بالصور تفاصيل 'المنطقة العازلة' وما هي اهدافها وما انعكاساتها على غزة ومقاومتها؟

الساعة 08:14 م|29 أكتوبر 2014

غزة

تزامنت تصريحات رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب اليوم الأربعاء، مع بدء الجرافات والآليات الثقيلة التابعة للجيش المصري تنفيذ اقراره لعزل المنطقة الشرقية بمدينة رفح المصرية المحاذية لقطاع غزة بناءً على مقترح مقدم من وزير الدفاع المصري صدقي صبحي لتصبح المنطقة"عازلة" اسماً على مسمى.

(المنطقة العازلة) من ناحية "الفكرة" ولدت عندما طلب الجانب الإسرائيلي مصر بإقامتها عام 2004م، حيث توجهت الحكومة الإسرائيلية بطلب رسمي لمصر في عهد مبارك والتي تهدف لتجفيف منابع المقاومة في التسلح حسب صحيفة (هآرتس) العبرية، ولم يتبين ماهية الرد المصري على الطلب الإسرائيلي آنذاك، إلا أنه في زمن الرئيس السيسي طُبق فعلياً على الأرض، لأسباب أمنية داخلية حسبما ذكرت التصريحات السيادية المصرية.

طبيعة وجغرافيا المنطقة العازلة كما جاء في نص القرار الذي نشر في الجريدة الرسمية المصرية اليوم أن حدودها المقترحة تتراوح من 400 متر بمنطقة شمال جوز أبو رعد إلى كيلومترين بمنطقة شرق جوز أبو رعد، وشمال شرق "أتلة الطيارة."

وينص القرار في مادته الثانية على إخلاء المنطقة، وتوفير أماكن بديلة للسكان، وفي حالة الامتناع عن الإخلاء يتم الاستيلاء جبرًا على ما يملكه أو يحوزه أو يضع يده عليه من عقارات أو منقولات.

يأتي ذلك القرار بعدما اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جهات خارجية- لم يسمها- بقتل 30 جنديًا مصريًا مساء الجمعة الماضية، وإصابة عدد آخر في سلسلة هجمات بمدينة الشيخ زويد الجمعة الماضي.

وعقب اجتماع لمجلس الدفاع الوطني المصري، قال السيسي إن بلاده ستتخذ إجراءات على الحدود مع قطاع غزة في أعقاب الهجمات الدامية بشمال سيناء.

أما الجانب الفلسطيني وعلى ألسنة وزارة الداخلية والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة (حماس) أوضحوا "انه لا دخل لهم بما يجري من شؤون في الأراضي المصرية"، مؤكدين حق مصر بأية قرارات سيادية تتخذها على أراضيها مع ضرورة مراعاة أن لا تمس تلك القرارات بالوضع الإنساني في القطاع، الذي حَفَرَ أنفاق التهريب بعد أن ضرب الحصار الإسرائيلي أطنابه في غزة.

 

  

المستفيد الوحيد "إسرائيل"

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يقول "قرار المنطقة العازلة بين مصر وقطاع غزة على أراضيها شأن مصري سيادي لا خلاف عليه فلسطينياً، ومن حق مصر تأمين حدودها بالطريقة والكيفية التي تراها مناسبة"، لكن الصواف يبدي خشيته من انعكاساتها على الوضع الإنساني في قطاع غزة وعلى صعيد تجفيف منابع وتسلح المقاومة فيه.

ولم يخف الصواف خلال حديثه لـ"فلسطين اليوم" أن "المنطقة العازلة" التي تقام ستؤثر بما لا يدع مجالاً للشك على صعيد تَسلُح المقاومة التي تعتمد في تسلحيها على التهريب، وتعتبر الأراضي المصرية المحاذية للقطاع إحدى دروب التهريب إلى غزة.

ويضيف الصواف:"المنطقة ستؤثر على تسلُح المقاومة بغزة، وستقطع الطريق على إمداداتها بشكل كبير، لكن في الوقت ذاته فإن للمقاومة طرقها وتكتيكاتها في الحصول على السلاح خاصة ان المقاومة باتت تعتمد على الصناعة المحلية في التسلح".

ويشير أن "المنطقة العازلة" تصبُ في مصلحة الكيان الصهيوني على حساب مشروع المقاومة الفلسطيني، لافتاً أن المنطقة العازلة مشروع صهيوني قديم، وأنه سيعمل على تفاقم الوضع الإنساني في غزة وسيطبِق الحصار على غزة بشكل كامل.

"قطع إمدادات المقاومة في غزة، يعني توفير الأمن للكيان الصهيوني، على حساب إضعاف الجانب الفلسطيني، وحرمانه من حق الدفاع عن نفسه في الجولات المقاومة، ولكن ثقتنا بالمقاومة عالية أنها لديها طرقها ومآربها في الحصول والتزود بالسلاح، المقاومة الفلسطينية تُحاصَر منذ نشأتها ولكنها صمدتْ كفكرة وكقوة وهي قادرة على الصمود والتكيُف رغم البيئة المحيطة الغير مساعدة" قول الصواف.

ولفت أن الجانب الإسرائيلي والإدارة الأميركية والقاهرة يعتبرون المنطقة العازلة وسيلة لضمان عدم دخول أي نوع من أنواع السلاح إلى القطاع، مشيراً إلى أن النظام المصري استغلَ عمليتي العريش من أجل إحكام قبضة الحصار على غزة واستكمال إجراءات تجفيف منابع المقاومة.

وبين الصواف ان مشروع "المنطقة العازل" بشكلهِ الأوسع يمتد إلى ما بعد منطقة الشيخ زويد المصرية والتي تقع على الطريق الدولي الساحلي بين رفح والعريش وتبعد عن قطاع غزة مسافة 12 كم.



خريطة
المطنقة العازلة

المنطقة العازلة
المنطقة العازلة
المنطقة العازلة
المنطقة العازلة
المنطقة العازلة
المنطقة العازلة