خبر من هو الجبان البائس- هآرتس

الساعة 09:56 ص|30 أكتوبر 2014

من هو الجبان البائس- هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: ليس نتنياهو هو الجبان والبائس وانما براك اوباما الذي يتحمل المسؤولية عن افعال نتنياهو. فالسياسة الحقيقية ليست بالشتم والاختباء وانما بأفعال حقيقية تعبر عن قناعة أصحابها - المصدر).

 

لم يستطع بنيامين نتنياهو أن يتوقع هدية أجمل من هذه من براك اوباما. رفيعو المستوى الذين قالوا لجفري غولدبرغ إن رئيس الحكومة "جبان بائس" وقعوا في الفخ الذي نصبه نتنياهو بتحرشاته. في اليوم التالي لافتتاح دورة الكنيست، حيث أطلق نتنياهو حملته الانتخابية وحدد نفسه من جديد كرئيس لليمين الاسرائيلي، جاءت الشتائم من واشنطن ولعبت دورا في مصلحته. ليس هناك أفضل من ذلك لتعزيز مكانة وقوة نتنياهو في معسكر اليمين.

 

لن يُحب ذلك شلدون ادلسون فقط بل ايضا مصوتي اليمين الذين يريدون من رئيس الحكومة مواجهة الولايات المتحدة ومناكفة اوباما، وكل ذلك برأس مرفوعة كما يحبون.

 

إن انجاز نتنياهو أكبر بكثير من ذلك على ضوء حقيقة أن الحديث هنا عن كلمات فقط. هناك صبيانية في السلطة التي تقوم بالشتم مثل الولد الذي يختبيء، وفي نفس الوقت يعد اسرائيل بتزويدها بطائرات إف 35. هناك مثل يقول "البصاق هو مطر"، المطر هنا هو استمرار المساعدة، فاذا أرادت الادارة الامريكية الاطلاق فلتطلق، وأن لا تتكلم. بعد ست سنوات من التأييد لحكومة نتنياهو من خلال التمويل والتأييد في الامم المتحدة والتزويد بالسلاح، يوجد شيء مستفز في حملة الشتائم ضد نتنياهو، الحملة التي تظهر كلعبة احترام وليس سياسة.

 

الحقيقة هي أن الجبان البائس الحقيقي في هذه القصة هو اوباما. الرئيس يتحدث عن جبناء بائسين؟ وكيف نُعرف سياسته؟ أليست جبانة بائسة؟ هو بالذات الذي كان قلبه في المكان

 

الصحيح وقارن بين مصير الفلسطينيين ومصير السود في الولايات المتحدة، وعرف شيئا أو اثنين عن حقوق الانسان، وكانت الصورة عنه بأنه عادل ويعرف قول الحقيقة والصدق، وبالذات هو من سمح للاحتلال بأن يفعل ما يشاء.

 

اوباما سمح لنتنياهو بالاستمرار في البناء في المستوطنات لقتل حل الدولتين، وسمح لاسرائيل في الخروج الى عملية اخرى في غزة دون أن ينطق بكلمة. وقد استمرت ادارته باعطاء المظلة الاوتوماتيكية لاسرائيل في الامم المتحدة ومنع هو اوروبا من تغيير سياستها. لماذا فعل ذلك؟ بسبب ايمانه بطريقته؟ فقط بسبب الخوف. في المقابل ندد اوباما بخطوات محمود عباس أحادية الجانب في الامم المتحدة، وكأنه يوجد لعباس خيارات اخرى. "ما زال مبكرا"، قالت الولايات المتحدة عن اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية.

 

الآن بات متأخرا. فلا يمكن اعتبار السياسة الامريكية سوى "خوف بائس". نتنياهو على الأقل يعمل حسب ايديولوجيته وقناعته. اوباما يعمل عكسها، وهذا خوف بحد ذاته. اوباما أسير السياسة الداخلية وضحية حملة عدم الشرعية في بلاده، فالرئيس لم يتحلى بالجرأة من اجل التغلب على المصاعب والسير حسب قناعته وانهاء الاحتلال. نعم إنه يستطيع: اسرائيل تتعلق بامريكا، وهو رئيسها. ومع ذلك استمر اوباما بسياسة التأييد لاسرائيل.

 

كان من المفترض أن يكون اوباما عاملا مصيريا في الشرق الاوسط، لكنه فضل التمسك بخوفه، وتفضيل الاسرائيليين على الفلسطينيين والحديث عن السلام وتأييد العنف الاسرائيلي. الآن في منتصف ولايته ما زال بالامكان تغيير ذلك، ولكن ليس بالاهانات بل بأفعال تهز اسرائيل. إن مدة سنتين هي مدة كافية لرئيس امريكي بأن يقول لاسرائيل إن الحفل الفاسد قد انتهى. ولكن من اجل ذلك هناك حاجة الى رئيس ليس جبانا وبائسا.