خبر سلوان المقدسية تواجه الرواية التوراتية « لمدينة داوود »

الساعة 12:11 م|27 أكتوبر 2014

القدس المحتلة - خاص

في محيط المسجد الأقصى المبارك، وتحديداً بلدة سلوان الواقعة إلى الجنوب تدور معارك يومية مع الاحتلال الصهيوني الذي يسعى للسيطرة عليها و وتهويدها وتسليمها للجماعات الاستيطانية المختلفة.

ولعل من بين المخططات الاستيطانية المكشوفة للجميع هي السيطرة على المنازل والعقارات بالسيطرة المباشرة حينا وعن طريقها تسريبها أحياناً أخرى، وهو ما حدث مؤخرا حينما تم الاستيلاء على 25 منزلاً في سبع عمارات سكنية وتسريبها لجمعية إلعاد الاستيطانية.

وفور استلام المنازل أعلنت 25 عن انتقالها للعيش في الشقق التي تم الاستيلاء عليها، وأعلنت حكومة الاحتلال بالتوافق عن صرف 500 شيكل يومي لكل منها تشجيعا لها على السكن ضمن ما يسمى " بمنطقة خطرة".

وأكثر من ذلك، أعلن ما يسمى وزير الإسكان الإسرائيلي المتطرف "أوري أرائيل" أنه يفكر في الانتقال إلى العيش في إحدى هذه المنازل، علما أنه يسكن مستوطنة معاليه أدوميم.

كل هذا الاهتمام بالبلدة يطرح السؤال "لماذا سلوان تحديدا" والمهدد أكثر من 120 منزلا فيها بالهدم أيضا. ويعود تاريخ البلدة إلى زمن اليبوسيين والذين بنوا البلدة بنظام بناء متطور وشقوا القنوات من عينها المشهورة باسمها "عين سلوان".

وعند سقوط الشق الغربي من مدينة القدس عام 1948 بقيت سلوان جزءا من الضفة الغربية تحت السيادة الأردنية كونها تقع في الجزء الشرقي من القدس المحتلة.

ولما كانت سلوان تملك جزءاً كبيراً من الأراضي المشاع الواقعة بين القدس والبحر الميت، وأهمها منطقة السهل الأحمر الواقعة اليوم على طريق القدس-أريحا، والتي عرفت تاريخياً بخان السلاونة.

وفور سيطرة الاحتلال عليها في العام 1967 قسمت بلدية القدس الغربية البلدة إلى عدة أحياء، نذكر منها: رأس العامود، عين اللوزة، الثوري، بئر أيوب، الشياح.

وبدأت بعمليات حفر واسعة في البلدة، بحثا عن آثار "يهودية" وفقا للرواية التوراتية التي تدعي أنها مدينة داوود التاريخية، والتي أقام عليها نبيهم أول ممالك اليهود.

فلسطينيا الأمر لا يتعدى محاولات أسقاط الدين على الأرض لسرقتها، فكل هذه الحفريات لم تجدي شيئا، و لم يتوصل الباحثين إلى شيء بل على العكس، كان هدفها واضحا بالحفر أسفل المسجد الأقصى، وهي الواجهة الجنوبية للأقصى.

وعملت الجماعات الاستيطانية منذ بدء عملها في سلوان إلى تغير أسماء المواقع إلى أسماء توراتية، أستطاع الباحث في مجال تاريخ القدس جمال عمرو حصر 26 أسما منها.

ومن هذه الأسماء كانت تغيير اسم حي وادي حلوة إلى "عير ديفيد"، وشارع وادي حلوة إلى "معلوت ديفيد"، و"شارع بيضون" إلى "معالي إريئيل"، وحي الصرفندي أو الفخارة إلى "مشعول هاتسيدك"، والدرج الموصل بين باب المغاربة حتى حي وادي حلوة إلى "شاعر هاشمايم"، وشارع العين إلى "جوبيرا ديفيد"، وحي الصوانة إلى "معلوات ديفيد"، وتغير أسم البلدة إلى مملكة داوود.

ويرى عمرو أن تغير الأسماء يأتي في سياق كلي لتهويد البلدة، وتحويلها لمدينة عبرية كاملة بدون أي وجود عربي حتى لو بالأسماء.

وعن ذلك يقول فخري أبو ذياب عضو لجنة الدفاع عن عقارات سلوان أن عبرنه الأسماء بشكل يقصد منه إعادة تشكيل الوعي ومسح الذاكرة الفلسطينية وإحلال ذاكرة جديدة للمكان بأسماء عبرية لها دلالات توراتية مرتبطة بادعاء الجماعات الاستيطانية بما يتعلق بالحق اليهودي الديني و التاريخي في المكان.

وبحسب أبو ذياب فإن التغير يتم على أساس محو الاسم العربي بالكامل، ووضع اسم عبري له علاقة بتاريخ ديني وعقائدي وللدلالة أن لليهود تاريخ وماضي في المنطقة، حيث يوضع تحت اسم الشارع نبذة تاريخية حول الاسم ودلالاته ويتم في أغلبها الإشارة إلى الهيكل الذي تسعى الجماعات الاستيطانية المتطرفة إلى بناءه على أنقاض الأقصى.

والخطورة من هذه الأسماء كما يقول أبو ذياب، هو اعتياد الناس عليها وتداولها، خاصة أن بلدية الاحتلال في المدينة تقوم على الفور بتعليق اليافطات الضخمة بالاسم الجديد، وتغير كافة الأوراق الرسمية والفواتير والمراسلات التي تقوم بها بالاسم الجديد لمحو الاسم العربي من الذاكرة بالكامل، واستبداله بالاسم العبري الجديد.

يقول أحمد الرويضي مسؤول شؤون القدس في ديون الرئاسة أن منطقة سلوان هي المنطقة الأكثر تهديدا بالتهويد في القدس لمحتلة، من قبل الجمعيات الاستيطانية الاسرائيلية وبشكل خاص جمعية العاد.

وأرتفع عدد البؤر الاستيطانية في البلدة إلى أكثر من 35 بؤرة استيطانيه تم السيطرة على العقارات الفلسطينية وتحويلها للمستوطنين.

وقال الرويضي أن الهدف هو أسكان أكبر قدر ممكن من المستوطنين و بامتيازات عالية جدا، و تسهيلات غير مسبوقة، في سبيل الحفاظ على الطابع اليهودي للبلدة، و التي تعتبر الحاضنة الرئيسية للمسجد الأقصى المبارك.

وتابع الرويضي، إن السيطرة على سلوان يعني بشكل تلقائي السيطرة على المسجد الأقصى وساحاته و مداخله و الأنفاق تحته بالكامل، و هو ما تسعى إليه سلطات الاحتلال منذ بداية احتلالها.