خبر فى ذكرى رحيل الشهيد الشقاقى - بقلم رأفت حمدونة

الساعة 11:12 ص|25 أكتوبر 2014

" نحن لسنا إرهابيين بل نملك للبشرية في قلوبنا حبا يكفي لتحويل الأرض واحة عدل وسلام   " كان هذا خطاب المفكر والشهيد والأسير الدكتور فتحي الشقاقي (أبو إبراهيم) مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين للبشرية  والعالم  بكل أطيافه السياسية ودياناته السماوية ، وما أحوجنا لمثل هذا الخطاب في ظل اختلاط المفاهيم والأفكار والرؤى والتصورات والقولبات الموجودة باتجاهنا ،  كان معنى وهدف وتصور لكل كلمة أطلقها فى حياته ، ولكل حرف أوصى به في ظل ثقافة الانقسام والتخبط الفلسطينى حول الوحدة والمستقبل والأجندة والمشروع .

كان الشقاقى يؤمن بالوحدة مردداً  " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وكان يرى وحدة الشعب الفلسطينى أول خطوة على طريق النصر و التحرير ، ويذكر القوى والفصائل و الحركات والأحزاب وكل مكونات الشعب الفلسطينى في الداخل والخارج  باستخدام الحوار في حل الخلافات  ، وعدم استخدام العنف في فض النزاعات الداخلية ، وكان دوماً يقول " نحن بحاجة ماسة إلى الحركة الشعبية الوحدوية لقطع الطريق على العدو ومروجي الفتن والمنازعات بين أبناء الشعب الواحد في الماضي في مخططاته لإغراق شعبنا في الخلافات ، وإلهائه عن معتركه السياسي في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم ، وما نصبوا إليه - لا لأسلوب العنف في حسم الخلافات السياسية بين أبناء شعبنا وندعوا إلى التعاون وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "  ، ويضيف "  يجب أن تكون هناك جبهة واسعة تضم كل القوى التي تدرك الخطر الصهيوني على الأمة ، فالمعركة معركة الجميع وعلينا أن نسعى إلى توسيع الدائرة التي نتحرك فيها وأن نمد جسورا ونبني علاقات تخدم قضيتنا ومصالحنا المشتركة .

وأكد  الشقاقى فى حياته على العمل داخل فلسطين ويقول " لو كان العمل داخل فلسطين يأخذ كل وقتي لما أعطيت للعمل خارج فلسطين - على أهميته - دقيقة واحدة ولو كان القتال والعمل المسلح داخل فلسطين يأخذ كل وقتي لما أعطيت للعمل السياسي - على أهميته - دقيقة واحدة وإنه لو لم يبقى في العمر إلا دقيقة واحدة لما فكرت فيها إلا بقتال العدو ولكن مشيئة الله أن لكلٍ متسع " .

ويوصى الشقاقى بوضوح الهدف والنية فقال : " نحن نهضنا تحت شعار الواجب في مواجهة الإمكان فكان علينا أن نقوم بواجبنا مهما ضعفت الإمكانيات المادية كما أؤكد أن مصلحة الإسلام العليا هي هدفنا وغايتنا تكمن في مرضاة الله عز وجل " .

ويتحدث عن وحدة العالم العربى والاسلامى وكأنه يتنبأ أن هذا الأمر مهدد فلسطينياً وعربياً واسلامياً فيقول " علينا واجب تعبئة الجماهير الفلسطينية و إعدادها إعداداً جهادياً شاملاً لتأهيلها للقيام بواجبها فى مواجهة المحتل , ويجب استنهاض و حشد جماهير الأمة العربية و الإسلامية و حثها على القيام بدورها التاريخي في مواجهة العدو الصهيوني و نعمل لأجل توحيد الجهود عربياً و إسلاميا باتجاه فلسطين و في نفس الوقت تدعوا إلى الإسلام بعقيدته و شريعته و آدابه و إحياء رسالته الحضارية للأمة والإنسانية و نعمل لأجل ظهوره و انتصاره و وحدة الأمة و تجاوز واقع التجزئة و التفسخ وندرك مدى الترابط و الجدل المتنامي بين مواجهة الصهيونية و الاستعمار و بين نهضة الأمة , و لا يمكن أن تحقق مشروعاً نهضوياً إن لم تكن مسألة تحرير فلسطين في نواة هذا المشروع و ساحة معركته الأساسية " .

ولطالما أكد الشقاقى على مركزية القضية الفلسطينية ويقول " إن هذا المفهوم يعطي للصراع مع إسرائيل تلك الخصوصية وهذا لا يعنى بحال من الأحوال التقليل من أهمية أهداف ومهمات أخرى للحركات ويضيف " على العكس تماما فالتعامل مع القضية بهذا المنظور هو الذي سيدفعنا إلى تحقيق الأهداف ، مؤكداً أن هنالك علاقة تبادلية جدلية واضحة وأكيدة هي التي تربط بين القضية الفلسطينية وتلك الأهداف والمهمات ، فالحركات مطالبة اليوم أن تعطي لفلسطين خصوصيتها المنسية وأن تؤكد على مركزيتها في النظرية والتطبيق في فكرها وممارستها ، والحركات في تأكيدها على هذه الخصوصية والمركزية ليست محكومة بمزاج إقليمي أو مجرد مصلحة اجتماعية أو وطنية ، وإنما هي محكومة باسباب قرآنية وتاريخية وواقعية شاملة و أبعد من أي حدود جغرافية - أسباب تفرض على هذه الحركة أن تكون محورا لنشاطها السياسي اليومي باعتبارها ذروة التماس بين منهج الاسلام ومنهج الغرب وباتجاه تحقيق الغايات والأهداف السالفة " .

ويختم الشقاقى بقوله " القدس عاصمتنا الأبدية ومركز الوطن الإسلامي ومهوى الفؤاد لكل عربي ومسلم ، وأقول للعالم أجمع بأننا لسنا إرهابيين بل نملك للبشرية في قلوبنا حبا يكفي لتحويل الأرض واحة عدل وسلام ".