خبر فضائح جنسية تُغلق معسكراً لتدريب الجيش الليبي في بريطانيا

الساعة 07:08 ص|07 نوفمبر 2014

وكالات


"أُغلق معسكر باسينغبورن في مقاطعة كامبريدج، بالأمر العسكري، على أن يُرحّل كل من فيه من المتدربين الليبيين على وجه السرعة". بهذه اللغة أعلم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أعضاء مجلس العموم. ووصف كاميرون حالة الانفلات وغياب الانضباط في معسكر التدريب التابع لوزارة الدفاع بـ"الأمر غير المقبول تماماً". وأكد أن "دورات التدريب الخاصة بأفراد وضباط الجيش الليبي قد أُلغيت بشكل تام".

وكانت الحكومة البريطانية قد خصّصت معسكر "باسينغبورن" التابع لوزارة الدفاع البريطانية، لتدريب حوالي 2000 عسكري من الجيش الحكومي الليبي، بهدف تدريبهم وتأهيلهم ليكونوا نواة وطليعة الجيش الليبي الجديد، على أن تُسند لهم عند عودتهم إلى بلادهم مهمة إعادة فرض القانون والنظام وتعزيز الأمن في ليبيا.

لكن تفشي عدم الانضباط، وتورّط بعض العسكريين الليبيين في فضائح جنسية، وشكاوى أهالي الأحياء المحيطة بالمعسكر، دفع بالحكومة البريطانية الى إلغاء دورات التدريب وترحيل العسكريين الليبيين إلى بلادهم على وجه السرعة.

وبالفعل فقد تم ترحيل 45 عسكريّاً من المتدربين الليبيين، يوم الأربعاء الماضي، على أن يتم ترحيل الفوج المتبقي من نحو 250 عسكريّاً ليبيّاً في الأيام المقبلة. مع العلم أن الانضباط انهار في المعسكر، ووقعت الكثير من حوادث الشجار والعراك بين المتدربين أنفسهم، ومع مدربيهم من الضباط البريطانيين.

"
ما أثار مخاوف سكان المنازل المحيطة بالمعسكر، هو ثبوت تورط بعض المتدربين الليبيين في أحداث تحرش جنسي، واغتصاب كان ضحيتها رجال ونساء من أهل الأحياء المجاورة للمعسكر

"

وقد اشتكى السكان المحليون للسلطات البلدية ولأعضاء في مجلس العموم ومسؤولين في وزارة الدفاع، وعبّروا في شكواهم عن مخاوف على سلامتهم الشخصية، خصوصاً بعد رؤية متدربين ليبيين يقفزون فوق السياج المحيط بالمخيم، ويختبئون بين المنازل في طريقهم لشراء الكحول من المتاجر المحلية.

وما أثار مخاوف سكان المنازل المحيطة بالمعسكر، هو ثبوت تورط بعض المتدربين الليبيين في أحداث تحرش جنسي، واغتصاب كان ضحيتها رجال ونساء من أهل الأحياء المجاورة للمعسكر. وقد وُجّهت، في الأسبوع الماضي، تهمة اغتصاب رجل لاثنين من المتدربين، كما اعترف اثنان آخران بتهمة الاعتداء الجنسي، وتمّ الحكم على عسكري خامس بالجرم نفسه.

واتهم بعض المتدربين بالاعتداء الجنسي على ثلاث نساء في ليلة واحدة، في حين ادّعت عاملة نظافة في المعسكر أنها تعرضت للتحرش من بعض المتدربين الليبيين. وتمّ اتهام اثنين من المتدربين باغتصاب رجل في الحديقة. كما سادت المعسكر حالة من عدم الانضباط للأوامر والقواعد العسكرية، وسجّلت إدارة المعسكر، أن واحداً من بين كل 10 متدربين رفضوا إطاعة الأوامر.

وأعلن كاميرون أمام مجلس العموم، أنه اتخذ قرار إغلاق المعسكر في مجلس الأمن القومي، في اجتماع عُقد في يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما أمر بوقف دورات التدريب تماماً، وإعادة المتدربين إلى ليبيا في الأيام المقبلة، بعد أن بلغت حالة الفوضى حدّاً لا يُطاق، وبلغ سوء سلوك المتدربين الليبيين حدّ القيام بأعمال إجرامية.

أما قائد الجيش البريطاني، الجنرال نيكولاس كارتر، فقد أكد أن "لجنة تحقيق مختصة وجدت أن سلوك بعض الطلبة الليبيين كان أكثر من مخجل". وقال إن "منح لجوء الطلاب سيكون من غير المناسب". وقال كارتر أمام لجنة الدفاع في مجلس العموم، إن "من تبقّى في المعسكر من الدفعة الأولى التي تضم حوالي 300 متدرب ليبي، سيتم ترحيلهم خلال أيام". وأكد أن "الجيش يعمل بشكل وثيق مع شرطة كامبريدج، للمحافظة على الأمن والانضباط في المعسكر ومحيطه".

وذكر كارتر أن "عدداً من المُتدرّبين تقدّموا بطلبات لجوء سياسي للبقاء في بريطانيا، وهو ما رفضته الحكومة والجيش". ولفت أحد المُتدربين الليبيين، المُلقّب بـ"عمر المختار"، في حديث لقناة "بي بي سي"، يوم الأربعاء الماضي، إلى أن "عراكاً واحداً وقع بين المتدربين الليبيين، لكن العديد من المشاجرات كانت تقع بين الليبيين والعسكريين البريطانيين".

وأضاف "كان يسمح لنا بالخروج من المعسكر لمدة ثلاث ساعات فقط في الأسبوع، وبرفقة عسكريين بريطانيين، وخلال جولاتنا في الأسواق كانت تُعرض علينا الخمور والمخدرات والنساء مقابل المال".
ونفى مختار أن "يكون أي من الليبيين قد تقدّم بطلب للجوء في بريطانيا". وانتقد إدارة المعسكر على طريقة التعامل مع المتدرّبين، وغياب أسباب الراحة في الثكنات. واتهم البعض بـ"السعي إلى تشويه صورة العسكريين الليبيين".