خبر باص الأبرتهايد- هآرتس

الساعة 11:08 ص|27 أكتوبر 2014

بقلم: أسرة التحرير

أمر وزير الدفاع موشيه يعلون بمنع العمال الفلسطينيين من استخدام المواصلات العامة الاسرائيلية، في طريقهم من عملهم في اسرائيل عائدين الى بيوتهم في الضفة الغربية. وحسب النبأ الذي نشره في "هآرتس" أمس حاييم لفنسون، فان العمال الفلسطينيين لا يمكنهم أن يصعدوا الى الباصات التي تسافر مباشرة من وسط البلاد الى الضفة في ختام يوم عملهم.

 

لقد اتخذ قرار الوزير رغم أن في الجيش الاسرائيلي لا يرون أي خطر امني في سفر العمال في الباصات الاسرائيلية، في ضوء حقيقة أن الحديث يدور حصريا عن اصحاب تصاريح دخول

وعمل، يجتازون كل يوم تفتيشا أمنيا متشددا عند دخولهم الى البلاد. من هنا فان قرار يعلون ينبع حصريا من الخضوع للضغوط التي يمارسها عليه المستوطنون منذ زمن بعيد، مطالبين بعدم السماح للفلسطينيين بالصعود الى باصاتـ "هم".

 

ترشح من قرار الوزير رائحة أبرتهايد، التي تميز حكم الاحتلال الاسرائيلي في المناطق. لقد كان احد رموز نظام التفرقة العنصرية الواضحة في جنوب افريقيا هو خطوط الباصات المنفصلة للبيض وللسود. والان جاء يعلون ليطبق ذات السياسة في مناطق الاحتلال. وهكذا فانه يبرر ادعاء من يصنف اسرائيل في العالم كدولة أبرتهايد.

 

ان قرار يعلون معناه أيضا اثقال اضافي على الفلسطينيين في الضفة الغربية. فقلة تافهة منهم فقط يسمح لها بالخروج الى العمل في اسرائيل، واولئك الذين ينالون ذلك يمرون كل يوم بطريق آلام مضن من التنغيصات والاهانات، في طريقهم من والى العمل. والان يأتي يعلون ليصعب الامر عليهم اكثر فأكثر.

 

يتخذ وزير الدفاع لنفسه منذ زمن بعيد هدفا هو ارضاء المستوطنين، والرقص حسب نغماتهم وتحقيق تقريبا كل أمانيهم، جنونهم ومطالبهم الوقحة. وهو يفعل ذلك لاعتبارات سياسية، شخصية وانتهازية، لتعزيز مكانته في قيادة اليمين المتطرف. وقضية علاقاته العكرة مع الادارة الامريكية، في اعقاب تصريحاته المليئة بالاحتقار تجاه جون كيري ومسؤولين كبار آخرين تثبت كم هو يعلون متعطش لعناق المستوطنين.

 

هذه المرة ينبطح يعلون امام المستوطنين على حساب صورة دولة اسرائيل، في العالم وما تبقى من اخلاق لديها. كل هذا، في ظل التنكيل ببضع عشرات الاف الفلسطينيين الذين سمح لهم بنيل رزقهم القليل في اسرائيل.

 

حتى تحقيق قراره، أمر يعلون الادارة المدنية بالاستعداد له؛ ويجمل به أن يلغيه فورا ويعفي اسرائيل من عاره.