خبر أبو مازن: لاسامية في الحرم -اسرائيل اليوم

الساعة 09:45 ص|28 أكتوبر 2014

أبو مازن: لاسامية في الحرم -اسرائيل اليوم

بقلم: زلمان شوفال

(المضمون: الاقوال التي تعتبر دخول اليهود الى الحرم تدنيسا له هي اقوال لاسامية. ولا سيما الاقوال التي جاءت في خطاب رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن - المصدر).

 

منذ عام 1967 تستخدم حكومات اسرائيل سياسة مدروسة ومتوازنة في كل ما يتعلق بالحرم، لمنع مواجهة شاملة مع العالم الاسلامي. ومن الجدير فعل ذلك الآن ايضا. وفي اتفاق تم في حينه مع رجال دين فلسطينيين رفيعي المستوى وافقت اسرائيل، رغم الألم الذي ينطوي على ذلك، على منع صلاة اليهود في الحرم، ومنحت نوع من الحكم الذاتي للاوقاف لادارته. وفي المقابل حق اليهود الكامل وأبناء الديانات الاخرى بزيارة الحرم بما في ذلك المسجدين: المسجد الأقصى وقبة الصخرة (المعروفة أيضا باسم مسجد عمر). وبعد ذلك بـ 27 عاما، وبعد اتفاق السلام مع الاردن، أعطيت مكانة خاصة للمملكة الهاشمية في الحرم.

 

في الوقت الذي حافظت فيه اسرائيل بحرص على هذه الاتفاقات، فان الفلسطينيين نقضوها منذ اليوم الاول تقريبا من خلال الكلمات والافعال: بدءً بالقاء الحجارة والمواجهة الجسدية مع الزوار وانتهاءً بتحويل الحرم الى موقع متقدم لمهاجمة المصلين اليهود في حائط المبكى في أسفل الحرم. اذا كان الاعتقاد منذ البداية أن الحديث عن اعمال عابرة فانه من الواضح الآن أنه تقف وراء هذه الاعمال القيادة الفلسطينية والدينية (وبمساعدة جهات اسلامية من عرب اسرائيل واعضاء كنيست عرب). الفلسطينيون لا يكفرون فقط باتفاق الحل الوسط في عام 1967 بل ايضا يكفرون بمكانة وحق الشعب اليهودي بالمكان الأقدس – قوميا ودينيا – على مر التاريخ.

 

التعبير الفظ والمستفز الذي يمكن سماعه في الآونة الاخيرة جاء على لسان الرئيس الفلسطيني أبو مازن، حيث ألقى خطابا في "لجنة الدفاع عن الاقصى والقدس". ودعا الفلسطينيين الى "منع المستوطنين بأي طريقة من الدخول الى الحرم، فهذا المكان لنا وليس لهم الحق في تدنيسه". إن استخدام كلمة تدنيس يدل على الطابع العنصري واللاسامي في هذا الكلام، وعمليا أبو مازن ليس هو الأول أو الوحيد الذي يقول ذلك: لقد سبقه الدكتور علي الجرباوي، وهو وزير سابق في

 

السلطة الفلسطينية، وهو اليوم بروفيسور للعلوم السياسية في جامعة بير زيت، حيث قال في مقالة كاذبة نشرت في "نيويورك تايمز" إن اريئيل شارون قد دنس قداسة المكان في زيارته.

 

بكلمات اخرى، وبخلاف نظرة الكنائس المسيحية التي تبارك دخول أبناء ديانات اخرى، أو تلك اليهودية التي تمانع من دخول المسيحيين والمسلمين الى اماكننا المقدسة، فان أبو مازن والجرباوي يعتبران أن تواجد اليهود يدنس المقدسات الاسلامية. بالذات في الاسلام توجد فكرة تدنيس الاماكن المقدسة، وليس فقط داعش وطالبان مصابون بذلك بل ايضا الفلسطينيين الذين دنسوا وما زالوا يدنسون القبور اليهودية في جبل الزيتون، وقاموا بهدم كنس في البلدة القديمة. ولا حاجة للحديث أنه على مدى سنوات الاحتلال الاردني لم يُسمح لليهود بزيارة حائط المبكى.

 

أقوال من هذا النوع لأبو مازن تضع ضبط النفس الاسرائيلي والشراكة المبدئية والفعلية في الحرم أمام امتحان صعب وتطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل الترتيبات التي تم الاتفاق عليها في عام 1967. هذا تطور مؤسف ومقلق لا يمكن تجاهله عند السعي الى الوصول الى اتفاق سياسي شامل مع الفلسطينيين والعالم العربي. وقد اقترحت على مدى السنين عدة اقتراحات لايجاد صيغة للواقع المعقد في الحرم، ولكن في أجواء التطرف الحالية من المشكوك فيه أن يتم تطبيق أي من هذه الاقتراحات في المستقبل القريب.