خبر ذكرى استشهاد الدكتور الشقاقي،، « في الليلة الظلماء يُفتقد البدر »..رضوان أبو جاموس

الساعة 11:11 ص|26 أكتوبر 2014

في الذكرى الـ"19" لرحيل المعلم الفارس الدكتور فتحي إبراهيم الشقاقي، تعجز الكلمات عن رثاءك أيها الفارس المقدام، ونشعر بفقدانك في مثل هذه الأوقات العصيبة من تاريخ جهاد شعبنا الفلسطيني وأمتنا الإسلامية المكلومة.

في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من تشرين أول التضحية والفداء من كل عام تًمر علينا ذكرى أليمة على قلوبنا وقلوب كل المخلصين من أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر وأمتنا الإسلامية، إنها الذكرى السنوية التاسعة عشر لرحيل القائد المجاهد الدكتور فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وصاحب الفكر المستنير الذي اغتالته الموساد في جزيرة مالطا بتاريخ 26/10/1995م.

تأتي الذكرى الـ"19" لرحيل المعلم الدكتور "الشقاقي" وشعبنا الفلسطيني لا زال يعيش آلام العدوان الغاشم على شعبنا الفلسطيني، الذي خلف آلاف الشهداء والجرحى، وعشرات آلاف المشردين والمهجرين من بيوتهم في مشهد يذكرنا بمآسي آبائنا وأجدادنا إذ بان نكبة العام 1948م، في ظل تآمر المجتمع الدولي الظالم، وعجز وتخاذل عربي مهين .

وفي هذا المقام نستذكر كلمات وأقوال الشهيد الدكتور "الشقاقي" حول القدس وفلسطين التي كانت حاضرة في وجدان وفكر الشهيد "أبا إبراهيم"، كيف لا وهو الذي أعاد للقضية الفلسطينية مسارها الصحيح ووضعها في إطارها الحقيقي وصبغها بهويتها الإسلامية ، وأعاد طرحها كقضية مركزية للأمة الإسلامية بعدما كانت تعاني من معضلة "إسلاميون بلا فلسطين، ووطنيون بلا إسلام " .

الشهيد "الشقاقي" كان له شرف الانتماء للإسلام العظيم والدفاع عن فلسطين المسلمة ومؤسس لواء الجهاد الإسلامي المقاوم على أرض فلسطين الحبيبة، ورسم طريق القدس عبر البندقية والقرآن ، لأن قناعته بأن طريق التسوية والحلول السلمية لن تعيد الحقوق ولن تحمي المقدسات .

ولم يقتصر الشهيد فتحي رحمه الله على طرح الشعارات والأقوال فقط، بل خط طريق الجهاد والمقاومة التي رسمتها دماء شهداء ملحمة الشجاعية الذين تتلمذوا على يد المعلم الشهيد "الشقاقي"، ومفجري ثورة السكاكين وما تلاها من عمليات استشهادية أرعبت قادة الكيان الغاصب في "بيت ليد الأسطورة وتل الربيع وكفار داروم، وليس آخرها تضحيات مجاهدي سرايا القدس وفصائل المقاومة في معركة "البنيان المرصوص" .

في مثل هذه الأيام فقدت فلسطين أحد ابرز قادتها الذي كان له باع طويل في النضال والمقاومة رغم سنين عمره القصيرة، الإ أنه استطاع أن يضع بصماته في شتي الميادين الجهادية والفكرية والوحدودية، فقد كان الشهيد رحمه الله يتمتع بشخصية وحدوية منفتحة على كل أطياف العمل الفلسطيني الذين خالفوه الرأي أو اتفقوا معه.

رغم ألم الفراق للمعلم الفارس لكن هذا هو قدرنا... قدرنا أن نقوم بواجبنا المقدّس، وأن نستمر على نهج الشقاقي الأمين ، ونحافظ على وصية الشهداء الأبطال بالتمسك بخيار الجهاد والمقاومة كخيار استراتيجي وحيد لاسترداد مقدساتنا وحقوقنا... وقدرنا أن نكون من أبناء هذا الوطن المنكوب الذي تتحطم على صخرته كل المؤامرات التي تحاك ضد أمتنا وشعبنا المرابط .

هذا القدر الرباني الذي نحياه والذي شرفنا به المولي عز وجل وجعلنا طليعة لهذه الأمة ورأس حربتها في مواجهة المشروع الاستعماري في المنطقة، هو ما عزز صمود شعبنا الذي احتضن المقاومة وقدم في سبيل الله أغلى ما يملك خلال معركة "البنيان المرصوص" .

ونستذكر في هذا المقام عبارات من نور قالها المعلم الفارس الشهيد أبو إبراهيم: "لا والله لا نهون ولا نذل فما قمنا من اجل أن نملأ بطوننا كما يعدوننا، لم نعاني شيئا بعد بالنسبة لما عاناه محمداً صلي الله عليه وسلم، "إن علينا أن نختار بين أبد الذل والهوان وبين الحق ... فإما النصر أو الشهادة.

فيا لها من حياة عظيمة عاشها معلمنا الفارس ... أمضاها جهاد بلا هوادة ختمها المولي له بالشهادة وذلك تجسيداً لمقولته الخالدة في قلوبنا "الصف الأول يستشهد، والصف الثاني يستشهد، والصف العاشر يستشهد، لكن الثورة لن تخمد "