بالصور طالبتان غزيتان تنجحان بإنهاء معاناة ذوي الإعاقة في صعود الدرج..!

الساعة 07:27 م|04 نوفمبر 2014

غزة (خـاص)

"صعد أحد ذوى الاحتياجات الخاصة بعربته على منحدر -دحلة- خفيف ليدخل بيته لكن زاوية الانحدار لم تكن مناسبة له فسقط على الأرض مصاباً برضوض في جسده.. فأسرع أحد المواطنين وساعده على الصعود حتى يدخل منزله بأمن وسلام".

هذا أحد المشاهد الصعبة التي يعانيها ذوو الاحتياجات الخاصة يومياً عند الصعود والنزول سواء من البيوت أو المؤسسات الخاصة بهم أو أي مكان آخر حتى الجامعية التعليمية، لكن حضور الطالبتين المجتهدتين بقسم الهندسة في جامعة الأزهر نادية الريس وروان تمراز أمام ذلك المشهد المؤلم دفعهما إلى التفكير العميق لمساعدة ذوي الإعاقة في الصعود والنزول دون مساعدة أحد وبشكل أكثر أمناً لهم.

ومن خلال المشهد السابق اقتبست الطالبتان مشروعهما للتخرج من قسم "هندسة الميكاترونيكس" في جامعة الأزهر بغزة (مصعد ألكتروني لذوي الإعاقة) والذي قوبل بالاهتمام الكبير من قبل المشرف الدكتور أيمن عياد.

"مراسل فلسطين اليوم الإخبارية" التقى الطالبتين اللتين أكدتا في حوار مشترك على أنهن عانين كثيراً خلال بحثهن على فكرة مشروع للتخرج من قسم الهندسة فالأفكار التي بحوزتهن لم تكن مناسبة وبعد مشاهدة حادثة سقوط أحد "ذوي المعاقين" من على عربته أثناء صعوده صممتا الطالبتين على مساعدته ومساعدة الآلاف من أبناء قطاع غزة الذين يعانون بشكل يومي في ظروف مشابه.

المكونات والتكلفة

وأوضحتا الطالبتين "روان ونادية" على أنهن يشعرن بالسعادة الكبيرة لعمل المشروع ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في الاعتماد على أنفسهم دون مساعدة أحد، مؤكدتان على أنهن سيسعيان إلى تطوير الفكرة وإقامتها في أكثر أماكن متعددة.

وعن مكونات المشروع قالت الخريجة نادية: "الجهاز عبارة قاعدة على شكل "L" مثبتة على سكة حديد والتي بدورها مثبتة على جدار "الدرج" وتحتوي على كرسي يعمل بنظام "جك" خشية من السقوط ويعمل على البطاريات في حال عدم توفر الكهرباء ويستطيع المصعد حمل شخص يزن مع عربته 220 كيلوجرام".

وفيما يتعلق بتكلفة المشروع أشارت الطالبتين إلى أن المشروع كلفهن ثمنٌ كبيرٌ جداً، ولم يساعدهن في أعباء المشروع أي مؤسسة أو جمعية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

ولفتت الطالبتين على أنهن عرضن المشروع على أكثر من جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة وتم رفضه وإهماله بسبب التكلفة، قائلتين: "الإصرار والعزيمة على إتمام المشروع ومساعدة ذوي الإعاقة دفعنا إلى إكمال المشروع من الحساب الشخصي والاعتماد الذاتي في التنقل بين ورشة الحدادة والجامعة وشراء المعدات اللازمة.


مصعد الكتروني

أشعر بالسعادة

فيما عبرت "مي عبيد" من ذوي الإعاقة عن سعادتها الكبيرة لمشروع المصعد الإلكتروني، مقدمة شكرها الكبير والعميق للطالبتين "روان ونادية" على مساعدتها في الصعود والنزول بشكل فردي.

وقالت الطالبة "مي" لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية": "عندما صعدت على المصعد أولاً شعرت بالخوف لعدم مساعدتي من أي شخص ولكن عندما صعدت على الطابق الثاني شعرت بالسعادة تغمرني والبسمة ترتسم على وجهي غي مصدقة ما يحدث".

فيما أكدت الطالبتين "روان ونادية" على أنهن مستعدات لتطوير المصعد ليصعد على عدة طوابق وربطه "بسُلم الدرج" لكن ذلك يحتاج مساعدة كبيرة من المهتمين في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مالي ومعنوي".

قابل للتطبيق

بينما الدكتور أيمن عياد المشرف على المشروع عبر عن سعادته لنجاح المشروع، مؤكداً أن اختيار الطلبة لمشروع التخرج الخاص بهم يخلق نوع من الإبداع والفنون التطويرية الكبيرة بخلاف فرض مشروع معين عليهم.

وأكد الدكتور عياد لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" أن موافقته على المشروع تمت بعد يقينه على بأن اختيار وإصرار الطالبتين على المشروع سيجعلهن يبدعن في تطبيقه، كما ان الموافقة تمت بعد اقتناعه بأنه قابل للتطبيق مع توفر الإمكانيات والأدوات اللازمة لذلك.

وبين أن المشروع مهم ويخص فئة كبيرة من ذوي الإعاقة، وهو مشروع فريد من نوعه.

يشار إلى أن قطاع غزة يعاني كثيراً من فئة ذوي الإعاقة نتيجة الحروب الإسرائيلية التي تسببت بإعاقة الآلاف من المواطنين أو نتيجة الحوادث المرورية أو زواج الأقارب.



مصعد الكتروني

مصعد الكتروني

مصعد الكتروني



مصعد الكتروني
مصعد الكتروني

مصعد الكتروني


مصعد الكتروني
مصعد الكتروني