خبر هآرتس: تضيق الخناق على قطاع غزة يعني ان المواجهة القادمة أقرب

الساعة 12:25 م|03 نوفمبر 2014

وكالات

رأت صحيفة “هآرتس″ الإسرائيلية أن تضييق مصر و"إسرائيل" الخناق على قطاع غزة  بإغلاق جميع المعابر الحدودية وتعطيل جهود إعادة الإعمار يعني أن الطريق لتجدد مواجهة جديدة  ربما يكون أقصر مما يبدو.

وجاء في مقال كتبه عاموس هاريل ونشرته الصحيفة الاثنين أن الوضع في غزة يزداد سوءا بدرجة كبيرة. كما أن حكومة  الاحتلال التي اتهمها عدد من أعضائها قبل الحرب الأخيرة بالبطء الشديد في مواجهة إطلاق الصواريخ أصبحت حريصة على أن تبدو أكثر حزما هذه المرة ، فعندما سقط صاروخ في النقب الغربي الجمعة الماضية قامت بإغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون ردا على ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك "الإسرائيلي" جاء بعد أيام قليلة من قيام مصر باتخاذ أقوى الإجرءات العقابية على الإطلاق : فبعد مقتل 33 جنديا أغلقت مصر معبر رفح وبدأت تنفيذ خطة طارئة لإقامة منطقة عازلة بين رفح الفلسطينية والجانب المصري.

وأضافت أن الجرافات التي أرسلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تواصل تدمير مئات المنازل على الجانب المصري من الحدود لإقامة منطقة “معقمة” بعرض مئات الأمتار بهدف جعل حفر أنفاق التهريب أسفل الحدود أمرا شديد الصعوبة.

ورأت الصحيفة أن حماس تسعى حاليا لاسترضاء المصريين وفي نفس الوقت إرسال إشارات لـ"إسرائيل بأن رجالها ليسوا من أطلقوا الصاروخ على النقب وأن الحركة لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة القاهرة نهاية آب(أغسطس) الماضي . وقامت قوات الأمن التابعة في غزة  السبت بإلقاء القبض على خمسة أشخاص من غزة يشتبه في تورطهم في القصف الصاروخي. ولم يتضح على الفور من هي الحركة التي أطلقت الصاروخ.

واعتبرت أن النتيجة العملية لهذه التطورات هي ذاتها : حصار غزة يزداد سوءا وجهود إعادة إعمار الدمار الذي خلفته العمليات الإسرائيلية الصيف الماضي توقفت تماما تقريبا. ولم يتأخر فقط نقل مواد البناء ، وإنما أيضا لم يتحقق أي تقدم على مسار إعادة فتح المعابر بين غزة وسيناء.

كما أن مصر والسلطة الفلسطينية يريدان وجودا قويا للحرس الرئاسي التابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس على المعابر وربما أيضا على محور فيلاديلفي (صلاح الدين) في رفح الذي تحفر من تحته الأنفاق. وربما توافق حماس على وجود مسؤولي رام الله على المعابر ، ولكن بالنسبة لقوات الشرطة المسلحة سيكون الأمر مختلفا.

وإلى حد ما ، فإن هذه التطورات بدأت تحاكي نفس طريقة تطور الأمور الي قادت إلى حرب الصيف الماضي. وحتى لو أنه من حيث الظاهر لا أحد يرغب في جولة أخرى من العنف ، فإنه في الوقت الذي تشعر فيه حماس أن الخناق يضيق عليها سيصبح الطريق إلى حرب جديدة ضد إسرائيل ربما أقصر مما يبدو.