خبر يعلون يفهم في كل شيء- هآرتس

الساعة 09:26 ص|04 نوفمبر 2014

بقلم: نحاميا شترسلر

(المضمون: في الوقت الذي يدعي فيه يعلون أنه يفهم بالأمن والسياسة والاقتصاد يتضح أنه لا يفهم بهذه القضايا ولا يستحق أن يكون وزيرا للدفاع - المصدر).

 

كان هذا أكثر من اللزوم بالنسبة لـ هرئيل لوكر وأمير ليفي، وهما القائدين رفيعي المستوى، أحدهما مدير عام مكتب رئيس الحكومة والثاني المسؤول عن الميزانيات. لم يستطيعا الصمت وانفجرا بالصياح في وجه رئيس الاركان بني غانتس، وذلك في اثناء جلسة المجلس الوزاري المصغر – مشهد كهذا ليس أمرا روتينيا.

 

كانت هذه احدى الجلسات الغريبة، حيث أثبت وزير الدفاع ورئيس الاركان مرة اخرى أنهما يسبحان في علو شاهق، بدون أي صلة بالواقع الصعب الذي يعيش فيه شعب اسرائيل هنا في الأسفل.

 

بوغي يعلون افتتح الجلسة مطالبا بزيادة 4.6 مليار شيكل، بعد أن حصلت وزارة الدفاع على زيادة لم يسبق لها مثيل تبلغ 6 مليارات شيكل في ميزانية 2015. وفي الخلفية كان التهديد أنه بدون الزيادة فان الجيش سيكف عن التدريبات في عام 2015، وهذا التهديد يتكرر كل نصف عام.

 

 

وعندها أعلن رئيس الاركان أنه يريد مليار شيكل اضافي لزيادة الأجور، أي ما مجموعه 5.6 مليار شيكل، الامر الذي انفجر بسببه لوكر وليفي. فقبل لحظة ادعى رئيس الاركان أنه لا توجد اموال كافية للتدريبات، فكيف اذا يطلب رفع الأجور لمن يربحون أجرا عاليا ويحظون بتقاعد سخي في عمر 45 – ولا أقصد هنا الجنود الميدانيين الذين يستحقون ذلك.

 

ولكن اذا اعتقدتم أن يعلون خبير فقط بالأمن، فأنتم مخطئون، فهو خبير ايضا بالاقتصاد. وقد قال في الآونة الاخيرة إننا كقيادة ملزمون بتخفيض الاسعار وتخفيض اسعار الشقق... الميلكي، اليوغرت، ليس يهم ماذا، فالناس يدفعون أكثر مما يلزم للمشتريات ويجب على هذا أن يتوقف.

 

يجب أن يتوقف؟ إن مطالبه ومطالب غانتس المبالغ فيها هي السبب الحقيقي وراء غلاء الاسعار. عندما يحصل الجيش على مليار شيكل اضافي، فلا يوجد لوزير المالية خيار سوى فرض المزيد من الضرائب، وضريبة القيمة المضافة وضريبة الدخل – الامر الذي سيرفع اسعار المنتوجات في السوق.

 

واضافة الى ذلك: اعطاء المليارات للجيش يعني خدمات أقل للمواطنين، أسرة أقل في المستشفيات، واموال أقل لاقامة المصانع، وميزانيات أقل للمسنين، أموال أقل للشوارع، أموال أقل لبناء صفوف تعليمية وأموال أقل لرواتب المعلمين. كل شيء يصبح أقل.

 

أما فيما يتعلق بالميلكي: هذا هو الرقم القياسي. ففي كيبوتس يعلون توجد مزرعة وهي جزء من الوكالة على الحليب، التي يوجد مثلها فقط في كوريا الشمالية حيث يجلس اصحاب المزرعة مع شركات الانتاج ويقررون كم سيكون سعر الحليب الخام. وايضا هم الذين يمنعون تخفيض الضرائب الكبيرة المفروضة على الحليب ومشتقاته. والنتيجة تكون أن سعر الحليب الخام أغلى بـ 25 بالمئة (2013) من السعر الذي حصل عليه اصحاب المزارع من OECD، وأسعار مبالغ فيها ايضا لجميع مشتقات الحليب.

 

لهذا من المضحك أن نسمع يعلون يقول إنه لا توجد سوق حرة وهذا هو سبب ارتفاع الاسعار. أنتَ عدم وجود السوق الحرة وأنت ارتفاع الاسعار، قُم بكشف الحقيقة اذا كنت قادرا.

 

والى ذلك يجب أن نضيف أن يعلون يفهم ايضا بالعلاقات الخارجية والسياسة، فقد هاجم مؤخرا وأهان بطريقة لم يسبق لها مثيل وزير الخارجية الامريكي جون كيري وتسبب بضرر استراتيجي كبير سندفع ثمنه في المستقبل.