خبر وضع راهن هش .. اسرائيل اليوم

الساعة 10:10 ص|31 أكتوبر 2014


بقلم: دان مرغليت

(المضمون: اسرائيل ملزمة بالايضاح بان ما كان في الحرم هو ما سيكون. معقول الافتراض بان بنيامين نتنياهو يسعى الى ذلك، وباتخاذه هذا الموقف فانه يخيب آمال جهات متطرفة في الائتلاف، ولكن كل بديل هو اسوأ من هذا - المصدر).

فتح الحرم لصلاة المسلمين أبناء 50 فما فوق هو أهون الشرور. شر، ولكن لا يوجد خير منه. واغلاقه امس، فور اطلاق النار على يهودا غليك وقتل المغتال معتز حجازي، كان ضروريا. ولكنه خدم ابو مازن الذي يتباهى ظاهرا بمعارضته كل عنف، أما عمليا فيحرف الانتباه عن العدوان الفلسطيني ويحرض على توسيعه. يمكن القول بمعقولية عالية دون برهان قاطع بان هناك احتمال في أن تقل اضطرابات اليوم كنتيجة لفتح الحرم، مقارنة لما كان سيحصل لو استمر اغلاق الاقصى وقبة الصخرة.

ان المسألة الامنية المرتبطة باغتيال غليك تحتاج الى ايضاح مهني منفصل. ولكن هذه مشكلة موضعية وهي دوما من شأنها أن تثور في المدينة المختلطة، التي الالاف من سكانها الفلسطينيين هم خطر أمني. وتثور الصعوبة عندما تنضم جهة مركزية معتدلة ظاهرا كالسلطة الفلسطينية، عمليا الى حارقي الاحراش، في هذه الحالة حارقي الجبل المقدس.

كيفما اتفق تمكنت الجهات المتطرفة من اثارة انطباع متكدر بان وجهة اسرائيل نحو تغيير ترتيبات الصلاة في الحرم، مثلما قررها موشيه دايان فور حرب الايام الستة في 1967. اذا كان الامر صحيحا – فهذه ليست خطوة حكيمة. فهي لن تدفع فقط الى الانهيار التوازن الحساس الذي كان قائما في السنوات الاخيرة في الحرم، بل ستهدد اتفاق السلام مع الاردن. واقتبس ايهود يعاري من القناة 2 أمس مسائل الاعلام الاردنية في أن الخيار هو "إما الاقصى أو اتفاق السلام". اسرائيل ملزمة بالايضاح بان ما كان هو ما سيكون. معقول الافتراض بان بنيامين نتنياهو يسعى الى ذلك، وباتخاذه هذا الموقف فانه يخيب آمال جهات متطرفة في الائتلاف، ولكن كل بديل هو اسوأ من هذا.

ومع ذلك، واضح أن المتطرفين في الشعبين لن يكتفوا بالعودة الى الوضع الراهن الذي هو موضع التحدي. طبيعي أن يكون اليهود يريدون الصلاة في الحرم، وليس معقولا ان يخضعوا للطلب العنصري من ابو مازن في أن يمنع دخولهم الى النطاق الذي كان فيه هيكلين يهوديين، وحسب التقاليد حتى أنه جرى في المكان اختبار اسحق (استجابة ابراهيم لطلب الله ذبح ابنه اسحق). والامر صحيح في كل ايام السنة، وبالاساس في هذه الايام التي توجد فيها علاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة في نقطة درك اسفل عقب خلاف على سياسة الحكومة تشجيع البناء في القدس. اذا كانت واشنطن هكذا بالنسبة لتوسيع احياء يهودية صرفة، فما بالك والحرم، الذي كل جهة مسؤولة تفضل اخراج ما يجري فيه من دائرة الصراع السياسي. باستثناء أن الكثير من الفلسطينيين والقليل من الاسرائيليين يسعون الى تعظيم الخلاف والصدام في الحرم.

في الوضع القائم لا يزال لا يوجد حل دائم للوضع في الحرم. كل واحد يعرف. وهذا هو السبب الاساس الذي يجعل سياسيين جديين يسعون فقط الى تسوية مرحلية بين اسرائيل والفلسطينيين. ولكن يمكن اعادة الوضع الراهن الهش الى سابق عهده. ليس بروح غليك الذي يأمل الجميع بشفائه السريع والكامل، وليس بروح الفلسطينيين المتطرفين. فبعد فتح انفاق المبكى التقى نتنياهو ياسر عرفات واعاد الهدوء الى حاله. لعل هذه هي الصيغة. نتنياهو حيال ابو مازن، بأمل (طفيف) بان يكون الرئيس الفلسطيني معنيا بالهدوء ويسيطر على ما يجري في الطرف الاخر من المتراس.