خبر الفوضى الاقليمية بدأت بالخلخلة -هآرتس

الساعة 09:53 ص|05 نوفمبر 2014

الفوضى الاقليمية بدأت بالخلخلة -هآرتس

(المضمون: على اسرائيل أن تفهم أنها لا تستطيع الفصل بين الجبهات، فالقدس تؤثر على غزة والعكس صحيح - المصدر).

 

إن التحولات التي لا تنتهي في المناطق الفلسطينية والدول المحيطة تُظهر الى أي مدى أصبح الواقع الذي يحيط بدولة اسرائيل معقدا ومتحولا. ما كان بالامكان تلخيصه في الماضي – صراع فلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي والى جانبه ميزان ردع مستقر الى حد ما لصالح جيش الدفاع في وجه الجيوش التقليدية للجيران – انقسم الى عدد كبير من الساحات والمنظمات الثانوية، فبات من الصعب الآن تحليل وتقدير دوافعها ونواياها مسبقا. الفوضى في العالم العربي التي ستدخل قريبا عامها الخامس، تؤثر على اسرائيل بطرق كثيرة ومختلفة. وهي تؤكد ما يفهمونه في القدس وهو أنه لا يمكن الحفاظ على الاستقرار لفترة طويلة في وضع يفتقد الى الاستقرار. الفوضى العارمة اقليميا تؤثر ايضا على وضعنا، حتى وإن كان الامر لا يتسبب بتصعيد فوري على أي من حدود الدولة.

 

في اذاعة "صوت الجيش" قيل أمس إن من يقف وراء اطلاق الصواريخ على النقب الغربي في يوم الجمعة الاخير هو حزب فلسطيني سلفي متطرف في قطاع غزة، وهو مرتبط بمنظمة جهادية اخرى تعمل في سيناء، "أنصار بيت المقدس". حماس اعتقلت خمسة مشبوهين واسرائيل ردت على ذلك باغلاق المعابر الى القطاع لمدة يومين. وفي الاجهزة الامنية الاسرائيلية يخشون من أن الاطلاق لا يرتبط بالتوتر في قطاع غزة بل بأحداث القدس والحرم، أي أن المنظمة المتطرفة قررت الرد من القطاع بخلاف موقف حماس، وجاء الرد على التصعيد في القدس بعد محاولة اغتيال يهودا غليك وقتل المشتبه به من قبل الوحدات الخاصة.

 

على اسرائيل أن تأخذ في حسابها أنها لا تستطيع الفصل بشكل كامل بين الجبهات. مثلما أن القدس اشتعلت في الصيف بسبب الحرب في غزة فهناك ايضا تأثير عكسي حتى وإن كانت

 

حماس غير معنية بذلك. أعلن "أنصار بيت المقدس" أن رجالها قتلوا 33 جنديا مصريا في عمليتين في سيناء في نهاية الشهر الماضي، وأنها تتبع لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).

 

هذا ما نشر في مواقع الانترنت، بعد سنتين من الاعلان أن هذه المنظمة تابعة للقاعدة في سيناء وتأخذ الأوامر من أيمن الظواهري وريث اسامة بن لادن. إن الذي يدفع الكثيرين الى التوجه الى داعش هو النجاحات في حربه ضد نظام الاسد في سوريا والشيعة في العراق.

 

واذا كان هذا النبأ صحيحا، الذي شمل ايضا القسم بمحاربة الجيش المصري واليهود، فان ذلك لا يعني أن عناصر داعش جاءوا من سوريا الى حدودنا الجنوبية، بل إن هذا بمثابة اعطاء وكالة للتنظيم في سيناء، وهذا يشبه فتح فرع لشبكات الطعام السريع في دولة جديدة. هذا النبأ يخدم حكومة نتنياهو التي تدعي أن اسرائيل موجودة في حرب ضد الارهاب الاسلامي المتطرف، وهي حرب تشبه تلك التي يخوضها الغرب.

 

حزب الله يخرق قرار الامم المتحدة

 

في تقرير آخر من الحدود السورية، جاء في الصحيفة اللبنانية "الاخبار" المقربة من حزب الله أن ضابطا في جيش الدفاع الاسرائيلي من أصل درزي قد نقل مؤخرا رسالة الى سكان القرية الدرزية الخضر على الجانب السوري من الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان، تقول إن اسرائيل مستعدة لتسليحهم من اجل مساعدتهم في مواجهة أي تنظيم سني متطرف آخر، جبهة النصرة (المقربة من القاعدة والتي تعمل ضد نظام الاسد) في حال حاولت دخول القرية.

 

القرية الدرزية في منحدرات جبل الشيخ، حافظت على الحياد طوال فترة الحرب، لكنها عمليا على علاقة بنظام الاسد، وعلى ضوء تقدم المتمردين في الجولان في الاشهر الاخيرة، حيث يسيطرون الآن على 90 بالمئة من الحدود مع اسرائيل ما عدا القرية الدرزية، وتواجد الجيش السوري في جبل الشيخ السوري. إن التدخل الاسرائيلي المحدود فيما يحدث في سوريا لم يعد سراً. وزير الدفاع موشيه يعلون اعترف في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" في الشهر الماضي أن المساعدة الكبيرة التي تقدمها اسرائيل لسكان القرى في الجولان من خلال العلاج الطبي في مستشفيات البلاد ومساعدة لوجستية في الشتاء هي جزء من الاستعدادات لابعاد الحرب عن المنطقة. وأكد يعلون أن منظمات المتمردين الاكثر اعتدالا مثل الجيش السوري الحر، تسعى في المقابل الى عدم وصول المتطرفين ومنهم جبهة النصرة الى الحدود بعد أن تركها الجيش السوري.

 

وحول زعم أن اسرائيل تنوي تسليح الدروز، لم يتأكد الامر بعد من مصدر موثوق، ولكن من الواضح أن سبب اهتمام حزب الله بهذا الامر هو اعتراف المنظمة وبشكل علني أنه سيخرق قرار مجلس الامن رقم 1701 وسيعمل مجددا في جنوب الليطاني وبالقرب من الحدود اللبنانية الاسرائيلية. وهو يزعم أن هذا العمل يأتي ردا على تدخل اسرائيل في سوريا، وفي الوقت الحالي هدد نصر الله أمس في مقابلة تلفازية أنه اذا اندلعت الحرب من جديد فان منظمته ستشل المطارات والموانيء في اسرائيل من خلال الصواريخ. وهذا يعتبر ردا على التقديرات التي سُمعت من شخصية رفيعة المستوى في هيئة الاركان للجيش الاسرائيلي في الاسبوع الماضي. وهو ايضا دليل على أن الصورة الامنية اليوم توجد لها أبعاد مختلفة ومعقدة من الصعب توقعها كما كان في السابق.