خبر بركات يربي الفلسطينيين -هآرتس

الساعة 09:58 ص|30 أكتوبر 2014

بقلم: أسرة التحرير

تعكس تعليمات رئيس بلدية القدس، نير بركات، لتشديد سياسة الانفاذ تجاه سكان شرقي المدينة قرارا بعقاب جماعي لسكانها الفلسطينيين. وتندمج السياسة البلدية الجديدة مع السياسة الشرطية التي ترى في كل سكان شرقي القدس مذنبين في اعمال الاخلال بالنظام. ومن هنا يمكن أن تستخدم ضدهم عقوبات تتضمن اغلاق شوارع واستخدام بلا تمييز لوسائل تفريق المظاهرات مثل الغاز ورش السائل النتن.

 

وكما نشر في "هآرتس" أمس فقد أمر بركات رؤساء الاقسام في البلدية بتشديد انفاذ القانون بحق السكان الفلسطينيين في جملة من المجالات: هدم المنازل، جباية الارنونا، ترخيص الاعمال التجارية وغيرها. لقد سبق ان تم استخدام نهج القانون كوسيلة عقاب تجاه سكان شرقي المدينة في الماضي، وهو يستوي مع فكر بركات في أن الطريق لشطب الخط الاخضر في القدس هو الاستخدام الوحشي لنهج "العصا والجزرة". ويرى هذا النهج في الفلسطينيين أولادا ينبغي اثابتهم او معاقبتهم وفقا للظروف كي يدفعهم الى السير في الخط الذي رسمته اسرائيل لهم.

 

يدعي بركات، وبقدر ما من الحق، بانه تحت قيادته بدأت البلدية، لاول مرة منذ 1967، بالتصدي الجدي لبعض المشاكل الخطيرة في شرقي المدينة في مجال التخطيط، التعليم والبنى التحتية. ولكن قراره الاخير يكشف عن فكره في أن الخدمات التي يتلقاها الفلسطينيون في القدس هي مثابة صدقة من السلطة، وفرض القانون هو مثابة عقاب يفرض على السكان من أجل تربيتهم. وترضي هذه السياسة ايضا محافل اليمين التي تدعو الى تشديد المعاملة تجاه سكان شرقي المدينة، ولكن هذا النهج يكشف اكثر من اي شيء آخر عن الهوة القائمة بين شطري المدينة وحقيقة ان بركات ايضا يعترف بوجودها، وان الاحياء الفلسطينية تختلف بشكل جوهري عن الاحياء الاسرائيلية. احد لا يمكنه أن يتصور اتخاذ خطوات كهذه في الاحياء اليهودية في القدس.

 

ان حل مشاكل القدس ليس في يد رئيس البلدية، بل في يد رئيس الوزراء. غير أن بنيامين نتنياهو اختار في سنوات ولايته الطويلة الا يعمل شيئا لتحقيق حل مستقر للمدينة، ينطوي على حوار مع الفلسطينيين. والى أن يحصل هذا، خير يفعل بركات في أنه بدلا من السعي الى الانتقام من سكانه، محاولة الحوار معهم، بنية طيبة وعلى مستوى العينين، على ترتيبات العيش المشترك وتحسين مستوى الحياة في الاحياء الفلسطينية.