تقرير فشل الاحتلال في صدهم...المقدسيون لا يرهبون الاحتلال

الساعة 06:26 ص|05 نوفمبر 2014

رام الله

في الصورة يبدو الطفل عبد الله صب لبن مبتسما وأفراد من شرطة الاحتلال الصهيوني يحيطونه ممسكين بيديه في لحظه اعتقاله بعد قيامه برشقهم بالحجارة كما أعتاد أن يفعل... هذا الاعتقال ليس الأول ولن يكون الأخير هو يعرف ذلك جيدا...

عبد الله الذي لم يتجاوز عمره 12 عاما، ليس الطفل الوحيد الذي يتعرض لاعتقالات، فالمقدسيين والمقدسيات من مختلف الأعمار هدف لشرطة الاحتلال وقواتها الخاصة ومستعربيها في محاولة منهم لصدهم عن التصدي لسياساتهم العنصرية في تهويد المدينة واقتلاعهم منها.

هذا التصدي بما تيسر من حجارة وزجاجات فارغة وأحيانا مفرقعات نارية "إلعاب نارية" من خلال المواجهات التي تتكرر يوميا في جبل المبكر وباقي أحياء المدينة المقدسة وأزقة بلدتها القديمة، حي الثوري بسلوان والواد وجبل المكبر والسعدية ووادي الجوز وشعفاط والعيساوية وباب حطة... جعل سلطات الاحتلال تنشر الالاف من عناصرها في محاول لتطويقها والحد منها.

وكان استخدام الألعاب النارية خلال هذه المواجهات أسلوب له ردة فعل العاجز من قبل الجنود الذين يلجؤون في كثير من الأحيان إلى الهروب منها، لعجزهم عن صدها، أو التعامل معها، مما جعل وسائل إعلامهم تطلق عليها "انتفاضة المفرقعات".

قوانين وإجراءات عبثية

وكخطوة انتقامية على عجزها تسعى قوات الاحتلال وعبر قنواتها المختلفة القانونية والأمنية إلى فرض قوانين وإجراءات قمعية بحق المقدسيين وخاصة فيما يتعلق بالاعتقالات التي تنفذها يوميا دون مراعاة لأي ضوابط قانونية وإخلافيه.

وقد وصل التخبط بشرطة الاحتلال إلى محاولة اعتقال طفل يبلغ من العمر عامين فقط، واتهامه برشقهم بالحجارة، وفي التفاصيل يقول والد الطفل ميماتي أسعد الياسيني من الحارة الوسطى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى أن قوات معززة من جيش الاحتلال اقتحمت منزلهم، وأخضعته للتفتيش، كما حاولت اعتقال الطفل ميماتي بذريعة رميه الحجارة عليهم.

وخلال الاقتحام استجوبت الشرطة العائلة حول رشق طفلهم ميماتي لهم بالحجارة، وهددوهم باعتقالهم جميعا، ليتبين فيما بعد أن الطفل كان يحمل قطعة حلوى و ليس حجرا.

وفي نفس الليلة اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 10 مقدسيين جلهم من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم ال 15 عاما، وحولتهم لمركز تحقيق المسكوبية بتهمة إلقاء الحجارة أيضا.

وبالتزامن صادقت حكومة الاحتلال على قانون يشدد من العقوبات على راشقي الحجارة، ورفع العقوبة لتصل إلى 10 سنوات، والسجن لمدة اقصاها عشرين عاما على من يقوم بذلك بقصد استهداف ركاب السيارات او تعريضهم للخطر، على حد وصف القانون.

وأكثر من ذلك، أحد أعضاء الكنيست الصهيوني أعلن أنه بصدد تحضير مقترحا لقانون يقضي بتخفيض مخصصات الأطفال التي يتقاضاها الوالدان عن ابنهما في حال القائه للحجارة بنسبة ٥٠٪.

وفي إجراءاتها على الأرض قامت بلدية وشرطة الاحتلال وجهاز "الشاباك" بإطلاق مناطيد مراقبة في سماء المدينة لمراقبة الشبان وتحركاتهم خلال المواجهات، وملاحقتهم واعتقالهم.

اعتقالات يومية

وبالأرقام فقد اعتقلت قوات الاحتلال وخلال أربعة أشهر 900 مقدسيا معظمهم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10-15 عاما، سجلت 111 حاله خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر فقط.

حول ذلك يقول مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري ما يجري في القدس حاليا من حراك على الأرض يعني أن كل مخططاتهم لتدجين وتهويدها المدينة لم تنجح حتى الأن.

وتابع: "نحن نعيش ساحة حرب في مدينة القدس الشرطة نشرت 3000 جندي في كل حي و زقاق وشارع في المدينة القديمة، في محاولة لفرض سياتهم بالقوة، ولكنهم مع كل هذه المخططات و البرامج لم يستطيعوا أن يكسروا إرادة الناس".

وبحسب الحموري فإن سلطات الاحتلال وعبر كل سنوات سيطرتها على المدينة راهنت على مجد الجيل الجديد في منظومتها، لكنها تفاجئت أنهم هم من يثوروا عليهم، فنجد حاليا معظم الاعتقالات والملاحقات للأطفال والشبان والفتيان بأعمار صغيرة، لترهيبهم بالقوة والقمع".

كل ذلك فشل أيضا، كما يقول الحموري:" الاعتقالات للأطفال يومية، كل الغرامات والعقوبات العالية على الأطفال لم تكسرهم بل على العكس العشرات منهم يتكرر اعتقالهم أكثر من مرة، بعض الأطفال يتجاوز عدد اعتقالهم أعمارهم، قوتهم أكبر من قوة إسرائيل نفسها".

إذن هل عجزت "إسرائيل" عن التصدي لأطفال وشبان القدس بتكبيراتهم وحجارتهم ومفرقعاتهم إن وجدت...؟؟ يعلق الباحث في شؤون القدس المحتلة د. جمال عمرو على هذا التخبط في ممارسات الاحتلال، بإن الاحتلال بات يخشى ويقلق من أي تحرك في مدينة القدس لأنّه أثبتت فشل سياستها في ترويض المقدسيين وتغيير هويّتهم وتهويد ثقافتهم بعد سنوات طويلة من مخططات التهويد والأسرله التي فرضت على المدينة.

وقال عمرو: "إن إجراءات الاحتلال في المدينة جعلت المقدسيّين يكتشفون أنّهم الأكثر فقراً، وأنّ مواجهة الاحتلال يجب أن تحدث، الأمر الذي فاجأ إسرائيل التي ظنّت أنّ المقدسيّين قد استكانوا وأنّ مشروع التّطبيع قد نجح".