خبر هذا لن يتحقق بالقوة .. هآرتس

الساعة 09:17 ص|24 أكتوبر 2014

هذا لن يتحقق بالقوة .. هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

عملية الدهس أول أمس، والتي قتلت فيها الرضيعة حاية زيسل برون واصيب سبعة أشخاص آخرون، أدت الى ذروة موجة العنف التي تعصف بالقدس في الاشهر الثلاثة الاخيرة. المظاهرات العنيفة، رشق الحجارة والزجاجات الحارقة والمواجهات مع الشرطة لم تتوقف منذ قتل الفتى محمد ابو خضير في بداية تموز. في أعقاب العملية امس دعا سياسيون من اليمين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الى اتخاذ قبضة شديدة ضد المشاغبين. وفي النقاش الذي اجراه بنيامين نتنياهو أقرت علاوة كبيرة من القوى البشرية وكذا الوسائل التكنولوجية لشرطة القدس بهدف منع تدهور الوضع.

غير ان الحل في القدس لن يتحقق فقط من خلال قوة اخرى او انفاذ آخر للقانون. وفي جلسة أمس كرر رئيس الوزراء القول العليل ان "القدس الموحدة كانت وستبقى عاصمة اسرائيل الى الابد". ووعد باعادة الهدوء والامن الى القدس من خلال "الرد الاكثر حدة على كل محاولة للمس بسكانها". كما أن نتنياهو هاجم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس – وكأنه هو الذي يوجه وينظم اطفال الحجارة في شرقي القدس – والاسرة الدولية على "هزالها". وقال: "عندنا لا يوجد هزال كهذا. نحن سنقف صامدين عند حقوقنا وواجباتنا للدفاع عن عاصمتنا. وسنفعل هذا بقوة – ونحن سننتصر".

ولكن العنف في القدس لم يولد في فراغ ولن ينتهي أمام "التصميم" الذي يظهره رئيس الوزراء. فجذور العنف منغرسة في احساس اليأس والخوف لدى سكان المدينة الفلسطينية. انهيار المسيرة السياسية، الدعوات المتعاظمة لتغيير الوضع الراهن في الحرم، الاهمال المستمر للاحياء الفلسطينية من جهة والتشجيع الحكومي للتوسع الاستيطاني في قلب تلك الاحياء من جهة اخرى – كل هذه تخلق المستنقع الذي ينبت فيه العنف والارهاب.

ان تجاهل جذور المشكلة والتركيز على انفاذ القانون والعقاب لن يحل المشكلة بل من شأنه أن يفاقمها. مطلوب افق سياسي، في اطاره تبحث احدى المسائل الجوهرية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني – مكانة مدينة القدس.