تقرير غزة تخنق مواطنيها

الساعة 07:53 ص|04 نوفمبر 2014

غزة (خـاص)

خرج أهالي قطاع غزة من حرب صهيونية كبيرة دمرت الأخضر واليابس، ليدخلوا في معاناةٍ وحصار خانق ليس أقل قسوة وضراوة من تلك الحرب، يستجدون فيها علاج جرحاهم، وبناء مدنهم وبيوتهم المهدمة، وتحسين أحوالهم المعيشية.

حالة احباط شديدة، تنتاب أهالي قطاع غزة، بعد توالي المشكلات والأزمات التي يعانون منها من عدة جهات، سواء على صعيد أداء حكومة التوافق الفلسطينية، أو المماطلة في إدخال مواد البناء، وإغلاق معبر رفح جنوب قطاع غزة، ومعبري "كرم أبو سالم" ، و"إيرز"، ومنع زيارات أهالي الأسرى.

مواطنون أعربوا في أحاديث منفصلة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، عن حالة إحباط كبيرة تجاه الأوضاع بغزة، مطالبين كافة المسؤولين الوقوف عند مسؤولياتهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أحوال المواطنين البائسة خاصةً من هدمت منازلهم خلال الحرب، ولم يتم إعمارها حتى الآن رغم دخول فصل الشتاء وغزارة الأمطار.

جحيم غزة

السائق محمد سلامة قال: إن أوضاع أهالي قطاع غزة صعبة، حيث لا يوجد إعمار ولم يلحظوا المواطنون أي تحسن، مشيراً إلى أنه منع من تعبئة البنزين بسبب نزول سعر البنزين "أغورات"، الأمر الذي سيجبره على توقف السيارة وعدم تشغيلها، وبالتالي تعطيله عن العمل.

وأضاف: الوضع من سيء لأسوأ والحكومة لا تقوم بدورها تجاه أهل غزة، التي أصبحت جحيم لا يطاق، ولا أحد يشعر بهم ولا يتطلع لهمومهم وقضاياهم.

من جهته، قال السائق محمد سلامة: إن أوضاع أهالي قطاع غزة صعبة، حيث لا يوجد إعمار ولم يلحظوا المواطنون أي تحسن، مشيراً إلى أنه منع من تعبئة البنزين بسبب نزول سعر البنزين أغورات، الأمر الذي سيجبره على توقف السيارة وعدم تشغيلها.

وأضاف: الوضع من سيء لأسوأ والحكومة لا تقوم بدورها تجاه أهل غزة، التي أصبحت جحيم لا يطاق، ولا أحد يشعر بهم ولا يتطلع لهمومهم وقضاياهم.

مستقبل أفضل

أما المواطن أحمد حمد من سكان المحافظة الوسطى فقال أن الوضع صعب للغاية، حيث توقع المواطنون بعد الحرب أن تنتهي الكثير من المشاكل، وأن يتم إدخال مواد البناء لقطاع غزة , ولكن مُنع إدخال مواد البناء وتم ربطه بموضوع الأنفاق والمقاومة, معرباً عن امله أن تتحسن أحوال المواطنين خاصة المتضررين الذين يعيشون في العراء.

الطالب الجامعي يوسف سعيد يضيف: نحن نريد جعل قطاع غزة متطور أسوة بالدول الأخرى، فالشباب في غزة تحتاج مستقبل أفضل خاصة في الوضع الراهن بسبب عدم وجود وظائف، ورواتب، منتقداً أداء الحكومة: سمعنا عن مصالحة وحكومة وحدة وطنية, لكن ما يجري يخالف هذه التوقعات ولم تثمر الزيارة عن جديد للمواطنين.

وطالب سعيد الحكومة بتأدية دورها ومهامها بالشكل المطلوب، متسائلاً: إلى متى سيبقون ينتظرون لمنازل المواطنين المدمرة ودخل المواطنون فصل الشتاء، وأشار إلى قلق المواطنين من عدم ترميم منازلهم وإعادة إعمارها.

وأضاف: في قطاع غزة لا يوجد عمل للخريجين والبطالة زادت لدرجة أن الكثير من الطلبة لا تستطيع  دفع  رسوم الجامعة "والحياة في غزة أصبحت نظام "ديون" فكل شخص يستدين من الآخر", أي الحياة أصبحت لا تطاق في غزة.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يرى أن الأوضاع متوترة للغاية ومن يعيش في قطاع غزة يتفهم حجم المأساة التي يعانيها السكان، حيث أن سياسة الاحتلال كما هي لا تهدف إلى إعطاء الفلسطينيين في غزة أي شيء، كما أن المفاوضات جاءت لنا بنتائج تشريع دولي للحصار المفروض منذ سنوات بما فيه إغلاق المعابر، فأصبحت الأزمات تتوالد يوماً بعد يوم من أزمة الكهرباء وحتى الإعمار.

وقال عوكل في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إن عمق الأزمة في قطاع غزة مرتبط بعمق الخلافات بين حركة حماس وفتح في انجاز المصالحة ولا بد من ترتيبات وقرارات متوافقة بين الحركتين من أجل إنجاز ذلك, ومن الواضح الآن لا يوجد توافق بين الحركتين على المطلوب وطنياً وهذا يشكل عامل معقد لعملية المصالحة التي تعتبر هي الحل لكافة الأزمات في قطاع غزة .

وأكد على أن الاحتلال مازال يماطل في المفاوضات وسياساته المتبعة من أجل تأجيلها وهي معناه بشكل كبير بأن لا يعطي لقطاع غزة أي حق من حقوقه على كافة الأصعدة, كما أن الآليات التي أقرتها الجهات المعنية من أجل عملية الأعمار هي معقدة وطويلة وحتى الآن لم تصل الأموال التي تبرعت بها الدول من أجل ذلك وقد تستغرق الكثير من الوقت في ظل واقع مرير قطاع غزة.

وعن الحل المطلوب، أشار عوكل، إلى أن المصالحة الوطنية هي السبيل من أجل النظر بعين المسؤولية لمعاناة غزة, ومناقشة كافة الملفات والقضايا بما يحقق المصلحة الوطنية.

وفيما يتعلق بالمعابر فأكد على أن معبر رفح الوحيد لقطاع غزة يُغلق في وجه القطاع مراراً وتكراراً فيما أن معبر كرم أبو سالم لا يفي بالغرض المطلوب حيث أن عملية الإعمار تتطلب الكثير من المواد الإسمنتية وغيرها من أجل تسهيل ذلك، داعياً لفتح المعبر.