بعد 19 عاما على اغتيال مؤسسها

تحليل العمل المقاوم لحركة الجهاد جعلها رقم صعب في الساحة الفلسطينية

الساعة 11:46 ص|26 أكتوبر 2014

رام الله -

بعد 19 عاما على اغتيال مؤسسها وأمينها العام، لا تزال حركة الجهاد الإسلامي الرقم الصعب على الساحة الفلسطينية.. وبالرغم من صغرها على الأرض إلا أن فعلها المقاوم كان له الأثر الكبير في الصراع مع الصهاينة.

والسر في ذلك، كما يقول دكتور العلوم السياسية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض، هو حفاظ الحركة على نهج مؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي، وتمسكها بكونها حركة عقائدية جهادية، كما أراد لها أن تكون.

وفي حديث خاص مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، قال الدكتور عوض، إن حركة الجهاد الإسلامي حركة عقائدية أكثر التزاما بالنصوص، وأكثر الحركات بعدا عن نهج التسويات الفكرية والسياسية، ولهذا بقيت محافظة على نهجها المقاوم وحققت نجاحات متتالية.

هذا النهج، هو ما كان ينقص الساحة الفلسطينية، فالخارطة السياسية الفلسطينية كانت بحاجة لمليء هذا الفراغ، فلم يكن على الساحة الفلسطينية حركة لها هذا التصلب العقائدي والجهادي سو حركة الجهاد الإسلامي"، القول للدكتور عوض.

وتابع:" في كل التاريخ دائما هناك حزب عقائدي صغير ولكنه مؤثر لأنه يحافظ على الأصول والعقائد ولا يستطيع أحد المزاودة عليه، الجهاد الإسلامي كانت في نموذجنا الفلسطيني ذلك الحزب، فهي لا تحارب الحكومات ولا تسعى لسلطة لان بينها فروقات فكرية وومرجعية".

"ولعل هذا سبب الملاحقات التي تتعرض لها الحركة وكوادرها منذ نشأتها حتى الأن، من قبل الاحتلال وأعوانه، ولكن ذلك لا يؤثر على هذه الحركة التي تجذرت عقائديا على الجهاد، فكانت من نائبها العام حتى أصغر كوادرها تدرك أن هذا جزء من جهادها العقائدي" كما يؤكد الدكتور عوض.

وأوضح عوض قائلا:" هذه الحركة الصدام مع العدو لا يفككها وانما يزيدها قوة وصلابه لأنه يعتقد ما يلحق به من أذى جزء من هذا الطريق، وأن الأثمان التي يدفعوها جزء من جهادهم، فنحن نرى أن الحركة وبعد كل ضربة لها من قبل الاحتلال تزداد شعبيتها، ولا تتأثرا تحت أي إجراء بالعكس ثباتهم يزيد الحركة مصداقية وشعبية كبيرة".

وربط عوض بين اغتيال أمينهم العام، وملاحقة كوادرهم بالاغتيالات والاعتقالات إلا أنها بقيت تحافظ على قوتها، وهو ما خلق لها مصداقية عالية، وهو ما لاحظناه بعد العدوان الأخير على القطاع، حيث كانت الحركة الأكثر شعبية، حتى أن وسائل الإعلام التابعة للحركة كانت أكثر متابعة، بسبب المصداقية والثبات والعقائدية وترفعهم عن الدخول في تفاصيل الغنائم والسلطة والمنصب.

ويتابع:" الجهاد الإسلامي حركة لا تريد أن تنزل عن الجبل بل على العكس تريد أن تبقى على الجبل للجهاد والمقاومة، ولا يهمها الغنائم ليغنم بها غيرها".

ولكل ذلك، كان أهمية وجود حركة الجهاد الإسلامي على الساحة الفلسطينية كما يقول عوض، فهي جماعة عقائدية تحافظ على النص وتحافظ على النماذج وأرث الشهداء كما هي، ولا يحلم أن يكون في الوسط لأنه الوسط كله تسويات تتناقض مع نهجه وفكره".

وأكثر من ذلك، على الساحة الفلسطينية، الجهاد الإسلامي يقدم فهما تغيب عنها وهي فكرة الجهاد الماضي إلى يوم القيامة "الأبدية الجهادية" لا يريد أن يدخل بالصراع على الغنيمة وبالتالي هو مختلف عن باقي الأحزاب، وهو ما يكسبه أيضا القدرة على الحكم الصحيح وإطلاق أحكام فيها كثير من الصدقية.

ويورد عوض أمثله على ذلك، كيف أن الأمين العام في للجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح كان أكثر مصداقية خلال الحرب الأخيرة والمفاوضات التي واكبتها، وعدم سعي الحركة لمكاسب ومغانم سياسية جعلته بمقام الوسيط على الساحة الفلسطينية، ويحتكم إليه كما نرى في دورها بالخلاف الدائر ما بين حركتي فتح وحماس، وأيضا ما بين حماس والقاهرة من جهة، وسوريا وإيران من جهة أخرى.

وإسرائيليا أيضا كانت حركة الجهاد الإسلامي الرقم الصعب، بحسب عوض، فهي تنظر للحركة كحركة متطرفة جدا دينية متعصبة تمثل المصالح الإيرانية لذا فهي على قوائم الإرهاب العالمي والإسرائيلي.

وتابع:" إسرائيل" دائما تسعى لشيطنه هذه الحركة، وهي صورة ملائمة جدا للإعلام العالمي والدولي، وتعظيم الخصم هي ذريعة من أجل البطش به، وبالتالي الجهاد الإسلامي يحسب لها ألف حساب، وتدرك ان كوادرها على استعداد للتضحية الغير محدودة".