعيد العالم معه إلى هذه النقطة والانطلاق من هناك، مع متغير جديد: تحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية مباشرة عن قطاع غزة دون حكومة وحدة فلسطينية، لذلك ردد بعد الحرب مقولة "على الرئيس الفلسطيني الاختيار بين حماس أو إسرائيل".

كما اتضح وفق الكتاب أن نتنياهو ضعيف في تجيير أحداث تكتيكية أو لحظوية لتصوراته الاستراتيجية، فالحرب على غزة كانت بدأت صيرورتها مع خطف المستوطنين الثلاثة، وأراد نتنياهو استغلال هذا الحدث ليعود إلى نتنياهو القديم قبل بار إيلان، إلا أنه تورط في الحرب، ويبحث عن المعادلة المناسبة للخروج بأقل الخسائر السياسية منها داخليا ودبلوماسيا، ونعتقد أن معادلة السلطة في الأطراف وحماس في الوسط هي المعادلة.

ويتضح من محتويات الكتاب ان نتنياهو يتحرك ضمن دوائر كثيرة ضاغطة يحاول إدارتها كما يعرف أن يدير الأمور السياسية، الدائرة المحيطة به وهو حزب الليكود الذي لا يعترف أصلا باستراتيجية نتنياهو في إدارة الصراع، لأن الليكود يرفض حتى الآن فكرة إقامة دولة فلسطينية، وهذه مقولة يرددها غالبية الوزراء وأعضاء الكنيست، وهنالك دائرة اليمين، وما تمثله من قواعد اجتماعية لنتنياهو وهي غير راضية عن نتائج الحرب على غزة لا عسكريا ولا سياسيا، والدائرة الإقليمية التي يرى فيها نتنياهو ووزير الدفاع وحتى الخارجية أفقا سياسيا على إسرائيل استغلاله، والدائرة الدولية التي باتت ترى أن الصراع لم يعد محتملا، وأن الحل يكمن في التفاوض المباشر مع الرئيس أبو مازن والسلطة الفلسطينية.