خبر الى الجحيم بالدولة -هآرتس

الساعة 09:59 ص|29 أكتوبر 2014

الى الجحيم بالدولة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

رواية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمكن أن تتلخص على النحو التالي: الفلسطينيون وايران يهددون سكان اسرائيل اليهود بكارثة ثانية؛ الدول الغربية مصابة باللاسامية وتعظم خطر الخراب، بسبب تأييدها للدولة الفلسطينية وسعيها الى الاتفاق مع ايران؛ الرد الاسرائيلي هو تسريع الاستيطان في الضفة الغربية وفي شرقي القدس؛ معارضو المستوطنات هم خونة ومعاونين للعدو؛ المشاكل الداخلية، وعلى رأسها غلاء المعيشة، هي تذمرات مزعجة من الخصوم السياسيين.

 

والادعاءات لا تجتاز دوما اختبار الواقع. فالرئيس الامريكي، الذي يتخذ على لسان رئيس الوزراء وأبواقه صورة من يواصل طريق تشمبرلين، يورد لاسرائيل سلاحا متطورا رغم انتقاده لسياستها. ونتنياهو عارض اسقاط حكم حماس، وجهاز المخابرات الخاضع له يقيم علاقات وثيقة مع أجهزة أمن محمود عباس، الذي يصفه رئيس الوزراء بانه "يحرض لقتل اليهود".

 

ولكن الحقائق لا تزعج نتنياهو في ان يكرر روايته المرة تلو الاخرى، وهكذا فعل ايضا اول أمس في مستهل دورة الكنيست. يقدر نتنياهو بان موعد الانتخابات سيقدم، وخطابه بشر ببدء حملته لفترة ولاية رابعة. وهدفه السياسي واضح: استئناف "الشراكة الطبيعية" بين الليكود وكتل اليمين المتطرف والاصوليين. ومن أجله، فهو مستعد لان يضحي بمصالح حيوية للدولة: المس بالعلاقات بين الولايات المتحدة واوروبا، تحطيم الفرص للتسوية مع الفلسطينيين، احتدام التوتر بين اليهود والعرب، المس بحرية التعبير وتجاهل الضائقة الاقتصادية. وحتى هو لم يجد مثالا على قرار

 

واحد اتخذته حكومته للتخفيف من غلاء المعيشة، وجاء بمثال من الحكومة السابقة. ولا غرو أن النقاش حول برلين ثار بكل حدته.

 

لقد دخل نتنياهو الى الحملة الانتخابية من موقع تفوق. فالجمهور لا يرى مرشحا آخر جديرا بالحلول محله، وروايته مقبولة ايضا من خصومه السياسيين. فوزير المالية يئير لبيد تحدث الاسبوع الماضي عن "الخوف الامني من كارثة ثانية"، وكأن اسرائيل تقف حقا على شفا الخراب. حزب العمل، كتلة المعارضة الرئيسة زعما، تعمل كذراع اعلامي لحكومة اليمين في الخارج.

 

هذا الوضع، الذي لا يكون فيه لرئيس الوزراء خصوم حقيقيون، كل اعماله تستهدف ارضاء المستوطنين والاصوليين، يخلد حكومة اليمين ويعرض اسرائيل للخطر. من يخاف على مستقبل الدولة ملزم بان يعمل على بلورة رواية وطنية اخرى وبناء قوة سياسية تسمح بتغيير الحكم.